قد يتصور البعض أن المصريين شريحة اجتماعية واحدة ولهم جميعا ذوق واحدة والحقيقة انه ليس هناك شيء اسمه الذوق العام الذى يدعى البعض محاولة المحافظة عليه لان الذوق مسألة فردية قد تتسع بفعل التعليم المشترك والنشأة.
تحاول كل طبقة اجتماعية فرض نمط حياتها على الغير وتعتبر كل طبقة اجتماعية نفسها هى النمط الطبيعى وما غير ذلك خروج عن المألوف.. فالطبقة الوسطى يعتقد افرادها انهم مسطرة القيم والتصرفات وان الاعلى منهم يسيئون استخدام الثروة التى حرموا منها بينما عوضهم القدر بالثقافة والاصالة والصفات الحميدة وعلى الجانب الآخر نعتقد الطبقة الوسطى ان الطبقات الاقل هى المسئولة عن انحدار الذوق والتسبب فى الكثير من الخروج عن الاخلاقيات.. بينما تعتقد غالبية افراد الطبقات الاقل ان كل الاعلى منهم محظوظون ومرهفون وغالبيتهم تلقوا تعليمهم نتيجة حظهم الاجتماعى او اكتسبوا ثرواتهم نتيجة اعمال غير قانونية.
وتعتقد غالبية هذه الطبقة ان الآخرين يتميزون بالتفوق بينما تقتصر عليهم صفات الخشونة والشقاء التى لا يجدون له تعويضا ماديا.
فى الوقت الذى يعتقد فيه افراد الطبقة العليا من المجتمع انهم استأثروا بأخلاقيات الصفوة وان ما عدا ذلك من الاختيارات على مستوى الملبس وطريقة الاكل وتذوق الفن وارتياد اماكن الترفيه او السفر هو مستوى يتميز بالدونية وبذلك يعتقدون كما يعتقد غالبية الطبقة الوسطى ان مقياس الذوق والاخلاقيات هو فى طبقتهم الاجتماعية.. ويأتى ذلك نتيجة الصراع الانسانى الطبيعى حيث ينحاز كل فرد إلى طبقته الاجتماعية بينما يحاول الكثيرون تحسين احوالهم للالتحاق بطبقة اجتماعية واقتصادية اعلى فى طموح مطلوب ومشروع وتصور البعض ان المصريين شريحة اجتماعية واحدة ولهم جميعا ذوق واحد والحقيقة انه ليس هناك شيء اسمه الذوق العام لان الذوق مسألة فردية قد تتسع بفعل التعليم المشترك والنشأة المشابهة والوضع الاقتصادى المماثل إلى ذوق هذه المجموعة.
وكان هناك مثل واضح عندما قامت نقابة الموسيقيين باتخاذ قرارها بمنع 19 مغنيا شعبيا من مهرجانات الغناء.. والحقيقة ان الاسباب التى دعت النقابة لفعل ذلك هو الذوق العام فهى كانت من اسباب الايقاف فالذوق العام يختلف من طبقة إلى طبقة اخري.. ولا نستطيع ان نفرض على كل الطبقات بينما اصبح لكل فرد وسيلته لاستدعاء ما يشاهد وما يسمع.. حتى لو كان خليطا من الشعر والمهرجانات او الاستمتاع بنجاة الصغيرة والتنطيط مع حسن شاكوش.