هناك يهود أصدقاء للشعب الفلسطينى ويعترفون بحقوقه فى أرضه ويحرمون الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية بالقوة و كانت لهم علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها الراحل ياسر عرفات.. لذا ليس مستغربا ان يشارك وفد من هؤلاء فى جنازة اسماعيل هنية هؤلاء هم من حركة ناطورى كارتا التى تعنى باللغة الارامية حراس المدينة وهذة الحركة ترفض الصهيونية وتعارض وجود دولة إسرائيل وينتمى لها بضعة آلاف منذ تأسيسها عام 1935 يعيش خمسة آلاف منهم فى القدس ومعظمهم يعيش فى أمريكا وبريطانيا ويطالبون بإعادة الأرض التى استولت عليها إسرائيل للفلسطينيين استنادا لعقيدتهم التى تحرم هذا لمخالفته لإرادة الله.. معظم اتباع حركة ناطورى كارتا من أصول مجرية وليتوانية فهم ينحدرون من الخزر وليس من القبيلة الثالثة عشرة للشعب اليهودي.
يقول التاريخ: الخزر كانت امبراطورية متعددة الأعراق منهم أتراك وبلغار وروس ومغول ومجر ورومان ويونان وسلاف ومنغول وايرانين وكانوا وثنيين حتى القرن الثامن الميلادى الذى كان به قوتان هما الامبراطورية البيزنطية المسيحية والخلافة الإسلامية.. تجنب امبراطور الخزر الانضمام لاى منهما قرر اعتناق اليهودية لتصبح الدين الرسمى لامبراطوريته ومارسوا التقاليد اليهودية واستخدام التوراة والتلمود والنص العبرى وخاضوا حروبا مع الامبراطوريتين البيزنطية والإسلامية انتهت بهزيمتهم وانهيار امبراطورية الخزر.
فى عام 1976 صدر كتاب القبيلة الثالثة عشرة للكاتب آرثر كويستلر بريطانى الجنسية ومجرى المولد انتهى فى كتابة ان اليهود الاشكناز هم من نسل الأمة الخزارية وهم أساس الشعب اليهودى فى أوروبا الشرقية والجزء الأكبر من اليهود المعاصرين ليسوا من أصل كنعانى بل من أصل قوقازى والكتاب فضح زيف الفكر الصهيونى فى تقديم التاريخ وعدم مصداقية الادعاء الصهيونى حول الجذور العرقية للشعب اليهودى وحقه التاريخى فى أرض كنعان.
فكل الدلائل تدعم حجة المؤرخين النمساويين اليهود والبولنديين الذين أثبتوا أن الغالبية العظمى من اليهود المعاصرين ليسوا من أصل فلسطينى وإنما من أصل قوقازى وأن الهجرة اليهودية تحركت فى اتجاه الغرب فأغلبية يهود العالم من أصل خزرى ولا يوجد عرق يهودى منحدر من القبيلة التوراتية.
وهذا ما أكده شلومو ساند أستاذ التاريخ فى جامعة تل أبيب عام 2009 فى كتابه اختراع الشعب اليهودي.
وهنا نجد تعارض الفرضية الخزرية مع الفرضية التى تشير إلى أن اليهود ينحدرون من القبائل الإسرائيلية الكنعانية التى غادرت الأرض المقدسة لأوروبا فى القرن السابع بعد الفتح الإسلامى لفلسطين وفى بداية القرن الخامس عشر غادرت مجموعة منطقة نهر الرين لأوروبا الشرقية وتكاثروا ليصل عددهم 8 ملايين بحلول القرن العشرين وهو ما يرفضه شلومو ساند فى كتابه اختراع الشعب اليهودى لانه مستحيل أن يصل عددهم لهذا الرقم إلا إذا انضم لهم شعوب الخزر.
رغم رفض البعض الفرضية الخزرية إلا أنه فى عام 2012 أثبت عالم الوراثة اليهودى إيران الحايك الأستاذ بجامعة جونز هوبكنز فى دراسة له أنه لا يوجد جينوم يهودى وأن اليهود الأشكناز ليسوا مجموعة سكانية متشابهة بل المجتمعات اليهودية أقل تجانسا وانتهى إلى أن اليهود الحاليين من أبناء شعوب الخزر.