يستثيرون عواطف الشباب بدعوى غياب الشريعة والمظلومية
مشكلة التطرف ليست دينية يتصدى لها المشايخ.. بل مشكلة وعْى ثقافى غائب
«ولا ينبئك مثل خبير».. وأهل مكة هى أعلم الناس بشعابها .. وحينما كتب: كنت إخوانيا وأصبحت مصريا .. فأنه شرح تفاصيل العقلية الإخوانية بصورة بالغة الدقة .. وتناول المفكر السياسى والقيادى الإخوانى السابق طارق البشبيشى تفاصيل الفكر الإخوانى الحريص على العنف الذى يستخدم التأويلات الدينية لخدمة أغراضه ومصالحه.. وفى حواره الجمهورية كشف البشبيشى أن فجور فكر الإخوان وصل درجة إسقاطهم آيات الجهاد ضد الكفار على معارضيهم.. مبينا أن الإخوان دائما ما يصدرون للمجتمع أنهم حماة تطبيق الشريعة الغائبة .. وإذا فشلت تلك الحيلة فإنهم ينتقلون إلى دعاوى الاضطهاد.
ما هى تأويلات الإخوان فى احتضانهم أدبيات العنف؟
تأويلات الاخوان فى احتضانهم أدبيات العنف والإرهاب يعتمدون فيها على نصوص من كتاب الله وسنة نبيه وسيرته وسيرة من جاءوا بعده، فينحرفون بمقاصد تلك النصوص ويستخدمونها لتحقيق أهدافهم السياسية، حريصين على إخراس كل من يخالفهم أو يعترض على سلوكهم أو ينافسهم، وقد بلغ فجور فكر الإخوان أنهم كانوا يقومون بإسقاط آيات الجهاد ضد الكفار على أبناء المجتمع الذين يرفضون فكرهم ويقفون ضد مشروعهم الراغب فى إخضاع المجتمع لمنهجية « سمعنا وأطعنا»، حيث يعاملهم الإخوان معاملة الكفار مستخدمين الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية كمرجعية لإثبات صدق رؤيتهم الباطلة، وتطبيق عقوبات على من يخالف تلك الرؤية درجة العنف وإراقة الدماء.
ما هو الشعور الذى تُصَّدِرُه جماعة الإخوان عن الإسلام؟
دائما ما تُصَّدر الجماعة خطاب ضياع الاسلام وأن الشريعة غائبة وأن المسلمين يخالفون الرسالة السماوية والدعوة المحمدية، ثم ينتقلون إلى فزاعة مختلفة فى دعاوى اضطهاد المسلمين والمظلومية بهدف ابتزاز مشاعر وعواطف البسطاء، مما يجعلهم يشعرون بالحرص على مساندة الجماعة وتأييدها، ظنا منهم أنهم يدافعون عن الدين المضطهد، ودائما ما يستخدم الاخوان آيات وأحاديث معينة لخداع الناس مثل الآية، أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله، وكأنهم لا يرجون حكما ولا سُلطة ودنيا، ولكنهم فقط يقولون ربى الله فيضطهدهم الحُكام، فالإخوان يتعمدون نشر خطاب «غربة الإسلام واضطهاده» من أجل تجنيد كثير من أبناء المجتمع فى صفوف تنظيمهم من أجل نصرة الدين المظلوم المضطهد.
