رغم حزنى الشديد لخسارة العديد من الميداليات المتنوعة بأولمبياد باريس بسبب ضعف المستويين البدنى والفنى الواضحين بين لاعبينا وبين لاعبى بقية المنتخبات سواء كانت الأجنبية أو العربية مثل المغرب الذى هزم منتخبنا الأولمبى وحقق الميدالية البرونزية عن جدارة.
إلا أننى سعيد للغاية بالمستوى الجيد الذى ظهر به منتخب اليد وكيف صمد وأحرج أقوى منتخبات العالم وكذلك برونزية محمد السيد فى السلاح والذى حققها بعد فشله فى الأولمبياد الماضى إلا أنه وقف فى الفيديو الشهير له وهو يؤكد أنه سيبذل قصارى جهده ليرفع علم مصر وهذا ماحدث لأنه تعلم من فشله وهذا ما يجب أن نخرج به من هذا الأولمبياد ونتعلم منه رغم مرارة النتائج لأن الفشل رغم صعوبته إلا أنه هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائما.
فعندما نفشل فى شيء فهذا لا يعنى النهاية شرط أن نجعله درسا للبداية، من خلال مراجعة وضعنا الحالى وتعديل الإستراتيجيات المتبعة متى ثبت عدم جدواها والانطلاق من جديد ولكن بأسلوب علمى متطور.
وهذا يعنى أن الفشل هو سر النجاح والحياة، وسر الأحلام والطموح، فهو النقطة المحفزة نحو الأفضل ولكن بالإصرار والثقة واليقين تحقق النجاحات لاسيما وأن الممكنات أكثر من المستحيلات، وأن كل أمر مستحيل يحيط به ألف أمر ممكن وهذا من وجهة نظرى لا يمكن أن يتحقق إلا بعد المحاسبة والتى لا تعنى المحاكمة وإصدار أحكام إدانة أو براءة، وإنما هى من أجل تحسين الأعمال وتطويرها، أى محاسبة أنفسنا بتجرد، لكى نتجنب الفشل مرة أخرى محاسبة الآخرين لنا بشكل لايليق بتاريخ مصر
لذلك يجب علينا أن نستمر فى الكفاح والعمل ونحن نضع الفشل خلفنا وليس أمامنا لكى تتحقق الانطلاقة القوية والنجاح المنشود.. فمن منا لا يتذكر هزيمة يونيو عام 67 ومرارتها التى تجرعها شعبنا العظيم ورغم هذا نجح جيشنا العظيم فى تحويلها إلى نجاح باهر وانتصار عظيم بعد أن راجع اوضاعه من جديد وعرف أسباب الهزيمة ليرسم أعظم استراتيجية استطاع من خلالها هزيمه خصمه وهذا ما يجب أن يكون عليه جميع أبطالنا ومسئولينا حتى لا يتكرر الفشل مرة أخري.
لذا على جميع المسئولين التحقيق فى أسباب تراجع نتائج بعثة الأولمبياد التى كان متوقعا منها حصد 10 ميداليات على أقل تقدير ومحاسبة كل من ساهم فى هذه النتائج من خلال تجنيب الصداقة والعلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة لأن سمعة مصر أكبر من كل هذا لأنه لا يمكن أن يتحقق النصر وما زال هناك شخصيات داخل هذه المنظومة هى السبب الرئيسى خلف هذا الإخفاق الذى لايمكن أن نقبله مرة أخري.
ولا املك فى الوقت الحاضر إلا أن أقول للاعبينا وابطالنا هارد لك.