برعاية كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلى أرض الكنانة انطلقت يومى 29 و30 من الشهر الماضى فعاليات المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء الذى عقدته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية بعنوان: «الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع»، بحضور علماء ووزراء ومفتين من أكثر من مائة دولة حول العالم.
يأتى انعقاد هذا المؤتمر وسط فوضى لا أخلاقية تجتاح العالم تحت مسميات الحرية الشخصية وقوانين تم تدبيجها بمعرفة البشر لخدمة معتقداتهم وأفكارهم . المؤتمر الذى شهد حضوراً غير مسبوق لقيادات فكرية يشار إليها بالبنان، ومسئولى دور الإفتاء على مستوى العالم ومن خلال عنوانه الذى تم اختياره بعناية كان صرخة حقيقية من مصر بلد الأزهر الشريف مصر التى ضربت الأمثلة فى التعايش والتواد، لقد خرجت الرسالة من قلب المؤتمر فوصلت فعلاً إلى القلوب. مجتمعات تهدر فيها منظومة القيم الأخلاقية لا مستقبل لها ومصيرها حتما مظلم وحالك وهى إلى زوال مهما كانت ريادتها وتقدمها العلمى فالعلم والأخلاق صنوان لا يفترقان ومن قال بغير ذلك ففى قلبه مرض وعلى عينه غشاوة لقد كانت رسالة الإسلام منذ لحظاته الأولى هى إقامة مجتمع نقى وطاهر وخالٍ من الشوائب ووثيقة المدينة المنورة خير شاهد فقد رسخت للتعايش بين شرائح مختلفة ومعتقدات متنافرة، وقد سئلت السيدة عائشة -رضى الله- تعالى عنها وأرضاها عن أخلاقه «صلى الله عليه وسلم» فقالت: كان خلقه القرآن.
حيث لا كذب، ولا خيانة، ولا شح ولا سفك للدماء ولا قتل للنفس البشرية إلا بالحق، قاعدة ذهبية: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».
ما هذا الرقى قبل تدبيج المواثيق الأممية جاء القرآن ليرسخ لكل ما هو نبيل ونافع للبشرية يقول «صلى الله عليه وسلم»: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
رسالة المؤتمر اتسمت بالوضوح والشفافية ومواجهة المخاطر التى تعترى مسيرة البشرية مهما اختلفت الأجناس والعقائد والألوان، حضور المؤتمر خاطبوا الجميع الأفراد والشعوب، والحكومات أن تعالوا إلى كلمة سواء قضية فلسطين ومايحدث فى غزة كانت حاضرة وبقوة .
الدكتور محمود الهباش قاضى قضاة فلسطين وجه الشكر لمصر وقيادتها الحكيمة ولدار الإفتاء المصرية على جهودهم المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين مؤكدًا أن جمع العلماء والقيادات الدينية بهذا الشكل يعكس عمق الحكمة المصرية وحرصها على توحيد الصف وتقوية الأمة.
شكرًا لمصر التى دخلناها آمنين وبها سنستمد الأمن، وبها سننتصر وسنصلى فى القدس جميعًا نأتى هنا لنطرد اليأس من جديد، ونحيى الأمل بأن غد هذه الأمة غد الحق والعدل والسلام القائم على الكرامة، واحترام إنسانية الإنسان، وأن العدوان مهما عربد ومهما علا صوته، ومهما ارتكب واقترف من جرائم هو آيل إلى السقوط طال الزمان أم قصر.
ثمار المؤتمر تحققت وسوف نقطفها.
شكراَ للرئيس السيسى على رعايته للمؤتمر.. وشكراً للمؤسسات الدينية التى ضربت المثل فى التآلف والتعاون والعمل معا على قلب رجل واحد مع مزيد من المؤتمرات الهادفة التى يجنى الجميع ثمارها من الحب والتفاهم ومد جسور التواصل مع الآخر.