بقلب طفلة، وروح شغوفة بالحكايات، قدمت الكاتبة سماح أبوبكر عزت
عشرات الكتب للأطفال، أقامت ورش حكى للأطفال فى مصر والعالم وتقدم برنامجًا من أكثر برامج الأطفال نجاحا وشعبية «احكى مع ماما سماح» ..
ساعدت كتبها فى تقديم المتعة واللعب للطفل، وجهته للتأمل، قدمت قيماً ودروساً فى الحياة عن طريق المغامرة، على الطفل أن يمشى طريق الحكاية حتى يعرف ويتعلم
> كيف بدأت رحلتك فى الكتابة للطفل؟
الحقيقة هذا سؤال لا أعرف كيف أجيب عليه، عندما كنت صغيرة كنت أعيش مع
جدتي.. وهى كانت حكاءة رائعة وسيدة ذات ثقافة واسعة لديها خفة الظل والعمق..
عاشت فترة فى الإسكندرية واختلطت بالأجانب هناك فى ذلك الوقت، فلديها ذخيرة من الحكايات، وكانت تجعلنى أحكي.
كان لديّ ذلك الإحساس الأمومى الفطري، عندما كنت طفلة وسط الأطفال كنت
أمارس هذه الأمومة واقوم بقص الحكايات.
كان لدى إحساس أنى أحب الأطفال حتى ولم يكن الفارق الزمنى بيننا كبيرًا،
..وشعرت أننى أستطيع الوصول لهم.
فأنا فى الأصل أحكى للطفل داخلي، تلك التى تحافظ على براءتها واحرص ألا تغيب الطفولة عنها .
لذا فأنا أشعر أن مجال الكتابة للطفل هو الذى اختارنى ولست أنا من اختاره.
> فعاليات شهر التراث المصرى فى كندا هذا العام كانت عن الطفل، وتلقيت دعوتك كضيفة شرف التكريم والمشاركة فى ندوات وورش للطفل كيف كانت الرحلة؟
شهر التراث فى كندا هو «يوليو»، وكل عام يقومون بفعاليات، وتحرص الجالية المصرية هناك على إحياء تراثنا وكأنهم بالفعل يحملون الوطن فى قلوبهم، هذا العام كانت المرة الأولى التى توجهت فيها الفعاليات للأطفال.
وكان أول مهرجان للأطفال فى شهر التراث المصرى عندما تمت دعوتى لفعاليات المهرجان، فكرت انى سأقابل أطفالاً ربما لا يتحدثون العربية ومعظمهم ولد بكندا ولم يزر مصر من قبل، ورتبت نفسى على أن أحكي
القصص لهم بالإنجليزية أو الفرنسية وهو أمر فعلته قبل ذلك كثيرا. لكنى عندما قابلت الأطفال كانت هناك مفاجأة بانتظارى هى أن الأطفال يتحدثون العربية بطلاقة،وهو أمر أسعدنى جدا.
قدمت للأطفال هناك عددًا من ورش الحكي، حكيت لهم كتاب «فى جيبى قلعة ومعبد» فكرة الكتاب أن التاريخ ليس فقط على جدران المعابد والقلاع، وإنما نحن نحمل التاريخ فى جيوبنا من خلال الرسوم والنقوش على العملات نحمل فى جيوبنا نقوشًا وصورًا وتماثيل وزخارف وآثارًا ومساجد.
هدف هذا الكتاب أنى أجعل الأطفال يشاهدون صفحة صفحة منه، واشرح لهم الرسوم على العملة الموجودة، والهدف أن اخبرهم ان التاريخ ليس حولنا فقط وإنما نحن نعيش معه أيضا. وأن يتعلم الأطفال معنى التأمل.. وقد اشتغلت هذا الكتاب أيضا فى المدارس فى روما، وباريس وكان هناك تفاعل عظيم من الأولاد.
أسعدنى شعور الحميمية بينى وبين الاطفال، وأنهم يعرفون «ماما سماح» ويشاهدون برنامجي، واسعدنى رغبة هؤلاء الأطفال فى معرفة المزيد عن مصر.
قدم الأطفال أيضا استعراضات وأغنيات جميلة عن مصر شملت فعاليات كندا أيضا ندوات عن علاقتى بالكتابة للطفل، وعلاقتى بالأطفال، وحققت الندوات تفاعلا جميلا..
وكان هناك مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين المصريين الذين حرصوا على نجاح الاحتفالية.
كما حضرت رفع العلم المصرى على البرلمان، وكانت لحظة جميلة ومؤثرة كان بيننا الأطفال الذين ارتدوا ملابس فرعونية وبدوية وغنينا جميعا النشيد الوطنى المصرى «بلادى بلادي»
تجربة مليئة بالفرحة والفخر ببلدي.
> هل التعامل مع الطفل المصرى مختلف عن الأطفال بجنسيات أخري؟
الطفل هو الطفل فى كل مكان، هو ابن الدهشة، دائما لديه فضول ليسمع حكاية،
لكن الأمر يختلف بحكم البيئة التى يعيش فيها الطفل.
البيئة فى المنطقة العربية غير أوربا غير البيئة الريفية، كل بيئة تضفى على الطفل ملامح معينة . لكن مع ذلك يتشابهون جميعا فى الفضول للحكايات.
