بلينكن وفيدان يؤكدان دعمهما لبيان مصر وقطر وأمريكا بشأن وقف إطلاق النار
عائلات المحتجزين: بن غفير يعرقل مرة تلو الأخرى صفقة التبادل
أدانت مصر اقتحام وزيرين إسرائيليين وأعضاء فى الكنيست الإسرائيلى ومئات المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى الشريف ورفع العلم الإسرائيلى داخله، وذلك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وتزامنا مع منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصي.
وشددت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس على أن تلك التصرفات غير المسئولة والمستفزة، تمثل خرقا للقانون الدولي، والوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس الشريف، ويعكس استمرار تكرارها ووتيرتها سياسة ممنهجة يتم تنفيذها على الأرض، وهو ما يستدعى العمل على موقف مظاهرها بصورة فورية، والالتزام بالحفاظ على الوضع القانونى القائم.
وأكدت مصر ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدور فاعل فى مواجهة تلك الانتهاكات التى تهدف لتأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة، مشددة على التزام مصر بالسعى نحو التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واسترداد كامل الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
كان وزيران إسرائيليان ومئات المستوطنين المتطرفين قد اقتحموا صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك فى القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما تعرف بـ»ذكرى خراب الهيكل».
وأكدت مصادر فى دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومى الإسرائيلى اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصي.. فيما ذكر مراسلون أن وزير شئون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف من حزب عظمة يهودية شارك فى الاقتحامات صباح أمس.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفى كان من بين مقتحمى الأقصي.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية مئات من عناصرها في البلدة القديمة بالقدس ومنطقة حائط البراق بدءا من مساء الاثنين وحتى مساء أمس الثلاثاء، وذلك بهدف تأمين المستوطنين خلال الاقتحامات لأداء صلوات يهودية.
من ناحية أخري، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الناطق الرسمى باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، تحذيره من «تداعيات الاستفزازات الخطيرة» لاقتحامات المسجد الأقصي، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسئولية هذه الممارسات وخطورتها فى استفزاز مشاعر الشعب الفلسطينى والعرب والمسلمين.
وطالب أبو ردينة، الإدارة الأمريكية بالتدخل الفورى «لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى فى مدينة القدس، ووقف العدوان على شعبنا فى قطاع غزة، والاعتداءات فى الضفة الغربية إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه».
على صعيد ملف الهدنة، أكد وزيرا الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن والتركى هاكان فيدان، فى اتصال هاتفي، دعمهما للبيان المشترك الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة، والذى يدعو إلى استئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان نشرته أمس أن الجانبين أكدا أهمية عودة حركة حماس إلى المفاوضات فى 15 أغسطس الجارى لوضع اللمسات الأخيرة على إطار عمل يهدف إلى تحقيق وقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة وتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها اطلعت على وثائق لم تنشر بعد، تكشف أن إسرائيل كانت أقل مرونة فى المحادثات الأخيرة لوقف إطلاق النار بغزة.
وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ألقى باللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى تعثر المفاوضات، لكنه قدم للوسطاء فى يوليو الماضى شروطا جديدة متشددة للغاية، الأمر الذى يجعل فرص التوصل إلى اتفاق خلال جولة المفاوضات التى ستبدأ غدا الخميس بعيدة المنال.
من ناحية أخري، اتهم بيان لعائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى غزة، وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير بالعمل مرة تلو الأخرى على إفشال صفقة تبادل أسرى تسمح بإعادة المحتجزين.
وقالت عائلات الأسرى إن «بن غفير بأفعاله وأقواله يعرض حياة المختطفين وإمكانية إعادتهم للخطر».
على الصعيد الميداني، أعلنت الصحة الفلسطينية أمس ارتفاع حصيلة عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 39929 فلسطينيا قتلوا و92240 أصيبوا فى الهجوم الإسرائيلى على القطاع منذ 7 أكتوبر.
وقالت الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال ارتكب مجزرتين ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتهما 32 شهيدا و88 مصابًا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وفي الضفة الغربية اندلعت اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال فى مخيم عسكر بمدينة نابلس، كما نعت كتائب القسام الشهيد طارق داود الذى اغتالته الوحدات الخاصة الإسرائيلية قرب قلقيلية واحتجزت جثمانه.
من ناحية أخري، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جميع الجنود المشتبه فى اعتدائهم جنسياً على معتقل فلسطينى فى سجن سدى تيمان سيفرج عنهم ويخضعون للإقامة الجبرية فى المنزل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه جرى التوصل لاتفاق بين فريق الدفاع والنيابة العامة بشأن إطلاق سراح المشتبه بهم الخمسة المتهمين بالاعتداء الجنسى على السجين الفلسطيني، وسينتقلون إلى الإقامة الجبرية بينما يستمر التحقيق.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش أن الإقامة الجبرية ستستمر حتى الخميس.
وكشفت تحقيقات عسكرية إسرائيلية، عن واقعة «اعتداء جنسي» على محتجز فلسطينى من جنود داخل الجيش الإسرائيلي، بعدما أبلغ أطباء عن إصابات خطيرة تعرض لها محتجز استدعت إجراء عمليات جراحية له، حسبما ذكرت مصادر طبية مطلعة على القضية لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وقالت الصحيفة الأمريكية قبل حين، إن جلسات المحاكمة بدأت، الأسبوع الماضي، لتحديد ما إذا كان يجب توجيه تهم إلى أى من 10 جنود احتياط احتجزوا خلال مداهمة لسجن «سديه تيمان».. وأفرج عن 5 منهم، بينما ما زال 5 آخرون قيد الاحتجاز ويجرى استجوابهم، بحسب الجيش.