تحوَّلت مصر حسبما تقول لغة السياسة إلى ساحة كبيرة للأحداث الجسام سواء الإقليمية أو الدولية.. أو المحلية.
المهم.. أن هناك إجماعاً دولياً على أنها الدولة شبه الوحيدة على مستوى العالم التى تؤدى دورها الحالى بكل فَهْم وموضوعية وحيادية ونزاهة ما بعدها نزاهة.. استهدافاً لتجنيب البشرية كوارث حروب قد لا تبقى ولا تذر.. وبعدها يعض الجميع كباراً وصغاراً بنان الندم ولكن بعد فوات الأوان..
>>>
بداية الجهد اليومى تأتى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعقد الاجتماع تلو الاجتماع ويجرى الاتصالات التى لا تهدأ مع الرؤساء والملوك والأمراء رافعاً يده منبهاً ومحذراً.. ثم سرعان ما تتولى الأجهزة المعاونة دورها وكأن البلاد جميعها فى سباق مع الزمن ووسط ظروف قهرية صعبة ليس مستبعداً أن يفلت الزمام عند أى منها.
>>>
دعونى أضرب لكم مثلاً بالاجتماع الذى عقده الرئيس السيسى أول أمس مع وزير خارجية تركيا وأوضح فيه بصراحة وفى كلمات محددة بأن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الخطورة..
نعم قال الرئيس ذلك بينما الرئيس الأمريكى جوبايدن ونائبته كامالا هاريس مازالا ينتظران رد الفعل الإيرانى على واقعة اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس لاسيما وأن فريق الأمن القومى الذى كان رئيسه وأعضاؤه مازالوا داخل البيت الأبيض يقلبون الأمور ويحللون الأحداث وفى النهاية خرجوا بخفى حنين..!
>>>
هنا لابد من الإشارة إلى حقيقتين مهمتين:
> أولا: حاول حكام إيران أن يداروا أبعاد الضربة القاصمة التى تعرضوا لها والتى أودت بحياة أصدق أصدقائهم وهو فى قصر «الضيافة» الذى لا يقترب منه إلا من هو أهل ثقة.. وأهل نضال كما يرددون لأنهم لابد وأن يشعروا فى قرارة أنفسهم وهم يتحدثون عن عمليتهم الانتقامية القادمة بنوع من الخجل السياسى والإخفاق الأمنى والعسكرى وبالتالى يتمنون طبعا أن تكون عملية القصاص مدوية فهل هذا ممكن لاسيما وأن أمريكا تقوم بين كل ساعة وأخرى بالدفع ببوارجها وأساطيلها وطائراتها وغواصاتها إلى المنطقة الساخنة معلنة بلا حرج وبكل تحدٍ أنها تجيء لحماية إسرائيل.
> ثانيا: سفاح القرن بنيامين نتنياهو لا يريد أن يتوقف عن قتل واغتيال ونسف بيوت الفلسطينيين بل أقنع بايدن بأنه لن يفعل ذلك إلا إذا ضمن «خفة» الضربة الانتقامية الإيرانية.. فهل تقدر أمريكا بدورها على ذلك؟
>>>
من هنا كان الله فى عون مصر التى نذرت نفسها لتدافع عن سلام الشعوب وتذود عن مصالح الأمم ولا تتوانى عن الدعوة لكفاح الإرهاب بكل أسبابه وشخوصه حيث إن هذا الداء اللعين الذى ابتليت به البشرية هو الذى يوغر الصدور ويدفع إلى ارتكاب جرائم لم تكن معروفة من قبل حتى لدى كارهى الحياة..!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
أنا شخصيا أتصور.. أن الأجواء كلما هدأت فسوف تتوقف حتى لفترة محدودة الرغبات العارمة فى التقتيل والذبح والبُعد عن التفكير فى استخدام القنابل العنقودية.
حمى الله البشرية من كل سوء..
>>>
و.. و.. شكراً