حول العالم على مدى أيام قليلة أثيرت أكثر من مرة مشكلة التحديات التى تواجه تحقيق الهدف الاستراتيجى باستجلاب 30 مليون سائح والوصول بإيرادات السياحة إلى 30 مليار دولار..
فى مؤتمر صحفى فى العلمين اكد شريف فتحى وزير السياحة والآثار ان هناك فرضيات لم تتحقق وهى لازمة لتحقيق هدف 30 مليون سائح و30 مليار دولار.. ارجع الوزير هذا إلى الوضع الجيوسياسى وتباطؤ الاستثمار فى الغرف الفندقية.. ونلاحظ ان هناك متطلبات عديدة اخرى لم يشر اليها الوزير.. وسبق ان تناولناها هنا كثيرا.. وسنتناولها اليوم بإيجاز مرة أخري..
ويوم الأحد الماضى عقد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء اجتماعين هامين.. يتعلق أولهما بالسياحة والثانى بالآثار أو منطقة الأهرامات بالجيزة على وجه التحديد.. وفيما يتعلق بالسياحة اكد رئيس الوزراء الاهمية الكبرى التى توليها الدولة لهذا القطاع الهام.. ومن أجل هذا فأنه يدخل ضمن الاهتمام بالاصلاحات الهيكلية التى تتناول باقى القطاعات فى الدولة..
وأشار الدكتور مدبولى إلى هدف 30 مليون سائح و30 مليار دولار.. مؤكدا الحاجة إلى اضافة 250 ألف غرفة فندقية جديدة.. وهذا هو التحدى الاكبر..
رئيس الوزراء أشار الى جانب مهم سبق ان طالبنا به هنا.. وهو البدء فى توفير الأراضى اللازمة والمقترحة لانشاء الفنادق بمختلف المناطق والمدن التى تحتاج إلى اضافة غرف فندقية.. فأعلن انه كلف هيئة التنمية السياحية التى تتبع الان وزارة الاسكان.. بأن تعد خريطة للأراضى المتاحة التى يمكن انشاء هذه الفنادق عليها..
وقد سبق ان أشرنا الى هذا الامر هنا من قبل ودعونا ان نبدأ بالخطوة الاولى وهى تهيئة واختيار الأراضى اللازمة أولا.. ثم عرض مواقعها على المستثمرين الجادين.. والاعلان محليا وعالميا عن هذه الاراضي..
سبق هنا ان أشرنا أيضا الى اننا فى حاجة الى الف فندق بمتوسط 250 غرفة لكل فندق.. وطلبنا برفع شعار بمعدل الفنادق المطلوب انجازها سنويا.. مقسما على أسابيع السنة.. والوقت المتبقى الآن هو أربع سنوات بما فيها سنة 2028.. وهذا يعنى ان الشعار المطلوب الآن هو خمسة فنادق كل اسبوع بأفتراض ان لدينا مائة أسبوع عمل.. وهذا مجرد معدل.. ولكنه مطلوب للوصول إلى رقم 250 ألف غرفة.. وهو أمر يشبه الخيال.. ولكن ليس هناك مستحيل اذا صدقت النوايا وعبئت الطاقات.. وتوافر ألف مستثمر بمعدل مستثمر لكل فندق.. وكلها تبدو تحديات فى غاية الصعوبة.. ولكن هذا هو الوضع الآن بعد ان أهدرنا أكثر من عامين منذ الاعلان عن هذه الاستراتيجية.. دون الشروع فى أى عمل يقربنا منها..
ونتوقع الان بعد تكليف الوزراء لهيئة التنمية ان تستأنف عملها التى توقفت عنه بعد سلخها من وزارة السياحة.. وان الآوان لتتحرك وتؤدى دورها الذى نجحت فيه وهى تابعة لوزارة السياحة.. فأنجزت كل التنمية التى حدثت على خليج العقبة ومعظم التنمية على سواحل البحر الاحمر وعلى خليج السويس.. نحن فى انتظار صحوة جديدة فى هذه الهيئة..
تحدث رئيس الوزراء عما أسماه مسئولية الترويج للفرص السياحية.. وقد يأتى على رأسها وجه التحديد الترويج لانشاء الفنادق المطلوبة.. وقد تحدث رئيس الوزراء فى لقاء سابق مع المستثمرين السياحيين منذ أكثر من عام عن استعداد الدولة للتمويل أو مشاركة المستثمرين بالأرض أو ان تقوم الدولة بالبناء طبقا للمواصفات التى يطلبها المستثمرون.. وكل هذا أصبح الان من المطالب الملحة.. وهو أمر يستدعى تفرغ جهاز كامل لهذه العملية.. فهل تستطيع هيئة التنمية ان تقوم بذلك؟.. نرجو..
الأراضى التى تقع تحت ولاية هيئة التنمية ليست هى فقط المطلوبة.. بل هناك أراض عديدة مطلوبة فى مدن وأماكن خارج نطاق ولاية الهيئة.. واعتقد انه لابد اننا سنطلب من المحافظات ترشيح أماكن لإقامة الفنادق بها.. كما يمكن التوجه لكل من يملك أرضا تصلح لبناء فنادق ان يتقدم بها إلى الهيئة أو وزارة السياحة..
قضية هامة.. هى أسعار الأراضى التى ستخصص للفنادق نتطلع إلى عدم المغالاة فى أسعارها حتى لا تصبح المشروعات الفندقية غير ذات جدوى اقتصادية.. وان يكون سعر الارض فى حدود النسبة المتعارف عليها من تكلفة المشروع.. أو ان تدخل الدولة شريكا بالأرض تسهيلا لتحقيق الهدف المطلوب وتسهيلا أيضا للتمويل..
رئيس الوزراء وكذلك وزير السياحة الآثار تناول كل منهما تحديات انشاء الغرف الفندقية.. ولكن هناك تحديات أخرى عديدة.. على رأسها الطيران الذى سينقل 30 مليون سائح.. وتحديات أسطول النقل السياحى الذى نحتاجه لنقل السياح داخليا.. وتحديات القوى العاملة التى لابد من الشروع من الآن فى إعدادها.. التحديات كثيرة ولابد من وضعها كلها موضع التنفيذ بالتزامن معا..
رئيس الوزراء فى اجتماعه الأخير حول منطقة الأهرامات أشار إلى أهمية الإسراع بتنفيذ مخططات المناطق المجاورة لهذه المنطقة.. ولم تخرج تفاصيل عن هذه المناطق بخلاف مناطق الدخول الى الأهرامات.. وما نطمح اليه ان تكون هناك جهة واحدة مسئولة عن إعادة تخطيط المناطق المحيطة بالاهرامات.. لكى تكون واجهة مشرفة لمصر.. وواجهة تليق بوجود الاهرامات.. ويدخل فى هذا أيضا معالجة مشكلة وجود المهن المسيئة للسياحة والطاردة للسياح..
العبء كبير.. والحمل ثقيل.. أعان الله الجميع عليه.. ولعل هذا يكون مشروعا قوميا يتم تدبير تمويلاته.. دون التأخير.. ودون تعقيدات.