د. أسامة رسلان
مرصد الأزهر الشريف
لعل البعض يتساءل عن دوافع ما تقترفه إسرائيل من جرائم لا تكاد تعرف البشرية لها نظيرًا… الحقيقة أننا مستغرقون (بكسر الراء وبفتحها!) فى التفاصيل التى تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل من حيث أعداد القتلى والفظائع المرتكبة، وفى قبسات نادرة من تحوّل دفة المبادأة أو الرد من جانب المقاومة الفلسطينية، فيسعد المتلقى بعملية هنا أو تفجير هناك… حتى صار البعض يعوِّض نقص بواعث الأدرينالين الإعجابى بجهود المقاومة بأن يختلق صورًا وأخبارًا ومقاطع مصورة كلها مصطنعة بالذكاء الاصطناعى (AI)، فيضر بذلك القضية وأتباعها… ومع ذلك فكل هذا كاشف عن عقلية ونفسية المتلقى الذى يفتقر أيما افتقار إلى مهارات التفكير الناقد… ولهذا مباحثه.
لكنى أود فى هذه الأكتوبة أن أتعرض بجانب من الرؤية الأعم الأشمل لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، فالاستغراق فى التفاصيل مانع من إدراك الصورة الشاملة لمجريات الصراع ودوافعه.
أولاً: الباعث الديني. سعى أغلب العرب إلى تنزيه الدين عند التخويض فى الصراع العربى الإسرائيلي، وهذا صواب إلا عند الإغفال التام للجانب الديني… فهذا الجانب متقد عند الطرف الآخر (الصهيونية) التى اختطفت اليهودية وكادت أن تقضى على كل صوت يهودى غير صهيوني؛ حتى كادت الصهيونية أن تكون مرادفًا لليهودية… وهذا خطأ علمى وتاريخى ومعرفى شائن. أى أن الصهيونية وجدت لنفسها حاضنة فى اليهودية، واليهود وجدوا لأنفسهم جماعة فى الصهيونية.
ثانيًا: الباعث السياسي. توافق الغرب على غرس كيان احتلالى إحلالى توسّعى فى المنطقة ليكون قاعدة متقدمة له؛ فنجحوا فى أن يكون احتلاليًا، لكنهم فشلوا −حتى الآن− فى أن يكون إحلاليًا (بدليل وجود الفلسطينيين فى بعض مناطق فلسطين التاريخية، وبدليل وجود عدد كبير منهم فى إسرائيل ويحملون جنسيتها تحت مسمى ∩عرب 48∪)؛ كما فشلوا فى أن يكون توسّعيًا لأن سياسة التوسع العسكرى أخفقت بسبب الرد الموجع من مصر وسوريا بالأساس، ولم يجد المجتمع الاحتلالى نفسه المقومات البشرية اللازمة للتوسع… فتحولت ∩الدولة الوكيل∪ (إسرائيل) إلى كيان احتلالى تذويبى (بدلاً من أن يكون إحلاليًا، وذلك عبر تجنيس عرب الداخل، وإشاعة مفهوم ∩بوتقة الصهر∪ الذى هو صناعة إعلامية محضة بوجود عناصر من المسلمين والمسيحيين والدروز واليهود فى جيش واحد يحاربون تحت علم واحد)، أما الصفة التوسعية فاستُبدلت بالصفة التخريبية… بمعني: لن تستطيع إسرائيل التوسع الجغرافى على حساب الجيران، فليكن تحقيق غاية التوسع (العيش فى مأمن، وردع الأعداء، إلخ) بإشغالهم بأنفسهم وتأليبهم على بعضهم بعضًا سواء على مستوى الدول أو على مستوى الدولة الواحدة (انظر تغرير العراق بغزو الكويت، وانظر موجة ما يسمى بالربيع العربى ومآلاتها، إلخ)؛ مع التسليم بوجود أخطاء وخطايا عربية بينية وداخلية سهلت عمليات الاختراق والتأليب.