كيف نجح الإخوان فى تطويع النصوص الشرعية بما يخدم أهدافهم؟
نعم يستخدم الاخوان القرآن والأحاديث النبوية استخدامات سياسية تنظيمية من أجل زيادة اتباعهم وتعميق تنظيمهم فى المجتمع، فمثلا يستخدمون الآيات التى تحث المسلم على الجهاد بماله فى نصرة الاسلام أثناء الصراع مع كفار قريش، حيث يستخدم الإخوان تلك الآيات لجمع الاموال التى تقوى تنظيمهم وتساعد فى انتشاره، وأيضا يستخدم الإخوان آيات الجهاد التى نزلت لحث المؤمنين على نصرة النبى والرسالة ضد من كفر بها وحاربها.. فيوظف الإخوان هذه الآيات لإرهاب كل من يعترض طريقهم ويتحداهم، وهذه جريمة كبرى فى أن يصبح دين الله مطية من أجل المكسب السياسى والوصول للحكم
ماهى المناهج التى تحكم أفكار وتوجهات جماعة الإخوان؟
منهجية وأفكار الإخوان تتحكم فى تحديدها وتحريكها مصلحة التنظيم فقط، فكل تحرك وكل قرار لابد أن يكون لحساب التنظيم، درجة أن الإخوان دائما ما يرددون ويروجون مقولة (المردود الدعوي) هكذا كانوا يقولون لنا .. فلا بد أن بكون هناك مردود دعوى لكل نشاط أو تحرك نقوم به، والمقصود طبعا بالمردود الدعوى هو المكسب السياسي، وهكذا يتم تربية أفراد الجماعة وقواعدها، لذلك لا نستغرب أن نصفها بأنها جماعة» ميكافيلية» نفعية تحكمها مصالحها ومكاسبها دون أية اعتبارات أخري.
ما هى علاقة جماعة الإخوان بتيارات الإرهاب والتشدد؟
أثبتت الايام والسنين وشهد التاريخ وحوادثه بأن جماعة الإخوان هى أصل كل جماعات العنف والارهاب وأن أدبيات مُنَّظِرِيِهَا هى المُحَّرِك الرئيسى لكل جماعات الإرهاب، والدليل على كلامى هو التحالف المعلن بين الإخوان وكل الإرهابيين أثناء اعتصام رابعة، فكانت خيام كثيرة فى الاعتصام تَرْفَعُ عَلَمَ داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس، وكل تنظيمات السلفية الجهادية، ولن ننسى ما قاله محمد البلتاجى من داخل اعتصام رابعة: إن كل هذا العنف سيتوقف بمجرد رجوع مرسى للحكم، وهكذا اعترف البلتاجي، بمنتهى الجرأة أن الجماعة تحرك الجماعات الإرهابية فى سيناء وتقتل جنودنا بدم بارد، وقد كان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة إخوانيا وكذلك خليفته من بعده أيمن الظواهري، وأيضا أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش، وكلهم يُجِّلُون سيد قطب ويسيرون على نهجه وأفكاره
ماذا كان مصير الوطن حال نجاح الإخوان فى مشروعهم أخونة مؤسسات مصر؟
حالة النجاح الوحيدة التى يحققها الإخوان هى زرع الفتن وتقسيم المجتمع ونشر الفُرْقَةُ فى صفوف أبنائه، فالسيناريو كان واضحا، ولن أقول لو استمر الإخوان سنة أخرى فى الحكم فماذا كان سيفعلون، بل أقول شهرا واحدا فوق العام الذى حَكَموا فيه أكبر وأعظم دولة عربية، وأتوقع أنه لو استمروا شهرا واحدا إضافيا كانت مصر ستتفكك أقاليم، وتنفصل سيناء عنها وتعلن نفسها ولاية إسلامية فتعود إسرائيل لاحتلال سيناء، وينتهى انتصار أكتوبر للأبد، وحتى قناة السويس كانت ستخضع لقوى دولية أو بمعنى أدق كانت بريطانيا وفرنسا ستعود لاحتلال القناة .. وبقية السيناريو الأسود معروف لمن أمتلك حدا أدنى من البصيرة والوعى السياسى
برأيكم ما هو المخطط الذى كان يرسمه رموز الإخوان فى الخارج؟
المخطط السرى والمعلن أيضا هو تحريض العالم كله على مصر وحصارها اقتصاديا وتجويع شعبها من أجل الضغط لعودة الإخوان مرة أخرى .. ومازال هذا المخطط يعمل بقوة ولكن يتحطم على صخرة صمود الشعب المصرى وجيشه الباسل ..وانظر كيف أنفق الإخوان ومن ساندهم هذا الحجم المهول من الأموال على القنوات الفضائية وعلى مواقع التواصل، وكيف ينشئون كتائب إلكترونية مهمتها تحريض الناس ضد الدولة ودفع المصريين للثورة والفوضى لكى يعود الإخوان بعد سقوط مؤسسات الدولة فيعودون على ركام الخراب والفوضي.