> تقدمين برنامجًا تليفزيونيًا «احكى مع ماما سماح» يحبه الأطفال وحقق نجاحا كبيرا، فهل كانت الفكرة استخدام الشاشة التى ينجذب لها الأطفال عادة عن الكتاب أم ماذا؟
انا أرى ان كلاهما يكمل الآخر، ومن خلال تعاملى الكبير مع الأطفال، أجد أنهم بعد سماع الحكايات ومشاهدة البرنامج يبحثون عن الكتاب، يحبون اقتناءه، وكثير منهم يكتبون لى آراءهم فى القصص بعد انتهائها، فأنا أرى ان البرنامج تشجيع للقراءة.
> مبادرة حياة كريمة واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالطفل، ما الذى تقدمه المبادرة للطفل المصرى لتنميته والارتقاء به؟
الرئيس السيسى يهتم بشدة بالأطفال وبما يقدم لهم، وهو قائد واع، يعمل من أجل المستقبل، والأطفال هم هذا المستقبل الذى سيكمل المسيرة ومن سيجنى ثمار مرحلة البناء.. وتستهدف المبادرة بتوجيهات الرئيس تحسين حياة الناس، فى القرى الأكثر احتياجا وأهلنا فى الريف، وتهتم بالبنية التحتية، والمرافق وتوصيل الكهرباء والماء وإنشاء مدارس، ومع هذا الدور توجهت المبادرة للطفل، لتقديم فعاليات والاهتمام به وهو أمر أرى أنه فى منتهى الرقي، فبناء المنشآت وتحسين الخدمات، يجيء مع بناء الإنسان والأسرة المصرية التى تبدأ من بناء الطفل .
> ما هى تجربتك كسفيرة لشؤون الطفل فى هذه المبادرة؟
كنت سعيدة وخائفة، لا اعرف كيف سيستقبل الأطفال الورش والفعاليات هناك
وكانت أول تجربة فى قرية المعصرة بملوى .
قضينا هناك يومين، وكان تفاعل الأطفال جميلاً، رأيت بنفسى كيف أنهم فرحون
بما قدمته المبادرة من خدمات قالوا ابنوا لنا المدارس وأسقف البيوت وتوصيل الماء .
فى قرية أخرى فى الغربية والأطفال أخذونى لأشاهد طريق الكورنيش الجديد وملاعب الكرة .
من القرى التى زرناها أيضا قرية «نجريج» مسقط رأس محمد صلاح، واشتغلت هناك فى ورش بالمدرسة ورأيت كيف كان لمحمد صلاح دور مهم ومؤثر لأنهم يعتبرونه قدوة لهم فخلق لديهم رغبة في النجاح.
أنا أيضا أتوجه لكل طفل حسب خصوصية مكانه، فى «نجريج» حرصت أن يعلم الأولاد عن رحلة كفاح هذا البطل والصعوبات التى واجهته فى لعب الكرة والتمرين، والسفر كل يوم من القرية للقاهرة أثناء لعبه لنادى المقاولون العرب بإمكانياته البسيطة، لقد عمل هذا البطل بجد لتحقيق حلمه، أخبرتهم أنه ليس علينا أن ننظر نهاية الطريق، وإنما أن ننظر درجات السلم التى صعدها، دون أن يستسلم، لقد كافح ليصل لحلمه. وعندما تحقق لم ينس بلده.
محمد صلاح بالنسبة لهم أمل وحلم لكنى أخبرهم أن ينظروا للرحلة كلها .
> كتابك «قنال لا تعرف المحال» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عن واقعة حادثة السفينة الجانحة إيفرجيفن فى مياه قناة السويس وتابعها العالم كله، كيف حولتيها قصة للأطفال؟
كان تحديًا بالنسبة لي، ان اكتب قصة كل أحداثها معروفة، لا يتساءل الطفل عما سيحدث فى النهاية، لكن المهم هنا ان تكون المعلومات صحيحة وموثقة ومقدمة بشكل لطيف، كان بطل القصة طفل والده قبطان وجده ايضا، ويحكى الأحداث التى عاشها معهم، فكان الأمر يحتاج توصيفًا دقيقًا للمعلومات ، والحقيقة أنا أشكر سيادة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وفر كل الإمكانيات لمقابلة المسئولين لأحصل على المعلومات المناسبة، وكذلك د. هيثم الحاج على وكان رئيسا للهيئة العامة للكتاب، وعملنا مع كل كتاب بازل شط القنال والناس تقف للاحتفال بتعويم السفينة، ومؤخرا ترجمت القصة للغة الصربية.
وهو أمر لطيف ان يهتموا بقصة البطولة الرائعة، وكيف توقع العالم أننا لن نستطيع تعويم السفينة فى 6 أيام، لكن الحمد لله تم تعويمها بفضل تكاتف الجهود، وهى رسالة للأطفال بأننا يجب أن تكون لدينا ثقة بأنفسنا، وأن شيئًا صغير مثل ذلك الحفار كان له دور كبير .
وفى كل مرة أذهب مع رحلة مدرسية لقناة السويس تتملكنى سعادة وأنا احكى للأطفال ويقومون بجولة بحرية لرؤية القناة الجديدة، فمن خلال هذه القصة عرفت الأطفال بقصة القناة ومسيرتها.