>> للمرة الثالثة فى تاريخ الأولمبياد يلعب منتخب مصر الكروى اليوم وعينه على الميدالية البرونزية بعد أن كان يحلم بالمنافسة على الميدالية الذهبية أو الفضية.
سبق للكرة المصرية التأهل لمثل هذه المباراة «تحديد المركز الثالث» مرتين الأولى عام 1928 فى أمستردام وخسر أمام إيطاليا خسارة ثقيلة 11/3 ثم فى عام 1964 فى طوكيو باليابان وخسر أمام ألمانيا 3/1 وتأهل هذا العام فى باريس لمباراة تحديد المركز الثالث بعد خسارته أمام فرنسا «بعد أن كان متقدمًا فى الشوط الأول وخسر 1/3» وتكرر السيناريو فى مباراة المغرب الطرف الثانى فى مباراة اليوم بعد أن كان متقدمًا أيضًا بهدف.. حكايات لها جذور لعل أولها الآن هو ما يحدث فى أولمبياد باريس وحلم مصر الكروى فى البرونزية لأول مرة خاصة بعد أن ضاع الحلم مرتين من قبل وبرغم قوة الخصم فإن إمكانيات المنتخب المصرى الأولمبى قادرة على تحقيق الفوز..!
وهناك حكايات أخرى لعل أهمها أن منتخب مصر الكروى قدم حتى الآن عروضًا طيبة وأداءً جيدًا برغم هزيمته الأخيرة أمام فرنسا برغم أنه كان متقدمًا ولعب الشوط الأول باقتدار وفاز بهدف ثم خسر بثلاثة أهداف.. هذا الفريق قدم شوطًا جيدًا وقبلها مباريات مميزة برغم أنه ليس الأقوى والأفضل وبرغم أنه كان ينقصه أكثر من لاعب فى أكثر من مركز غير أن المدرب والجهاز الفنى صنع من الموجودين توليفة كروية جيدة لم يتحجج بنقص أو يدعى أنه لا يملك الامكانيات بل لعب بما يملك وقدم أداءً جيدًا يستحق الإشادة وهذه أبرز نتائج هذه المباريات.
الأمر الثالث وهو الروح العالية للاعبين وحب الجماهير بعيدًا عن الانتماءات بين هذا النادى وذاك لأن الكل كان يلعب من أجل مصر وليرفع علم مصر.
الأمر الرابع أن المدير الفنى نجح فى استغلال امكانيات كل لاعب ونجح فى صنع توليفة للنجاح وهو ما يعنى أننا قادرون على تحقيق التألق والنجاح فى كل المجالات إذا تمسكنا جيدًا بعناصر الفوز والنجاح والتألق.
نحن المصريين قادرون على تحقيق الكثير فنحن شعب الحضارة منذ القدم وهى رسالة قديمة ولا علاقة لها بما فعله فريق الكرة ولكن تلك هى الحقيقة وهذه هى مصر وهؤلاء هم أبناء مصر.. ولعلنا نحتفل اليوم بميدالية برونزية.
.. وماذا بعد الموت؟
>> حنانيك أيها الموت.. رفقًا بنا.. أعلم أن الموت حق وأن لكل أجل كتاباً.. وأن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. لكن الموت صعب وقاس.. والموت ببساطة هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له على عكس الحياة التى تعنى تعلق الروح بالبدن واتصالها به.. والموت ابتلاء كما هى الحياة ابتلاء.. يقول سبحانه وتعالى «الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور».
وبرغم أن الموت هو الحقيقة المؤكدة فى هذا العالم إلا أننا نفجع ونشعر بالألم والحزن عندما نفقد حبيبًا أو صديقًا أو حتى إنسانًا شريفًا مميزًا.. لذلك عشنا فى مؤسسة دار التحرير وخاصة جريدة «الجمهورية» أسبوعًا حزينًا بفقد اثنين من أعز الأصدقاء وهما الأخ وزميل دفعتى «1978» أحمد بيومى والصديق وخريج دفعة 1977 أخى حلمى بدر.. كلاهما له علاقة خاصة وصداقة طويلة وزمالة مميزة والأهم أن كليهما صاحب عطاء إنسانى لا تستشعره عن قرب ولكن تشعر به عندما تفتقد أحدهما.
كلاهما صديق لحوالى خمسين عامًا.. من كلية الإعلام جامعة القاهرة إلى جريدة «الجمهورية».. عرفتهما كما عرفهما زملائى يمتلك كلاهما روحًا إنسانية عالية ومهارة حرفية مميزة.
أحمد بيومى لم يكن مجرد سكرتير تحرير ماهر فى الإخراج الصحفى بل كان صاحب حس صحفى عال تلمسه فى شكل الصفحة.. وكم من صفحات عندما تراها لابد أن تعرف أنها من إخراج أحمد بيومي.. نفس الحال مع حلمى بدر مع تغير الاهتمام فهو رحمه الله صحفى مهنى محترم يملك آليات وأدوات العمل الصحفى بكفاءة وكلاهما – رحمهما الله – يمتلكان من مقومات الإنسانية ما نأمل معه رحمة الله الواسعة وأن يظلهما الله وأمواتنا جميعًا فى ظله يوم لا ظل إلا ظله وأن يدخلهما وأمواتنا جميعًا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
ونعود إلى السؤال الأهم: وماذا بعد الموت؟ إنها حياة البرزخ لا يملك فيها الميت إلا ثلاثة أمور أولها ولد صالح يدعو له إلى جانب الصدقة الجارية والعلم الذى ينتفع به وعلينا أن نعى أن الموت ليس نهاية المطاف بل إنه بداية الحياة الحقيقية فهل استعد أحدنا لهذه الحياة.. أى الحياة الحقيقية بعد الموت؟
يقول سبحانه «وتزودوا فإن خير الزاد التقوي».. والتقوى هى زاد دار القرار لذلك نصحنا رسولنا الكريم بذكر الموت «هادم اللذات» حتى لا ننسى يوم الفراق فلنسارع إلى التوبة ونحاول التزود لهذه الحياة بالأعمال الصالحة فهى مع التقوى أفضل زاد لما بعد الموت.. رحم الله الصديقين بيومى وبدر وكل أمواتنا جميعًا رحمة واسعة.