لا تمل إسرائيل عن الخداع والتضليل والكذب، فكلما ارتفعت وتيرة الفشل، تمادت فى ترويج الأكاذيب والأباطيل والاتهام لتعلق الإخفاق، والفشل الذريع على شماعة الأكاذيب.
إسرائيل على مدار 11 شهراً أطلقت العنان لأكاذيب ضد مصر، فمنذ اندلاع عدوانها الفاشى على قطاع غزة، لم تفلح إسرائيل فى تحقيق أى شيء، عدوان بلا هدف، سوى الإمعان فى القتل وسفك الدماء، والدمار والخراب والإبادة والتجويع، واستهداف الأبرياء العزل، وتدمير البشر والشجر، حتى وصلت الأمور إلى استهداف عشرات المدارس التى تؤوى الباحثين عن منجى من ويلات الوحشية والبربرية الإسرائيلية، وآخرها مدرسة التابعين وفى صلاة الفجر لتقتل عشرات الأبرياء وأكاذيب إسرائيل جاهزة حيث تزعم أن هذه المدارس تؤوى مسلحين من حماس وعناصر المقاومة، وثبت بطلان هذه الروايات مراراً وتكراراً، من مستشفى الشفاء إلى مدارس الأونروا.
إسرائيل تكره الحقيقة، وتعشق دفنها ولذلك قتلت 861 صحفياً بدم بارد وباستهداف متعمد، وتزعم أن هؤلاء الصحفيين الذين يحملون الأقلام والكاميرات هم عناصر مسلحة من المقاومة أو حماس ليس بعد الاحتلال واغتصاب الأرض والأوطان ذنب، فإسرائيل كيان سرطانى أسس على الباطل، والكذب والمعلوميات والخداع والتدليس، والعجيب عندما تقرأ وتتصفح مكنون أكاذيب الدولة الصهيونية تجد تشابهاً يصل إلى حد التطابق فى عقيدتها مع جماعة الإخوان الإرهابية التى لا تمل من الكذب والمظلومية، والتضليل فإسرائيل على مدار تاريخها المشئوم نجحت فى خداع شعوب العالم، ولكن شاءت الأقدار أن تفضح الحقيقة والواقع والإجرام الصهيونى وتحطم جدار الأكاذيب الذى بنته على مدار عقود طويلة، وهو ذات الأمر الذى حدث لتنظيم الإخوان الإرهابى الذى كتبت بدايته ونهايته فى مصر، تجد نفس مفردات وأساليب الكيان الصهيونى هى ذاتها مفردات الإخوان، والتطابق فيها فى أمور كثيرة، أبرزها أن الصهاينة والإخوان لا يحبون القانون، أو الحقيقة، أو الوعى والفهم والثقافة والإعلام، يمارسون الاستقطاب والتجنيد والتغييب والتزييف والتضليل، والمظلوميات، يتلونون مثل الحرباء.
إسرائيل على مدار شهور الفشل، فى قطاع غزة، تفوقت فى إطلاق أبواق الأكاذيب، وفضحت حكومة الاحتلال بأمراضها وتطرفها من مطالبات بقتل وتصفية وتجويع ملايين الفلسطينيين إلى ضرب غزة بالقنبلة النووية، وصولاً إلى اتهام مصر بالباطل بأنها المسئولة عن تعطيل دخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح وإذا بالحقيقة تسطع مثل الشمس، فإسرائيل هى من تعطل وتتحكم فى الجانب الفلسطينى عن المعبر. واستهدفته ٤ مرات بالقصف والدمار، ثم سيطرت عليه وهدمت جميع ملامحه ومرافقه من الجانب الفلسطينى لتسقط أكاذيب الاحتلال وبعد أن فشلت فى ترويج هذه الأكاذيب لجأت إلى أخرى مثل مسلسل الأنفاق وأنها عثرت على أنفاق على الحدود المصرية ـ الفلسطينية، دون أن تقدم دليلاً فى محاولات رخيصة لتشويه مصر ودورها واستفزازها وعند المواجهة تتنصل من كل ما روجته.
إسرائيل الغارقة فى مستنقع الفشل والأكاذيب وحرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، تجاوزت كل الأعراف والتقاليد والأصول والرحمة والقانون الدولي، والقانون الدولى الإنسانى مازالت تمارس الخداع والتضليل والتلون ولا تملك أى رصيد أخلاقي، فرغم أن جيشها أكثر جيوش العالم أخلاقية والواقع يفضح همجية وبربرية هذا الجيش عديم «الأخلاقية»، فمن يقتل الأطفال والنساء والمرضي، والأطباء والصحفيين ويستهدف مدارس الإيواء، والمستشفيات وسيارات الإسعاف، والمدنيين المساعدين ومن ينكل بالمعتقلين، ويمارس أقذر وأحط أنواع التعذيب، وكل ذلك يتم بأيدى ضباط وجنود جيش الاحتلال.