هل حققت المؤسسات الدينية نجاحات فى تفكيك الفكر المتطرف؟
للأسف لم تنجح المؤسسات الدينية فى تفكيك الفكر المتطرف فربما كانت تلك المؤسسات جزء من الأزمة، فكثير من شيوخ تلك المؤسسات مؤمنون بالفكر المتطرف وينشرونه على المنابر .. وأن مشكلة التطرف ليست مشكلة دينية يتصدى لها شيوخ المؤسسة الدينية الرسمية، بل مشكلة وعْيٍ ثقافى غائب للأسف عن مجتمعنا ولا يلتفت له أحد، فالتطرف أزمة ثقافية واجتماعية، فغياب المدرسة ودورها يساهم فى تطرف الأجيال الشابة والفقر يساهم فى نشر التطرف وغياب الوعى الثقافى كارثة ندفع جميعا ثمنها وسيدفع الجيل الجديد الثمن أيضا.
متى يمكننا القول إننا استطعنا محاصرة الفكر الإخوانى داخليا وخارجيا؟
ربما نكون قد حققنا نجاحا نسبيا فى محاصرة تنظيم الاخوان، ولكن الطريق طويل، والأهم إنقاذ وعينا ووعى أبناءنا من فكرهم، والقضاء على فِكر الإخوان فى المجتمع عملية معقدة تحتاج لمشروع قومى ضخم نتكاتف فيه جميعا وننتهج فيه الأسلوب العلمى لكى نفكك هذا الكابوس المرعب الذى فتك بنا على مدار قرن من الزمان
هل انخدع الناس بما رددته جماعة الإخوان أنها سلمية؟
لم تكن يوما جماعة الاخوان حركة سلمية بل التاريخ شاهد على إرهابهم وعنفهم، يكفى فقط أننا نؤَّرخ لهذه الجماعة عن طريق أحداث العنف التى ارتكبتها، وعلى سبيل المثال: مقتل النقراشى باشا، وقبله مقتل أحمد ماهر باشا، ومقتل القاضى الخازندار وحادثة السيارة الجيب وحرق مقدرات اليهود فى مصر لإجبارهم على الهجرة لإسرائيل، وحريق القاهرة، وحادثة المنشية وتنظيم سيد قطب حادثة الفنية العسكرية، ومقتل السادات، ثم ما حدث بعد 2011 و ما ارتكبوه من جرائم بشعة بعد 2013 .. هذا هو تاريخهم الدموى
ماذا يريد الإخوان من مصر؟
الإخوان عدو لدود لمصر منذ نشأتهم وحتى اللحظة الراهنة وكما يتمنى العدو لنا، فعلينا أن نتوقع ماذا يريد الاخوان من مصر، ويمكننا القول: إن الإخوان يريدون من مصر القضاء عليها وتمزيقها وافشالها، خدمة لأجندات معادية لمصر، فلن تنجح محاولات القضاء على مقدرات العرب مادامت مصر موجودة و قوية، ودعنا نتخيل فقط ماذا لو كانت مصر ضعيفة وممزقة بالتزامن مع أحداث غزة، والاجابة عن هذا السؤال تجيب عن سؤال ماذا يريد الاخوان من مصر.
