نحن فى حاجة ماسة إلى توفير كميات من الطاقة تستطيع أن توفر احتياجاتنا التنموية وتتناسب مع الزيادة المستمرة والمتزايدة فى عدد السكان.. كنا نعتمد فى المقام الأول على الزيت الخام والذى كان أول اكتشاف له فى منطقة البحر الأحمر عام 1908 ثم الغاز الطبيعى واستوردنا الفحم الحجرى فى فترة ما.. ثم بدأنا توليد الكهرباء من خزان أسوان ثم السد العالى وقناطر إسنا ونجع حمادى وجاء عصر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.. كنز وهبه الله لعباده.. طاقة نظيفة صديقة للبيئة.. متاحة ومستدامة.. وأقل تكلفة من أى مصدر آخر للطاقة.
استخدام الطاقة فى إنتاج الكهرباء كان من أكثر احتياجات الإنسان منذ عصر النهضة.. الكهرباء استخدمت لأول مرة فى مصر عام 1893 من خلال شركة ليبون الفرنسية ثم أدخلت إلى العراق عام 1917.. وترجع محاولات استخدام الطاقة الشمسية والرياح كمصدر للطاقة إلى عهد الرومان.. ولكن الاستخدام الأعم والأكثر تطوراً من أجل توليد الكهرباء كان اعتباراً من عام 1954.. واستمرت محاولات التطوير حتى أصبحت الطاقة المتجددة من الشمس والرياح هى أرخص وأصح وأجدى مصدرا للطاقة فى العالم بأكمله.. مصر كانت من أوائل الدول الأفريقية والعربية استخداما للطاقة المتجددة فى إنتاج الكهرباء.. ومن أهم ما قامت به حديثاً هو محطة بنبان للطاقة الشمسية العملاقة فى شمال أسوان والتى حصلت على جائزة البنك الدولى كأكثر مشروع متميز.. وهى تعتبر حالياً أكبر حقل لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم.. ولكن الصين سيكون لها كلام آخر حين افتتاح محطة خرافية وعملاقة للطاقة الشمسية تقوم بتجهيزها حالياً.
من المؤكد.. أننا مازلنا فى أمس الحاجة إلى مزيد من الطاقة من أجل توليد الكهرباء.. ولأن بلدنا الجميلة تسجل أعلى معدل لسطوع الشمس فى العالم.. وهو 3000 ساعة فى العام أى 355 يوماً فى السنة.. فلابد أن نستثمر شمسنا الساطعة على أكمل وجه.. ولابد أن يتعاون المواطن مع الحكومة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من الطاقة وزيادة إنتاج الكهرباء من أجل الفرد والمجتمع ككل.. الشمس متاحة للجميع وموجودة فى كل شبر فى أرضنا.. وعلينا أن نستثمرها فيما يعود بالخير علينا جميعا.. أهل أيسلندا.. بلد الثلوج عملوها.. جميع منازلهم تستخدم الطاقة الشمسية لتشغيل السخانات فى المنازل.. أيضا فى قبرص واليونان ومالطا.
أنا أنادى شعبنا الجدع.. وكلمة جدع وجدت لتطلق على كل مصري..لابد من أن نرى على سقف كل منزل وكل عمارة فى مصر ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.. فى أغلب الأحيان سيكون إنتاج الكهرباء من الألواح فوق المبانى يكفى احتياجات كل منزل أو عمارة.. وفى بعض الأحيان قد يكون أكثر من هذه الاحتياجات ومن الممكن أن يتاح الفائض فى أن يغذى شبكة الكهرباء العمومية مقابل المال.. وبالتالى يمثل دخلا إضافيا للمواطن.. لابد أن يصبح هذا الأمر مطلبا قوميا ومبادرة شعبية نتعاون فيها جميعا.. الخير والمكاسب كلها للفرد.. لكل واحد منا.. سوف تتوفر لنا الكهرباء طوال الوقت ولمدة 30 عاما دون أى تكلفة.. لا فواتير كهرباء.. ولا عدادات ولا أى شيء.. نعم هناك نفقات أولية مطلوبة لتركيب الخلايا الشمسية.. والتى من الممكن أن تدبرها شركة مساهمة مصرية تتولى كافة إجراءات ونفقات المستلزمات الأولية.. ثم تقوم بتحصيلها على أقساط شهرية تتناسب مع ماكان يدفعه المالك لفواتير استهلاكه من الكهرباء ولبضع سنوات قليلة حتى يأتى الوقت الذى يحصل فيه على الكهرباء دون أى مقابل بل وقد يحصل على بعض الدخل أيضا عند إمداد الشبكة القومية بالفائض من إنتاج الكهرباء..
لابد من البدء فوراً فى الترويج الإعلامى لهذه المبادرة.. ولابد من تأسيس كيان ما.. يكتتب فيه المواطنون.. من أجل إدارة وتشغيل وتمويل مشروع الطاقة الشمسية المنزلية فى كافة أنحاء مصر.. الأمر لا يحتاج إلى دراسات أو مستشارين ومن الممكن أن نبدأ فوراً.. ولدينا كل شيء موجود.. لابد أن تتولى الدولة التنسيق لهذه المبادرة القومية على الفور وتسهيل كافة الإجراءات من أجل تنفيذها وتيسيرها على المواطن.. تماما كما فعلنا عند إدخال الغاز الطبيعى الى المنازل.
التجاوب الشعبى مطلوب وجوهري.. الأمر كله لمصلحة المواطن وكل المكاسب للفرد وللوطن.. وسوف يعملها المصريون كما عملوها من قبل فى كثير من المواقف.. فنحن شعب جدع.