لقد حان الوقت كى يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد فى غزة».. بهذه العبارة بدأ البيان الثلاثى من الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى والرئيس الأمريكى جو بايدن المنتهى ولايته بعد 100 يوم تقريباً.. ويأتى البيان بعد ماراثون من المفاوضات استمرت أكثر من 300 يوم وفى لقاءات ومؤتمرات فى أكثر من عاصمة للبحث عن وقف الغطرسة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو وعصابة الكابينت الاسرائيلى التى تدير العملية البربرية للرد على عملية طوفان الأقصي.. وأقف عند نقاط محددة فى البيان وتحديدا استئناف المباحثات فى 14 أو 15 أغسطس الجاري.. لا يهمنى هنا أن تكون القاهرة أو الدوحة موقعا للاجتماعات لكن المهم صدق اسرائيل بعدم وضع عراقيل التنفيذ ومد أمد الحرب المدمرة والبربرية وأن يتم وقف فورى لإطلاق النار وتنفيذ باقى متطلبات البيان الذى جاء متوازنا وحرَّك مياها راكدة تسعى لوقف ممارسات الـ «نتن ياهو».
أعتقد ان حضور رئيس المخابرات الأمريكية بنفسه على رأس الوفد الأمريكى سيكشف الحقيقة التى تعرفها أمريكا ان سبب مد أمد الحرب التى راح ضحيتها نحو 40 ألف شهيد وأكثر من 91 ألف مصاب هو نفسه نتنياهو وأمام حالة عدم الاستقرار التى تعيشها اسرائيل فإن البيان يخدم اسرائيل بشكل مباشر فقد شهدت خلال الـ 48 ساعة الماضية حالة طوارئ بعد التصعيد والاغتيالات الأخيرة وصلت إلى إقامة مخيمات فى «النقب» لتسكين الفارين من شمال اسرائيل بحثا عن مأوي.. كما تم تحويل جراجات السيارات إلى مراكز طبية انتظارا لضربة لا أحد يعرف متى من ايران أو حلفائها؟.. الوضع الاسرائيلى بعد خسائر الـ 40 مليار دولار أصاب الدولة بشلل تام وهروب الاستثمارات.. وفى تقرير خطير فى اسرائيل تناول الاعلام الاسرائيلى هروب شبابها إلى المخدرات وأدوية الاكتئاب بعكس الحالة الإسرائيلية المتردية.. إضافة إلى الانقسام الحاد فى الشارع الاسرائيلى برغم وصول البارجات الأمريكية إلى خليج عمان وأيضاً طائرات F22 الحديثة لا يطمئن الشارع الاسرائيلى المرتبك بسبب تصعيد نتنياهو الباحث عن نصر مزيف باغتيال مدنيين فى ايران أو لبنان.
ظنى كما قالت صحيفة عبرية البيان الثلاثى جاء لإنقاذ نتنياهو ولا مفر أمامه إلا الموافقة وهو ما أسرع به مكتبه وأعلن انهم سيذهبون إلى أى مكان لإنقاذ الرهائن.. صحيح الأطراف العالمية ترى ان القاهرة هى الموقع الملائم لعقد هذا المؤتمر فى لحظة فارقة أمام «براميل البارود المتوقع انفجارها فى المنطقة» ولن يطفئها إلا حدوث اتفاق ملزم ووقف نهائى للحرب والانسحاب منذ غزة وإيقاف هذه المجزرة.. سرعة رد مكتب نتنياهو يؤكد – بحسب مصادر – انه حان الوقت لوقف اطلاق النار والمضى نحو حل الدولتين وفك الاشتباك الحاصل الآن فى الوقت الذى دخلت حكومة اسرائيل «الاجازة الصيفية» والبيان رسالة سريعة بعد اختيار حماس لرئيس جديد لها هو يحيى السنوار وانه لا مفر من ابرام اتفاق لا يعود نتنياهو هو مرة أخرى إلى الحرب ويطالب برأس السنوار خاصة ان الانتخابات الأمريكية على الأبواب «5 نوفمبر».. أما إذا كان نتنياهو «يراوغ» بهدف راحة جيشه المنهك فهذا ما لن يقبله أحد.. فالمهم فك الأسرى والرهائن وألا تعود الحرب مرة أخرى وتدخل الأطراف جميعا فى مسيرة السلام ومستقبل القضية – بالتأكيد كما أثبت طوفان الأقصى – بيد الفلسطينيين أنفسهم الذين صمدوا وتمسكوا بالأرض ورفضوا مبدأ «الدياسبور» الاختراع الاسرائيلى بتصفية القضية.. الصورة كاملة الآن أمام مجلس الحرب المصغر فى اسرائيل أمام قيادة جديدة لحماس والمقاومة.. وما قاله نتنياهو أول أمس فى حديثه مع مجلة «تايم» لا يفيد اسرائيل التى مراوغتها يجعلها تنتظر موقفا «مكلفا» فى حالة الرد الايرانى على اختراق سيادتها.. وتحذيرات أمريكا عن طريق أطراف مشتركة لإبرام لن يجدى إلا بإبرام اتفاق ملزم ومرض لحل القضية.. ومخاطر العمل العسكرى هو استنفاد المزيد لخسارة اسرائيل ولزيادة العجز الحكومي.. يكفى حالة «الخراب» فى مطار بن جوريون.. و100 ألف اسرائيلى عالق لأن الطائرات لا تتوجه إلى المطار.. والاستنفار الجوى والبحرى فى الدولة العبرية يكلفها الكثير ويضغط على الشارع الاسرائيلى الذى يغلى بمواقف نتنياهو و»عصابة الحرب».. والخطر الأكبر فى جنون هذا الانتظار أن تستهدف الضربة الايرانية أو الاسرائيلية المفاعل النووية فى البلدين وهذا وارد أيضاً.. أظن ان البيان الثلاثى هو الفرصة الأخيرة لإيقاف حرب بقى أقل من شهرين ونقول مر عليها عام أول.
المصريون فى الخارج
بعد عقد مؤتمر المصريين فى الخارج يجب أن نرى حراكا حقيقيا فى استثمار قوة مصر الناعمة فى الخارج الأكثر من 10 ملايين يمكن الاستفادة من عقولهم وأموالهم فى بناء الجمهورية الجديدة وحسناً فى النسخة الخامسة.. الأولى مع الوزير د. بدر عبدالعاطى ألا يركب موجة العمل من يسمون أنفسهم اتحاد المصريين بالخارج لأن هذا الاتحاد بلا هوية وبلا أعضاء.. المهم التعامل مع الائتلاف الدولى الوطنى للمصريين فى الخارج، أما الاتحاد الذى قيادته فى «مهب الريح» لابد من إعادة تطويره وبنائه ليتواكب مع «الجمهورية الجديدة» فهم مجموعة من العائدين تمرسوا على حضور الاحتفالات دون أن يكونوا «بوصلة» حقيقية للمصريين فى الخارج.. ممثلو الجاليات فى الدول كثيرون يحتاجون من يوجّه لهم الطريق الصحيح وكلهم عاشقون لتراب الوطن بجيلهم الأول والثانى والثالث.. قد بلغت اللهم فاشهد».
لقد حصنوا أنفسهم ضد الاختراق من الخارج وانتماؤهم الوطنى واضح وشفاف و»للحديث بقية».