فى الآونة الأخيرة، تلقت «جريدة الجمهورية» سلسلة من النداءات الإنسانية من أمهات وزوجات يطلبن تدخلاً عاجلاً من الجريدة لمساعدتهن فى علاج ذويهن من الإدمان، هذه النداءات تأتى من قلب الألم والمعاناة، حيث تسعى الأسر إلى إنقاذ أحبائهم الذين وقعوا فى دوامة الإدمان، ويأملون أن يجدوا الدعم فى الجمهورية، التى تمثل لهم صوتاً يعبر عن معاناتهم، كان ملاذهم الأخير بعد محاولات عدة فاشلة للعلاج.
أحدث هذه النداءات جاء من زوجة تعانى من ألم زوجها، تحكى قصة معاناتها مع إدمان زوجها الذى أصبح أسير الإدمان، أصبحت أحلامها تتلاشى يوماً بعد يوم، وأملها فى حياة سعيدة مع أسرتها يتبدد أمام عينيها ولكن لم تستسلم، فقررت أن تلجأ إلى جريدة الجمهورية، آملاً أن تكون صوتها وسندها فى هذه المحنة.
التف حول الزوج أصدقاء السوء، دخل فى دوامة الإدمان التى سلبت منه قدرته على التغيير رغم محاولاتها الصادقة والمتكررة التى بذلتها لمساعدته على الشفاء، ورغم جهودها الكبيرة فى سبيل علاج زوجها، لم تكن النتائج إيجابية بالنسبة للزوج، الذى فشل فى الخروج من دائرة الإدمان، عاد مراراً إلى أصدقاء السوء طلباً للمخدرات، مما عمق معاناته ومعاناة أسرته.
تسببت تكاليف العلاج من الإدمان فى استنزاف كل ما يملكون، وأصبحوا غير قادرين على دفع تكاليف العلاج بالمستشفى الخاص، لم يكن لديهم خيار سوى بيع ممتلكاتهم، ورغم ذلك لم تحقق محاولاتهم أياً من النتائج المرجوة، وظلت مشكلة الإدمان تسيطر على حياتهم.
فى ظل هذه الظروف الصعبة، قررت الزوجة التحدث إلى جريدة الجمهورية، رغم رغبتها فى الحفاظ على ماء الوجه وعدم نشر قصتها، لكن صرخاتها كانت مسموعة، فالجريدة لم تتوانَ عن نقل معاناتهم إلى صندوق مكافحة الإدمان.
بفضل دعم جريدة الجمهورية وتدخل الصندوق، جاء الرد سريعاً، تحت قيادة الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيسة مجلس إدارة الصندوق، تم اتخاذ إجراءات فورية لعلاج الزوج من الإدمان مجاناً.
وتواصل الصندوق مع الأسرة، وقام بحجز المدمن فى أحد المستشفيات التابعة له، حيث أكد أنه لن يُسمح له بالخروج إلا بعد استكمال العلاج والتعافى الكامل من المخدرات وتحسن حالته الصحية.
بفضل استجابة الصندوق واهتمام جريدة الجمهورية، استطاع الزوج الحصول على فرصة جديدة للحياة، وأصبحت الأسرة تعيش أملًا جديدًا فى الشفاء والتعافي. إن الدعم والتضامن فى أوقات المحن يعزز من قدرة الأفراد على التغلب على الصعاب، ويعيد الأمل إلى قلوب الذين فقدوه.
تؤكد هذه التجربة أن الأمل لا ينتهي.. فبفضل المساندة يستطيع الأفراد مواجهة التحديات، والتغلب على الأزمات، وإعادة بناء حياتهم بفرص جديدة وبداية حياة جديدة.