ظهرت نتيجة الثانوية العامة.. فنجح من نجح بتفوق، وأخفق من أخفق فى مجموع الدرجات.. ورسب من رسب، الذى ليس أمامه سوى إعادة السنة والعودة ثانية للدروس الخصوصية.. لأن الثانوية فقط ليست شهادة مثل الدبلومات.. لذا كان مصطلح أو مقولة «بعبع الثانوية العامة».
المهم، ظهرت النتيجة وسيبدأ أصحاب المجاميع المرتفعة الالتحاق بالمرحلة الأولى للتنسيق بالجامعات، فى التقدم لكليات القمة وهم مطمئنون بدخولها.. بعدها تبدأ المرحلة الثانية لتأخذ الأقل فى الدرجات وهكذا، ثم الثالثة أو «السبنسة»، التى لا يحصل أصحابها سوى على الفتات.. الأمر الذى لا يرضى بعض الطلاب أو أولياء الأمور، خاصة المقتدرين مالياً، الذين يضطرون إلى اللجوء إلى الجامعات الخاصة المعتمدة بالطبع، لضمان تحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم، غير عابئين بالمصاريف المرتفعة، التى قد تزيد على المائة ألف وأكثر بالجنيه أو بالدولار.
ولأن الجامعات الخاصة ليست فى مقدور البعض.. لجأ أصحاب النفوس الضعيفة وعديمو الضمير إلى خلق كيانات وهمية كمصيدة لاصطياد ما يمكن اصطياده فى الماء العكر لتحقيق أرباح سريعة، مستغلين حاجة أولياء الأمور إلى مركب نجاة توصلهم إلى الكلية بأى مجموع كان.. وهذا الخطأ الفادح الذى يقع فيه هؤلاء فى شباك ضعاف النفوس.. ومشكلة كل عام، حيث نسمع ونقرأ كثيراً عن كيانات وهمية تم ضبط أصحابها، ليكتشف الطلاب الذين كانوا يدرسون بها أنهم ضحية هؤلاء الجشعين.. ليس هذا فقط، بل أضاعوا سنة أو أكثر فى الدراسة بكلية أو معهد وهمي.. وأضاعوا كذلك آلاف الجنيهات دون جدوي.
هذا ما جعل وزير التعليم العالى د.أيمن عاشور يوجه قبل البدء فى تنسيق الجامعات هذا العام، بإعداد قائمة سوداء بأسماء الكيانات الوهمية التى تدعى كذباً أنها معتمدة وتزعم منح شهادات معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وإعلان اسمائها على الموقع الإلكترونى الرسمى للوزارة وعلى صفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي.. والغريب، أن عددها بلغ أكثر من 450 كياناً، صدرت قرارات وزارية بإغلاقها.. لكن للأسف، يحاول أصحاب هذه الكيانات الالتفاف مرة أخري، خاصة وقت تنسيق القبول بالجامعات ليظهروا بأشكال ومسميات جديدة فى مناطق مختلفة للإيقاع بالطلاب وأولياء الأمور، لكى يتجهوا إليهم بحجة أنها معاهد أو أكاديميات، بخلاف الواقع.
صراحة، تنبيه الوزير المختص وجهود وزارته فى كشف وضبط الكيانات الوهمية، بادرة طيبة يجب الأخذ بها بعين الاعتبار وعدم إغفالها، لكى لا يقع ولى الأمر فريسة لأطماع هؤلاء.. فكم من طلاب وقعوا ضحية هذه الكيانات وضيعوا سنوات من عمرهم بلا طائل.. والحقيقة، لم يكتف الوزير بذلك، بل وعد بتحديث تلك القوائم تباعاً وفقاً لنتائج عمل لجنة الضبطية القضائية بالوزارة بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية والأجهزة المعنية.
كما وعدت الوزارة بنشر قائمة بكل مؤسسات التعليم العالى المعتمدة بكل وسائل الإعلام، لكى يكون الطالب على علم بها.. كما وعدت بتوسيع دائرة عمل اللجنة ومتابعة كل الإعلانات الوهمية فى الصحف والتواصل الاجتماعي، وملاحقة أصحابها وتقديمهم للمحاكمة بتهم النصب والاحتيال على المواطنين.
صراحة، على أصحاب الدرجات الضعيفة وأولياء أمورهم الاهتمام بتحذير وزارة التعليم العالى وعدم الالتفات لأى إعلان صادر عن الكيانات الوهمية، والاستفادة من دروس الماضى وتجارب الذين وقعوا فى فخاخ هؤلاء وخسروا كل شيء.. وأقول لهم: إياكم والكيانات الوهمية.. لا تنبهروا بما يقولونه.. أقول لهم إن الدولة تضمن لكل طالب مهما كان مجموعه الالتحاق بأى معهد من معاهد وزارة التعليم العالي، حتى ولو كان سنتين.. فمن الممكن لو حصل الخريج على تقدير جيد الالتحاق بالكلية، وهذا متاح وسهل، بدلاً من الالتحاق بكيانات وهمية أغلبها تدار داخل شقق.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
.. وأخيراً:
> رقم 450 كياناً وهمياً ليس بقليل.. وهناك كيانات مازالت ناشطة، وعلى الدولة كشفها وضبط أصحابها.
> لا تنخدعوا ببريق إعلاناتهم بالصحف والتواصل الاجتماعي.. خليكوا فى المضمون.
> استثناء أول 1500 طالب متفوق من قواعد التوزيع الجغرافى بالتنسيق، تشجع الطلاب على التفوق.
> نزول وزراء الحكومة فى الميدان.. بادرة طيبة وتؤكد الجدية والسعى بقوة نحو الجمهورية الجديدة.
> لا تلتفتوا إلى الشائعات.. مطاراتنا ليست للبيع.
> مهرجان العالم «علمين».. يواصل إمتاعه للجمهور ويزيد من الليالى السياحية والإقبال على المناطق الساحلية.
> مؤتمر المصريين بالخارج.. فرصة لزيادة الاستثمار فى الوطن الأم.
> توطين الصناعة الوطنية.. خطوة على الطريق الصحيح.
> 10.3 ٪ انخفاضاً فى العجز التجاري.. برافو ونريد المزيد
> الاهتمام بزراعة القصب وتشجيع الحكومة للمزارعين بالتوسع فى زراعته.. بداية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.