ثالثًا: تعدد الوكلاء فى مواجهة الدولة الوكيل. حرص الغرب على توحيد راية الصهيونية وعدم تشرذم الأصوات اليهودية فى العالم، وعمد إلى ذلك منذ غرس الكيان الاحتلالى فى المنطقة… فأصدر الكيان الاحتلالى منذ إنشائه ∩قانون العودة 1950∪ الذى سمح لكل يهودى فى العالم بالعودة إلى ∩أرض الميعاد∪ ونيل الجنسية الإسرائيلية، فتحول من مجرد ∩كيان احتلالي∪ إلى ∩مجمع احتلالي∪، وجعل ∩اليهودية∪ قاسمًا مشتركًا للتغلب على إشكالية تشرذم اليهود فى الشتات والتيه بحكم الرب عليهم (وفق العقيدة اليهودية!). فماذا فعلنا: لم توجد لحظة واحدة فى تاريخ المواجهة اتحد فيها المتضررون من المجمع الاحتلالى حق الاتحاد إلا فى أكتوبر 1973… ومن قبلها ومن بعدها تحملت مصر العبء الأكبر فى دعم القضية الفلسطينية والحقوق العربية… وانحدر الجميع من لحظة الاتحاد بين الدول العربية إلى لحظة التنازع بين تلك الدول، وانحدر الفلسطينيون أنفسهم إلى حضيض التشرذم التام والاستتباع للشرق والغرب… حتى التنظيم الواحد والحركة الواحدة لها بوصلات سياسية متعددة – بل متباينة؛ وستظل القضية الفلسطينية مرهونة بوحدة الصف والكلمة فى الداخل قبل الخارج. وتفكروا معي: لو اتحد العرب جميعًا وشكلوا قوة خارقة وهزموا إسرائيل وفرضوا قيام دولة فلسطينية… فإلى من يسندون قيادتها فى ظل حالة التشرذم الفلسطينى الحالية؟! الاتحاد يا سادة واجب اللحظة، وهو سابق على السعى المسلح إلى التحرير.
رابعًا: مسرح تجربة الجديد. أصبحت الأراضى الفلسطينية منذ قيام المجتمع الاحتلالى ساحة لتجربة ابتكارات المجتمع الاحتلالى العلمية فى المجال العسكري… ففيها تجرب الأسلحة الإسرائيلية والغربية (الأمريكية بالأساس)، وفيها تجرب إسرائيل كيفية إدماج الذكاء الاصطناعى وخوارزمياته فى اختيار الأهداف واستهدافها؛ فضلاً عن تجربة وسائل الاعتقال والاستنطاق والاستجواب والتعذيب وغسل الدماغ والتجنيد وغيرها مما لا يخطر على بال بشر.
خامسًا: تماسك الجبهة الداخلية. تسعى دولة الاحتلال إلى تحقيق التماسك الداخلى عبر إيجاد عدو دائم متربص دون القضاء عليه قضاءً مبرمًا (لأن هذا غير ممكن من الأصل!).
سادسًا: التدريب التقليدي. تستغل دولة الاحتلال الأراضى المحتلة فى مزاولة جهود التدريب والتنفيذ العسكرية، من حيث سرعة الاستجابة، وسحب القوات وتعويضها، ومهام الإمداد والإنزال، والالتفاف والإنقاذ، وغيرها من متطلبات العمل العسكرى التقليدى التى لا فكاك من إتقانها لنجاح أية قوة عسكرية.