هل يخدم الإخوان جهات خارجية لتنفيذ مخطط معين؟
بكل تأكيد.. الاخوان ذراع غربى لإضعاف كل دول المنطقة العربية ..علينا أن نتذكر بان بريطانيا خرجت من مصر ولكنها تركت مكانها الاخوان، فالعبرة بتحقيق الهدف، فسواء كان الاحتلال عسكريا مباشرا أو عن طريق اختراق المجتمع بالعملاء والطابور الخامس، المهم أن يتحقق هدف الاستعمار فى التبعية وإضعاف التنمية وزرع الفتنة بما يضمن استمرار هيمنته وتفوقه الحضاري.
ما هى آليات استقطاب الإخوان للشباب؟
الإخوان كانوا يجهزون دورات للطلبة لتجنيدهم، ويدرسون لهم كتاب «ماذا يعنى انتمائى للإسلام»، و»الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية»، والكتاب الأول يسهم فى امتلاء قلب الإنسان كراهية وضغينة ضد المجتمع درجة تجعله يحكم على عناصره بالكفر، والكتاب الثانى يسحب الخيوط الفكرية لدى الإنسان ويجعله يؤمن بوجوب الانضمام للجماعة، بعدما يقوم بهدم كافة المذاهب والجماعات الأخرى كاملة، بحيث يجعل عقل الإنسان مهيئ للانضمام للإخوان، وهذا الكتاب من تأليف عبد الله عزام الإرهابى الدولى شقيق والدة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، ويحرص الكتاب فى التركيز على قاعدتين، المعروف الأكبر، والمنكر الأكبر، وأن المعروف الأكبر يستلزم وجود القرآن على منصة الحكم، وأما المنكر الأكبر فهو عدم وجود القرآن على منصة الحكم، ثم ينتقل الإخوان إلى زرع عقيدة فكرية داخل عقول الشباب بأنهم أصحاب رسالة فى تغيير العالم، وأن وسيلتهم الوحيدة للتغيير هى الانضمام للإخوان.
هل يؤمن الإخوان بالأوطان؟
الإخوان لا يؤمنون بالأوطان ولا بحدودها السياسية، ولا يجتمع فى قلب واحد حب الإخوان وحب الوطن، وقد تأكدت أن هذه الجماعة غير وطنية، حين بدأت بالتحريض على الجيش، وتغذية الهجوم على الجيش وعلى كل المخالفين عنهم بل الأخطر أنه كلما تم انجاز شىء على أرض مصر زاد غضبهم، فهم لايريدون بناء ولاتعمير، بل يريدون الوطن بلا شىء ولهذا يسيطر عليهم الجنون كلما تم انجاز مشروع أو مصنع أو مدينة جديدة ولذلك علينا أن نواصل البناء بلا توقف.
بما إنك كنت قريبا من تلك الإخوان، فبما كانوا يتقربون من الله؟
«الإخوان كانوا يتقربون إلى الله بالتكفير والتفجير، واللجوء للعنف والقوة، لتحقيق أغراضها السياسية، والقتل والحرق والتخريب، وهذا ثابت فى أدبياتهم مثل رسائل حسن البنا خاصة رسالة المؤتمر الخامس، التى يعلن فيها بكل وضوح بأن الإخوان سيلجؤون إلى استخدام القوة ضد من يقف فى طريق وصولهم للسلطة، وبالفعل نفَّذ حسن البنا ما هدد به وأنشأ تنظيما عسكريًا إرهابيًا مسلحًا أطلق عليه النظام الخاص، وهذا التنظيم الخاص لجماعة الإخوان الإرهابية ارتكب أفظع الجرائم ضد خصوم الجماعة، وقد حرق المحاكم واغتال القضاة الذين يصدرون الأحكام ضد مجرميهم وأكمل سيد قطب ما بدأه حسن البنا من إرهاب، وكتب معالم فى الطريق وظلال القرآن وهما من أهم الكتب التى تعتمد عليها كل الجماعات الارهابية فى العالم