مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، خرجت العديد من استطلاعات الرأى تقيس اتجاهات الناخب الأمريكى حول المرشحين المحتملين، لكن مازال من السابق لأوانه، تقييم فرص نجاح من سيصل للبيت الأبيض بشكل دقيق، لاسيما بعد صعود أسهم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، التى غيرت المشهد الانتخابى الذى كان ينفرد ببطولته المرشح الجمهورى، دونالد ترامب.
استعراضاً لاستطلاعات الرأى التى قامت بها صحف ومؤسسات أمريكية، تتجه المؤشرات إلى تكافؤ الفرص بين هاريس وترامب إلى حد ما، فكل منهما استطاع أن يجذب الناخبين من خلال لقاءاته الجماهيرية، التى أفصحت عن سياستهما تجاه القضايا التى تهم الشارع الأمريكى.
ففى أحدث استطلاع أجرته صحيفة فاينانشيال تايمز، تفوقت هاريس فى ملف الاقتصاد على ترامب، لأول مرة منذ ما يقرب من عام ، فى تغيير حاد فى اتجاهات الناخبين بعد انسحاب الرئيس الحالى، جو بايدن، من السباق الرئاسى لصالح نائبته السمراء ذات الأصول الآسيوية.
وأظهر الاستبيان أن 42 ٪ من الناخبين يعتقدون أن هاريس ستكون أفضل من ترامب فى التعامل مع الملف الاقتصادى، فيما لايزال يثق 41 ٪ من الأمريكيين فى قدرة ترامب على معالجة القضايا الاقتصادية، تلك النسبة التى ظلت كما هى دون تغيير عن الاستطلاعين اللذين أجريا فى الشهريين السابقين.
وأظهر الاستطلاع الذى أجرته الصحيفة بالتعاون مع جامعة ميشيجان، أن هاريس من الممكن أن تصبح قادرة على إبعاد نفسها عن بايدن بشأن القضايا الاقتصادية، حيث رأى 60 ٪ ممن شملهم الاستطلاع، أنها ستنفصل تماماً عن السياسات الاقتصادية له أو ستجرى تغييرات كبيرة على برنامجه.
لكن فى المقابل، أظهرت استطلاعات رأى أخرى، أن ترامب يتفوق على هاريس فى قضايا اقتصادية محددة، وخاصة علاقات واشنطن التجارية، حيث قال 43 ٪ من الناخبين إنهم يثقون به أكثر فى التعامل مع الصين فى هذا الجانب، مقارنة بنسبة 39 ٪ فقط ممن يدعمون هاريس.
وكانت قد توترت العلاقات بين واشنطن وبكين فى عهد ترامب، بسبب السياسة الحمائية التى كان ينتهجها، وذلك من خلال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات وغيرها من السلع الاستهلاكية.
أيضاً، أشار استطلاع أجرته شركة «أى بسوس» إلى أن هاريس تفوقت بنسبة 42 ٪ على ترامب الذى حصل على 37 ٪ من إجمالى 2045 بالغاً تم استطلاعهم فى الولايات المتحدة خلال الفترة من 2 إلى 7 أغسطس.
وفى استطلاع آخر أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، خلال الفترة من ٥ إلى ٩ أغسطس، أظهر أن هاريس تتقدم فى ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان، وهى ثلاث ولايات رئيسية متأرجحة فى ساحة المعركة الانتخابية، حيث نجحت فى التقدم على الرئيس الجمهورى السابق ترامب بأربع نقاط فى كل منها بنسبة تتراوح من 50 ٪ إلى 46 ٪ بين الناخبين فى كل ولاية.
يمكن القول إن هاريس، خلال فترة وجيزة، استطاعت أن تحيى آمال الديمقراطيين فى الفوز بتصويت الخامس من نوفمبر بعد الأداء الكارثى لبايدن فى مناظرته ضد ترامب فى أواخر يونيو الماضى، والتى أدت إلى تزايد الشكوك بشأن فرصه فى هزيمة ترامب أو حتى قدرته على الاستمرار فى الحكم فى حال فوزه بالانتخابات.