سابعًا: التغيير الجغرافي. تسعى دولة الاحتلال إلى إحداث تغيير جغرافى يجعل إقامة دولة فلسطينية أو الاتصال بين أراضيها مستحيلاً… وقد وجدت أن الشقاق الذى أحدثته فى الصف الفلسطينى (واستجاب له الفلسطينيون بكل أسف!) قد قسم الأراضى الفلسطينية عمومًا إلى الضفة وغزة، فتحقيق المراد فى الضفة (الأوسع مساحة) بتفتيتها بالمستوطنات ونقاط التفتيش وغيرها… أما فى غزة فجاءت عملية طوفان الأقصى لتكون مبررًا لتغيير جغرافيا القطاع بالكامل بعد الانسحاب الإسرائيلى منه بالكامل فى 2005. لقد ذاق المجتمع الاحتلالى ويلات اقتحام المخيمات فى غزة فى السابق، فهو يستغل الوضع الراهن لتغيير جغرافيا القطاع كليًا، وليس أدل على من هدم أكثر من 80% فى مبانيه وشوارعه، وشق طريق عرضى فى منتصف القطاع وصولاً إلى البحر، واقتطاع أشرطة أمنية فى المناطق المتاخمة لمستوطنات الغلاف… وأتوقع أن تتدخل إسرائيل فى كيفية إعادة إعمار القطاع بعد القضاء على جُل معالمه الجغرافية، وتهديد −بل استهداف− شركات إعادة الإعمار إذا لم تستجب لها.
ثامنًا: سياسة إشعال الفتيل. إذا أشعلت فتيلاً دون إطفائه فاعلم أن الانفجار آتٍ لا محالة… ويؤسفنى إيلام القارئ الكريم بأن الحرب لم – ولن− تنته بوقف العمليات الحربية! فنظرية الفوضى الخلاقة ستسود كل شيء، فهدم البنية التحتية يجعل الناس فى العراء والأمراض والفيروسات فى تفش دائم… ما يعنى شيوع فوضى المجتمع وفوضى المرض وفوضى السياسة وفوضى الأمن… ويكفى قطاع غزة أن فيه آلاف الجثث دون دفن… ونحو 10 من الذخائر الإسرائيلية العسكرية التى لم تنفجر… ونقصًا شديدًا فى الطعام والشراب… وصرفًا صحيًا طافحًا فى كل مكان… وانعدامًا للخدمات الصحية المناسبة… وهدم المنشآت التعليمية… وتبويرًا للأراضى الزراعية… كل هذا سيتفاعل بأسلوب ∩سلسلة التفاعل∪ لتنشطر قنبلة ما بعد الحرب فتؤدى إلى زيادة الأوبئة الفتاكة والموت وقلة الإنجاب والضعف العام فى كل شيء… حتى فى ذاكرة الزمان والمكان. هل تعلم عزيزى القارئ أن من تجارب المجتمع الاحتلالى فى غزة تقنين السعرات الحرارية الداخلة للقطاع قياسًا على عدد أفراده حتى فى عز التسالم بين الطرفين؟!
تاسعًا: التأليب. اختطف الاحتلال آلافًا من غزة ومن الضفة طوال الأشهر الماضية… وثبت بالدليل المصور وبتقارير دولية تعرضهم لكل أشكال الانتهاك، حتى الاغتصاب الجنسي! ويقينى أن المجتمع الاحتلالى سيطلق سراح كثير من هؤلاء (إذا نجوا من الموت) ليعودوا إلى بيوتهم المهدمة… ومع اجتماع حالة اليأس والانتهاك وانعدام المستقبل ومحو الكرامة مع غسل الدماغ يكون تأليب هؤلاء على من تبقى من دعاة المقاومة الذين كانوا سببًا فى هدم حياته وقتل أهله وانتهاك كرامته كما يُلَقَن فى مراكز الاعتقال الصهيونية… لتزيد هوة الخلاف وشدته بين الفلسطينيين… وصولاً إلى الانتقام المفتوح بين أبناء القضية الواحدة.
عاشرًا: الاختطاف العام. الصهيونى اليهودى يختطف الأرض بدعوى الوعد الديني، والصهيونى غير اليهودى يناصره بدعوى لزوم قيام دولة لليهود، والعرب يتقنون فنون المزايدة على ما سواها، ومصر بذلت من أبنائها فى الحروب مع المجتمع الاحتلالى أكثر من عدد شهداء الفلسطينيين منذ 1948 إلى اليوم! والفلسطينيون ينتحلون فيما بينهم صفة الدفاع الأصح عن القضية… وهكذا… حالة اختطاف عام للقضية فى كل اتجاه ومن كل الأطراف، كل يدعى فى الحب ليلى … وليلى لا تقر لهم بذاكَ!
