أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار د. أحمد فهمي، أن الموقف المصرى من الأزمة الفلسطينية منذ بدايتها اتسم بالوضوح الشديد والمصداقية والتمسك بثوابت الموقف المصرى السياسى والإنسانى والأخلاقي.
قال المستشار د. فهمى – فى مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية امس – «إن دعم الأشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية هو موقف ثابت لمصر لم يتغير على مدار عشرات السنين، وعندما اندلعت الأزمة الحالية منذ 7 أكتوبر حرصت مصر على إجراء اتصالات مكثفة منذ اللحظة الأولى مع جميع الأطراف للحث على ضبط النفس والتصرف المسئول وعدم التصعيد والذهاب إلى تحكيم العقل وإعلاء صوت الحكمة من أجل تجنيب المنطقة لتداعيات خطيرة».
وفيما يتعلق بالمساعدات، أضاف أنه منذ أول دقيقة عندما ظهر أن هناك احتياجا لإغاثة القطاع كان دور مصر فى منتهى الوضوح والمباشرة فيما يتعلق بفتح المعبر دون قيد أو شرط فى الـ 24 ساعة و7 أيام فى الأسبوع على مدار الشهور الماضية، ولكن المشكلة أنه فنيا كان يتعذر إدخال المساعدات بسبب القصف على الجانب الآخر وضغطت مصر بشدة من أجل ذلك، ولم يكن من الممكن إدخال المساعدات فى الأيام الأولى لأن هناك قصفا مستمرا ولأن هناك استحالة لإدخال الشاحنات ولذلك وبمجرد أن توقف ذلك القصف قامت مصر بإصلاح وتأهيل المعبر بتجهيزه من خلال إجراءات فنية لأن المعبر كان مخصصا فقط للأفراد وليس للشاحنات والمساعدات ولكن مصر قامت بتعديلات فنية وكل ذلك تم بسرعة كبيرة للغاية وباتصالات مكثفة للغاية وما تبقى أثناء وبعد ذلك هو الآلية التى يتم من خلالها إدخال المساعدات.
وشدد على الدور المصرى فى هذا الأمر وحتى هذه اللحظة، منوها بأن مصر لها مصلحة قصوى أولا لإغاثة الفلسطينيين، ثانيا لأن موقف مصر هو رفض التهجير بكل الوسائل وكل المساعى بالتالى فإن دخول المساعدات يمثل أولوية قصوى لمصر وبالكميات اللازمة لإعاشة عدد كبير «2٫3 مليون فلسطينى فى قطاع غزة».
قال المستشار د. أحمد فهمى المتحدث باسم الرئاسة «إن الموقف المصرى يقوم على الحسابات الدقيقة والمنطقية والرشيدة لمنطقتنا وتداعيات الأحداث بها والتصعيد عندما يتم، وكان هناك وضع معين فى قطاع غزة مستمر على مدار سنوات ماضية فيما يتعلق بإدخال المساعدات، فالقطاع كان يدخل له عدد كبير من الشاحنات يوميا قبل بداية الحرب وبعد ذلك أصبح هناك حاجة لنفس العدد أو ما يفوق ذلك، لذلك كان تركيز مصر منذ اللحظة الأولى على المساعدات ليس فقط إدخالها ولكن بالكميات الكافية لمنع حدوث الوضع الإنسانى شديد السوء والمتدهور الذى أصبح موجودا بعد ذلك وأصبحت دول العالم تركز عليه».
أضاف المستشار د. فهمى أن مصر عملت على تسهيل زيارة عشرات المسئولين وعلى رأسهم سكرتير عام الأمم المتحدة الذين شاهدوا من أرض الواقع الجهد الهائل الذى تحملته الدولة المصرية فى هذا الأمر وهو جهد لا نمن ولا نتفضل به، بل نقول إنه واجبنا الإنسانى ومسئوليتنا تجاه أشقائنا الفلسطينيين ونقوم به على أكمل وجه وبأفضل ما يكون بأقصى ما تسمح به الظروف بتعاون بناء للغاية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية دوليا وإقليميا للوصول لحل هذه الأزمة ووقف إطلاق النار وإغاثة أهالينا بالقطاع.
أشار إلى أن هناك تطابقا بين الموقف الشعبى والموقف الرسمى منذ اللحظة الأولي، لأن موقف مصر كما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى هو يعكس بصدق إرادة الشعب المصري، وكما أوضح الرئيس السيسى فى قمة القاهرة للسلام أن الموقف المتعلق بدعم القضية الفلسطينية ورفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض التهجير يعكس إرادة الشعب المصرى فردا فردا ، وهذا واضح للجميع وللمجتمع الدولي، منوها بالضغط المصرى الشديد من أجل إيجاد آلية لإدخال المساعدات حيث أن أكثر من80 ٪ من إجمالى المساعدات التى تدخل للقطاع هى مصرية، معربا عن تقديره وشكره للجهد الكبير والإسهام التى تقوم به جميع دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بالإغاثة والمساعدات الإنسانية.
أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن مصر ترفض جملة وتفصيلا تسييس المساعدات الإنسانية، فلا يمكن استخدام الوضع الإنسانى كأداة من أدوات الحرب، ومصر رفضت منذ اللحظة الأولى جميع سياسات العقاب الجماعى من تجويع وتهجير وحصار وقطع كهرباء ومياه واتصالات، لذلك كانت سياسة مصر وممارساتها دائما حريصة على إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط وبما يكفى لإغاثة المدنيين فى القطاع.
وقال المستشار د. فهمى «مصر مستمرة فى جهودها من أجل التوصل لحل سلمى و تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات بالكميات الكافية»، مؤكدا أن المعبر مفتوح وسيظل مفتوحا لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، مطالبا من جميع الأطراف تسهيل هذه العملية وتقديم التيسيرات وتسهيل الآليات وعدم التشدد وعدم إعاقة دخول المساعدات.