فشلت جميع المساعى الدبلوماسية فى وقف الحروب الدائرة فى أوكرانيا وغزة وغيرهما من أماكن النزاع الإقليمية والدولية، المعلوم أن التحركات الدبلوماسية لم تتوقف لحظة على جميع المسارات، لكنها لم تصل إلى الغايات والأهداف المطلوبة وهى وقف الحروب المشتعلة التى تحصد الأرواح وتحطم الاقتصادات، ربما تتحرك الدبلوماسيات فى كنف الخطوط السياسية والاستخباراتية المرسومة لذلك نجد التحركات محسوبة بدقة، لكنها فى النهاية لم تنجح، الآن نجد الولايات المتحدة تسابق الزمن من أجل كبح جماع إيران ومنعها من ضرب حقيقى لإسرائيل حتى لا تضطر هى فى الدخول على الخط لحماية إسرائيل، امريكا تعلم ان إيران فى حالة «نزيف لكرامتها الوطنية» وقطعا سيكون هناك رد على مقتل هنية فى قلب طهران، امريكا تتحدث عن رد مخطط ومحسوب ولا يتجاوز الخطوط الحمراء حتى لا تشتعل المنطقة برمتها وهذا ما يخطط له نتنياهو، وكشفت صحيفة «الجريدة الكويتية» عن تفاصيل التحركات الأمريكية لمحاولة نزع لتيل الأزمة، وذكرت الجريده اعتمادا على مصدر من داخل المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى «إن الوفد الأمريكى زار الجمهورية الإسلامية بطائرة خاصة، انطلقت من تركيا، وحطّت فى مطار بيام بمدينة كرج غرب العاصمة الإيرانية الخميس الماضى، مؤكداً عقد لقاء استمر ساعتين بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين، فى المطار الخاضع لإشراف الحرس الثورى، قبل أن يعود الضيوف إلى أنقرة.
لكن أخطر ما كشفت عنه الصحيفة الكويتية نقلا عن المصدر الإيرانى رفيع المستوى هو خطة نتنياهو لاشعال حرب كبرى فى المنطقة والتى كشف عنه الوفد الأمريكى الذى زار إيران لمدة ساعتين حيث قالت الصحيفة «نتنياهو كشف عن خطته لعدد من كبار مسئولى اللوبيات الصهيونية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، إذ أطلعهم على اعتقاده بأنه آن الأوان لحرب كبرى، وهو لا يعنى فقط إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها بل كل دول المنطقة، ومن بينها الدول العربية والخليجية وتركيا ودول إفريقية. وزعم نتنياهو أن اندلاع تلك المحرقة الكبرى سيجبر الجميع على الجلوس على طاولة واحدة، للقبول بتسوية شاملة تتضمن «حق إسرائيل فى الوجود والاعتراف بها من الجميع مقابل سلام شامل لكل الأطراف». وذكر أن الأمريكيين سرّبوا أجزاء من خطة نتنياهو التى استعرضها مع قادة اللوبيات الصهيونية، إذ أخبرهم أنه يمكن خلال تلك الحرب تدمير كل البنى التحتية لدول المنطقة قبل الوصول إلى تسوية شاملة يعقبها استفادة الشركات الأمريكية من عملية إعادة الإعمار الكبيرة، بالإضافة إلى إمكانية إجبار إيران على الخضوع للإرادة الأمريكية أو «يتم مسحها من الوجود»، الوفد الأمريكى اخطر الإيرانيين مجدداً بأن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، وأن الرئيس جو بايدن مستاء جداً من التصرف المنفرد لنتنياهو، وأن الأمريكيين وصلوا إلى خلاصة مفادها أن وجود الأخير بسدة الحكم لا يخدم الأمن والسلام العالميين، بعد أن بات خارج السيطرة. وأوضح أن الوفد ذكر أن إدارة بايدن ترغب فى إجراء تغييرات أساسية، وترسيم معادلات إقليمية جديدة تستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى، قبل انتهاء ولايته، ولفت إلى أن نتنياهو «يحاول الهروب إلى الأمام، وافتعال التصعيد بهدف جر المنطقة كلها إلى معركة شاملة»
وانا اكتب هذا المقال كنت انتظر نفيا او تعليقا إيرانيا على ما نشرته الجريدة الكويتية لكن شيئا من هذا لم يحدث وبالتالى أتوقع ما يلى:
– سيكون هناك رد إيرانى «محسوب ومخطط» على نطاق أوسع قليلا من سابقه وربما شارك فيه بقدر محسوب حزب الله وبعض التنظيمات الموالية لإيران فى العراق وسوريا وربما اليمن.
– سيحاول نتنياهو توريط امريكا فى الصدام مع إيران لكن ادارة بايدن لن تفعل.
– ربما أدت تلك التفاعلات إلى جعل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار امراً شبه مستحيل.
– سيحاول نتنياهو اطالة امد الصراع لحين وصول ترامب إلى البيت الأبيض.