والنتيجة… الضياع الظاهر والتيه الحاضر! والحل: توحيد الكلمة، وتصحيح بوصلة القضية، والتحول عمن يمتطونها لأغراض تناسب وطنهم وتضر بفلسطين. كما توجد حلول أخرى مكملة نتعرض لبعضها فى مقال قادم بإذن الله.
هل ننتظر حربًا شاملة؟
سفير «ممتاز» عمرو رمضان
دبلوماسى مصرى «سابق»
أدت عملية الاغتيال التى قامت بها إسرائيل ضد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فجر 31 يوليو بمقر إقامته بطهران أثناء حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد والتى نفذتها غالبا بصاروخ أطلق من خارج إيران أو بتفخيخ المقر قبل وصول هنية بأيام، وقبلها بساعات عملية اغتيال فؤاد شكر أحد القادة العسكريين لحزب الله فى لبنان عن طريق غارة جوية استهدفت مبنى بالضاحية الجنوبية لبيروت إلى تصعيد جديد فى المنطقة الملتهبة أصلا منذ 7 أكتوبر 2023، وبالتالى فإنه لا يمكن تفسير عمليتى الاغتيال إلا بأنهما استهدفتا تأجيج مشاعر الغضب والدفع للرد والثأر مما قد يجر المنطقة بأكملها لعمليات عسكرية − ليست بالضرورة حربا شاملة− ستؤدى إلى تراجع كل محاولات وقف العدائيات والتهدئة ثم الانتقال للتسوية التى تقوم بها مصر والعديد من القوى المعتدلة إقليميا ودوليا.
ومن ذلك البيان الثلاثى المشترك الصادر عن قادة مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن جهودهم المشتركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن والمحتجزين.
وصدق الله تعالى فى محكم كتابه عندما قال ∩كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ∪.
وخلال الأيام العشرة الماضية، تتوالى تحليلات المراقبين السياسيين والعسكريين عن احتمالات رد حركة حماس وكذلك حزب الله، وأيضا إيران التى تم على أراضيها اغتيال هنية أثناء مشاركته فى مراسم تنصيب رئيسها الجديد.
وواقع الأمر أنها ليست المرة الأولى التى تقوم فيها إسرائيل بعمليات اغتيال، أو بالأحرى عمليات إرهابية فى إيران بما فى ذلك لعلماء ذرة. وكان هناك اغتيال بدمشق نهاية مارس الماضى لقائد بالحرس الثورى الإيرانى هو محمد رضا زاهدي، وأتذكر أن غاية الرد الإيرانى حينها كان صواريخ غير مؤثرة على إسرائيل كانت تتوقعها وتنتظرها، بل وقال البعض ان الولايات المتحدة كانت قد أخطرت من قبل طهران بها على أنها أقل رد فعل ممكن أن تقوم به إيران. ⊇
ويرى بعض آخر أن عمليتى اغتيال ∩هنية∪ و∪شكر∪ هما فى الواقع استهداف لطهران وإحراج لها، أكثر من كونها عمليات ضد حركة حماس الفلسطينية أو حزب الله اللبناني. وذهب بعض آخر إلى أنها تصعيد إسرائيلى ضد النفوذ الشيعى بالشرق الأوسط وخطابه العدائى التقليدى تجاه إسرائيل. كما يقتنع نفر آخر بأن هذه الاغتيالات هدفها افساد الصفقة الجارى التفاوض حولها لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس منذ هجوم ٧ أكتوبر الماضي، وبما يضمن لرئيس وزراء إسرائيل الحالى البقاء أطول فترة ممكنة فى منصبه وإنقاذ حكومته الائتلافية من الانهيار وبالتبعية حمايته أو تأجيل التحقيق معه فى مخالفات مالية سابقة وتلقى رشاوى قد تؤدى إلى سجنه.
