إلى جانب أدوارها السياسية الدبلوماسية والعسكرية والإنسانية، قدمت مصر الغالى والنفيس فى سبيل الدفاع عن القضية.
> استضافت مصر أول مؤتمر عربى فى أنشاص فى مايو 1946، كرد فعل على توصيات اللجنة «الأنجلو–أمريكية» التى أوصت بدخول مائة ألف من اليهود الفارين من الاضطهاد النازى إلى فلسطين.
> أعلنت الحكومة المصرية الموافقة على التدخل العسكرى المسلح، من خلال إرسال المتطوعين إلى فلسطين تحت مظلة الجامعة العربية مع قيام ضباط الجيش المصرى بالإشراف على تدريبهم وتأهيلهم عسكريًا. كما سلمت مصر معسكر الهايكستب للجامعة العربية لتدريب المتطوعين فيه. ترتب على ذلك تشكيل قوة من المتطوعين سُميت بـ»القوة الخفيفة» قوامها 344 مصرياً، و297 ليبياً، و45 فرداً من تونس. وبعد دخولها إلى فلسطين دُعِمت هذه القوة بمجموعة إضافية من جنود المدفعية بالجيش المصرى عددهم 132 جندياً، ليصبح إجمالى عدد القوة الخفيفة 798 فردًا وتم تسليح تلك القوة بأسلحة قدمها الجيش المصري.
> خلال معارك فلسطين عامى 1948 و1949، استشهد عددًا كبيرًا من ضباط وأفراد الجيش المصرى ومن المدنيين كذلك، وقد ذكرت التقارير الرسمية المصرية أن عدد الضباط الذين استشهدوا خلال العمليات الحربية فى فلسطين بلغ 926 شهيدًا من الضباط والجنود والمدنيين.
> لجأ عدد من الفلسطينيين إلى مصر ممن نزحوا قبل اندلاع الحرب فى 15 مايو 1948، فشكلت الحكومة المصرية «اللجنة العليا لشئون مهاجرى فلسطين» وخصصت لهم النفقات اللازمة لرعايتهم، وبعد الحرب لجأ إلى مصر عدد أخر من اللاجئين قُدِر بنحو ستة آلاف لاجئ، خصصت لهم معسكرًا فى العباسية، ثم خصصت لهم معسكر أكبر فى منطقة القنطرة، بعد أن زاد عددهم. كما لجأ إلى مصر أربعة ألاف فلسطينى آخرين بوثائق سفر رسمية وعاشوا فى مصر.
وضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية فى مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذى رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع اسرائيل، والذى سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث» كما كان لمصر دور كبير فى توحيد الصف الفلسطينى من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساندت مصر فى القمة العربية الثانية التى عقدت فى الاسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964 قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفى عام 1969، وأشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970
> الرئيس الراحل انور السادات اطلق عليه بطل الحرب والسلام، و خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادتة والتى توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام»، ولا يمكن ان نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطينى خلال خطابه الشهير فى الكنيست الاسرائيلى مطالبا بالعودة الى حدود ماقبل 1967، خلال مؤتمر القمة العربى السابع الذى عقد 29نوفمبر 1973 فى الجزائر حيث اقر المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة وفى مقدمتها القدس، وفى أكتوبر عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375) بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها نتيجة اعلان مصر والدول العربية أكتوبر 1974 على مناصرة حق الشعب الفلسطينى فى إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية؛ وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.
> وخلال حكم الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وادوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصرى من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام و تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفى سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك فى توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتي، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة.
وفى عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلى على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد، واستمر عطاء مصر حتى مجييء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وعد الشعب الفلسطينى بالوقوف بجانبه، بعدما تعرضت غزة مؤخراً لحرب.
> وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، وبذلت مصر جهودا ضخمة لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.
ومع العدوان على غزة شدد السيسى على موقف مصر الرافض تماما لأى تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومي، و ان موقفنا الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، و ضرورة دفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، واعتبر أن كل هذه تشكل الثوابت الراسخة التى تحرص مصر على العمل فى إطارها، بهدف أسمى وهو إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة لصالح جميع شعوبها.
> و تتواصل جهود مصر الدءوبة لإنهاء الأزمة بغزة، من خلال التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وانفاذ المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية واسعة.