إسرائيل تمارس أحقر أنواع الإجرام لأنها تدرك أنها مدعومة، بشكل مطلق من قبل أمريكا، التى أسرعت على الفور بعد اغتيال إسماعيل هنية فى طهران إلى إرسال أحدث ما فى ترسانتها من مقاتلات وبوارج وحاملات طائرات ومدمرات، وغواصات، وصواريخ متطورة خوفاً من تنفيذ إيران تهديداتها بالثأر لاغتيال «هنية» على أراضيها وفى ضيافتها من جانب الكيان الصهيوني، ناهيك عن دعم لا محدود، منذ 8 أكتوبر الماضى بالمال والسلاح والعتاد، والدعم السياسى والدبلوماسي، والتأييد المطلق والذى بدا واضحاً فى عاصفة التصفيق الحاد من أعضاء الكونجرس للقاتل نتنياهو وهو يقول كلمته، لذلك لا تصدق واشنطن فى ترويج خلاف مصطنع، بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو وحكومته بالمتطرفة، فكل ما يجرى فى المنطقة باتفاق ومباركة من إدارة بايدن وبدعم من اللوبى الصهيونى المحتضن للإدارة الأمريكية المؤيدة والداعمة لإسرائيل.
أكاذيب إسرائيل، ومراوغاتها أهم أسباب استمرار العدوان على قطاع غزة الذى يهدد المنطقة بالاشتعال، وفتح جبهات عديدة وربما جرى اتفاق بين واشنطن وتل أبيب خلال زيارة نتنياهو على الهرولة والإسراع نحو احتواء إيران واتجاه نتنياهو على تفعيل التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق وتبادل الأسرى والرهائن والمعتقلين مع تقديم عروض وإغراءات لطهران مقابل غض الطرف عن تنفيذ تهديداتها بالثأر لكن كل الحذر من ألاعيب نتنياهو إذا اطمأن أن التهديدات زالت، فقد يعاود مراوغاته، ويفسد عملية التفاوض رغم الإصرار الأمريكي، لكن أهداف رئيس الحكومة المتطرفة تتجاوز الحدود، لأن نتنياهو لا يبحث إلا عن نفسه، وتأمين مستقبله السياسي، ومصيره فى ظل الفشل والفساد مع أفكار مريضة، وأوهام خبيثة تسكن عقولاً مريضة لإيتمار بن غفير وسلئييل سيموتريتش الذى لا يعرف سوى الدم والقتل والبربرية، فى تطرف مزمن ومعقد تفشل معه كل المصحات النفسية فى العالم.
فى ظنى أن إسرائيل المرتبكة والفاشلة والمنهكة والمستنزفة، لا تعيش إلا بمحاليل الأمريكان والغرب، ولعل رصد واشنطن 5.3 مليار دولار مؤخراً لتسليح إسرائيل يكشف ثغرات ونواقص وإنهاك ونفاذ وعدم قدرة على مواجهة تل أبيب للتهديدات الإقليمية، لذلك فإن العقل يقول إن إسرائيل سوف تجنح إلى التفاوض ومن ثم إنهاء العدوان، لكن الغريب أن جيش الاحتلال مازال يصعد عدوانه ويرتكب المزيد من المجازر والمذابح وحرب الإبادة ومازال وزراء حكومة نتنياهو يطلقون التصريحات المريضة، فهل هذه الحكومة المتطرفة تريد تفاوضاً وإنهاء للعدوان، أم هو التفاف على الخطر الداهم الذى يحيط بإسرائيل، ومحاولة لاحتواء إيران، وأذرعها فى المنطقة لكسب الوقت، الأيام القادمة والساعات الحاسمة سوف تكشف نوايا نتنياهو الذى ينتظر المصير المؤلم والكارثى فى كل الأحوال.
لكن أدعو الجميع إلى قراءة وتصفح وتأمل تفاصيل صناعة الكذب والمظلومية بين إسرائيل والإخوان، تجد شراكة عميقة، وتطابقاً واضحاً، وأنهما وجهان لعملة واحدة، يملكان عقيدة فاسدة.. فإسرائيل لا تخجل من الكذب ، والإخوان الإرهابية لا تتوقف مهما فشلت، ستظل تكذب حتى تموت وكلما فشلت إسرائيل، نشطت لديها آلة الكذب والخداع، ولن تتوقف حتى تزول.