لم تكن نتائج بعثتنا الأولمبية على مستوى توقعاتنا.. لقد كنا نأمل الكثير على ضوء مشاركاتنا السابقة.. وتطلعاتنا الى تحقيق ابطالنا الرياضيين نتائج متقدمة.. ولكن الناتئج حتى الآن أقل مما توقعنا.. ولهذا يعود الحديث من جديد كما يحدث مع كل دورة أولمبية إزاء نتائجنا غير المتوقعة سواء فرقنا الجماعية.. أو الألعاب الفردية.. والفرق الكبير بين فرقنا وفرق الدول الأخري.. ونسأل عن من يجب ان يتحمل المسئولية.. هل هو اللاعب أم اللاعب والمدرب.. أم الاتحادات المختلفة.. أم اللجنة الاولمبية.. أم الجميع.. ونطالب بالتحقيق.. وتمر الايام ونحن فى انتظار نتائج التحقيقات التى تجريها الوزارة مع الاتحادات.. ونتائج الاستجوابات المختلفة التى يتقدم بها النواب فى البرلمان.. وينتهى الأمر بعد عدة أيام أو أسابيع وبالأكثر شهرا عن طريق النسيان.. وندخل من جديد فى دوامة الأهلى والزمالك وصفقات الموسم الجديد.. ومع بداية الموسم ندخل فى دوامة التحكيم.. والمشاكل اليومية التى تحدث فى نادى الزمالك فقط والذى تبرزه كل الصحف.. ويكون عناوين الصفحات الرياضية بصورة شبه يومية.. وينسى الجميع ما حدث لفرقنا فى الاولمبياد.. والاخفاقات المختلفة فى مختلف الألعاب الرياضية..
الأمر حقا محير.. سافرنا إلى فرنسا ولدينا أمل ان نحقق ما بين ٧ إلى ١١ ميدالية وفقا لما قررته الاتحادات المختلفة.. وما تحقق هو ثلاث ميداليات بينما خرج منتخب الكرة الطائرة من الأدوار الأولى بعد ان منى بالهزيمة فى كل المباريات التى لعبها.. ومنتخب كرة اليد هزم فى آخر مباراتين بعد ان كان الأقرب للفوز فى الثوانى الأخيرة.. ومنتخب كرة القدم الذى أدى مباريات متميزة وصولا للمباراة الأخيرة والتى اصابتنا بالاحباط.. بعد هزيمته من المغرب بهذه النتيجة.. التى لم يتوقعها أكثر المتشائمين فى مصر.. أو أكثر المتفائلين فى المغرب الشقيق.. ليضيع حلم تحقيق ميدالية برونزية لأول مرة فى كرة القدم.. والتى كنا قبلها نشكر فى المدرب ونرشحه لتدريب المنتخب الأول.. ولكن بعد هذه النتيجة تغير الحوار تماما.. وطرحت العديد من الأسئلة عن كيفية اختيار هذا المدرب.. وعلت الصيحات المطالبة بضرورة تقديم اتحاد الكرة لاستقالته.. لنعود لهذه الدوامة مع كل دورة أولمبية.. وحتى الآن لم نعرف نتيجة التحقيقات فى مختلف الاخفاقات السابقة بداية من صفر المونديال.. وأيضا لم نسمع عن تخطيط للمستقبل.. فهل نخرج من التحقيقات الجديدة بنتيجة سريعه؟.. ومعها خطة الاستعداد للدورة الاولمبية القادمة.. على ان يضعها خبراء متميزون.. مع اختيار المدربين بعناية وابعادهم عن الضغوطات التى يمكن ان تمارس عليهم وتؤثر فى اختياراتهم..
واتمنى ان نستغنى عن كافة المدربين الأجانب فى مختلف الألعاب والرياضات لعدة أسباب.. فى مقدمتها اعطاء الفرصة لأبناء مصر لتحقيق انجاز يحسب لهم.. ثانيا توفير ما يتم انفاقه من رواتب باهظة تسدد بالعملة الصعبة للمدربين الأجانب خاصة انهم لم يحققوا شيئا يذكر حتى الآن.. على الرغم من اصرار الاتحادات على التعاقد معهم على أمل تحقيق انجاز.. ويحصلون على أموال طائلة.. ومع الاخفاق يتم الاستغناء عنهم وتعويضهم أيضا.. وعندما نبحث عنهم بعد تركهم العمل فى مصر نجد ان رواتبهم انخفضت بشكل كبير ولا تصل فى كثير من الأحيان إلى ربع ما كانوا يتقاضونه فى مصر..
إن الآمال معقودة ان تكون الدورة الاولمبية الحالية هى آخر دورة بهذا المستوي.. ونعمل من الآن على الاعداد الجيد لأبنائنا الذين سيقع عليهم الاختيار لتمثيل مصر بعد أربع سنوات.. وأمامنا الوقت.. ولدينا الشباب الصاعد فى مختلف الرياضات والألعاب الذى يمكن ان نعدهم أفضل اعداد.. وتأهيلهم للبطولة.. واعتقد ان لدينا أيضا مدربين جيدين يمكن الاعتماد عليهم..
ان التجارب السابقة اثبتت انه لا أحد يخضع للحساب.. وان الأمر يترك للوقت وهو كفيل اننا ننسى ما حدث.. وننشغل فى أحداث جديدة.. وتبدأ بالدورى العام الذى مازالت مبارياته مستمرة حتى الآن.. على الرغم من انتهائه فى العالم كله منذ أكثر من شهرين.. ولكنه الدورى المصري!!!..
إننى اطالب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ان يصدر قرارا بعدم الاستعانة بمدربين أجانب فى مختلف الرياضات.. لأن كل التجارب السابقة أثبتت ان جميع المدربين دون المستوى ولم يحققوا أى انجاز.. أو انهم غير قادرين على تحسين أداء اللاعب المصرى أو التعامل معه.. وكفانا اهدارا للعملة الصعبة التى نحتاجها فى مختلف قطاعات الانتاج.. وتحيا مصر.