وأيا ما كانت الدوافع الحقيقية للقيادة الإسرائيلية من عمليتى الاغتيال هاتين، فإنه مما لا شك فيه أن إسرائيل قد أُنهكت عسكريا وماليا من الحرب على غزة على مدار الأشهر العشرة الماضية، بل وسياسيا كذلك من منطلق المناورات التى يقوم بها نتنياهو للاحتفاظ بمنصبه إزاء ضغوط المعارضة عليه. ولذلك فمن المستبعد أن يكون هدف إسرائيل أو قيادتها الحالية هو توسيع نطاق الحرب فى غزة التى امتدت للجنوب اللبنانى بفتح جبهات جديدة مع الحوثيين فى اليمن أو مع طهران ذاتها، بصرف النظر عن التصريحات العنترية التى تصدر من هنا وهناك.
كما أن إيران − أيا كان ردها الظاهر المتوقع أن يتم وأنا أكتب هذه السطور أو بعدها بأيام قليلة−، فإنها أيضا غير مستعدة للدخول فى حرب شاملة مع إسرائيل، أو حتى بالوكالة من خلال حزب الله فى لبنان الذى تبرهن تصرفاته وتصريحاته منذ بداية أغسطس على ذلك، أو من خلال جماعة الحوثى فى اليمن بعد الغارة الإسرائيلية على مواقع عسكرية بالقرب من ميناء الحديدة يوم 20 يوليو ردا على غارة الحوثيين بمسيرة على تل أبيب.
وهناك نقطة هامة ينبغى إدراكها فى تحليل المشهد الحالى ومحاولة استشراف تطوره، وهى أن الدول لا تدخل فى حروب لأسباب إيديولوجية بحتة، وإنما لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية وجغرافية واقتصادية معينة. وعادة تكون الحروب بين دول تجمعها حدود مشتركة، ولذلك كانت الحروب العربية− الإسرائيلية تتصدرها دول ∩المواجهة∪ الأربعة؛ مصر وسوريا والأردن وفلسطين، وتقود حكومات هذه الدول اليوم تيارا معتدلا − مدعوما من دول الخليج ودول عربية أخري− يدعو إلى تخفيف التوتر فى المنطقة والعودة لمسار الحل السياسي وأتعجب وأنا أقرأ بعض التحليلات التى تعول على رد قوى ومؤثر من حركة حماس المنهكة أو من إيران والتنظيمات الشيعية فى المنطقة، فقد رأينا عملية طعن إسرائيليين وإصابة اثنين أخرين يوم 4 أغسطس فى جولون فى جنوب تل أبيب من قبل مهاجم فلسطينى قبل أن تقتله الشرطة الإسرائيلية بالرصاص كما تتابع المناوشات جنوب لبنان.
ولا أدعى أننى استشرف المستقبل أو على علم بما يدور بالذهن الإيرانى أو الإسرائيلي، وسيكون عليّ الانتظار− مع غيري− لمتابعة كيف ستسير الأحداث وتتطور خلال الأيام والأسابيع القادمة، ولكنى استبعد تماما بداية حرب شاملة بين أى دولتين فى الشرق الأوسط بمفهومه الواسع، ولكن سيستمر مسلسل العمليات المحدودة التى تستهدف التأجيج المتبادل، والذى يؤثر بلا شك على وضعية الدول المعتدلة بالمنطقة، وفى هذا قد تتفق إسرائيل وإيران! كما ينبغى الأخذ فى الحسبان الدور الأمريكى ونحن فى أوج عملية انتخابية ستفرز رئيسا جديدا للولايات المتحدة بعد خروج بايدن من حلبة المنافسة يوم 21 يوليو الماضى أى قبل عمليتى اغتيال ∩هنية∪ و∩شكر∪ بعشرة أيام. كما أن صعود يحيى السنوار كرئيس للمكتب السياسى لحماس 7 أغسطس ستكون له أيضا آثاره فى أحد الاتجاهين، وهذا ما سنراه خلال الأيام القادمة.