أمريكا تعزز وجودها العسكرى.. توقعات بهجوم إيرانى على إسرائيل اليوم.. ومناشدات دولية للتهدئة
تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمى واسع النطاق فى الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران فى عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادى البارز فى حزب الله فؤاد شكر فى ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكرى فى المنطقة.
تعهد القادة الإيرانيون وكذلك حزب الله وحماس الانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الإيرانى على خامنئى بإنزال «عقاب قاس» بإسرائيل، وقال حسين طائب، مستشار قائد الحرس الثورى الإيرانى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يريد تحويل هزيمته أمام حماس إلى حرب إقليمية وإدخال الولايات المتحدة فى الحرب.
أضاف طائب إن العملية المزمع تنفيذها للرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ستكون مفاجئة وتعد أحد السيناريوهات التى لا يمكن قراءتها.
فى السياق، أكد وزير الخارجية الإيرانى بالإنابة على باقري، أن الاحتلال الإسرائيلى تجاوز الخط الأحمر الكبير لايران باغتياله إسماعيل هنية على أرضها، مشددا على أن رد بلاده على هذه الجريمة سيكون حاسما.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفى لباقرى مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستانى محمد إسحاق دار، وأضاف باقري، أن هذا عملية الاغتيال ستؤدى إلى نتيجتين، أولا، رد إيران القاطع على هذه الجريمة، وثانيا، زعزعة الاستقرار والأمن وتصعيد الأزمة فى المنطقة.
فى الوقت نفسه، قال ثلاثة مسئولين أمريكيين وإسرائيليين، إنهم يتوقعون أن تهاجم إيران إسرائيل اليوم الاثنين، وفق ما نقله موقع «أكسيوس» الإخباري. ونقل الموقع عن المصادر الأمريكية والإسرائيلية أنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران وحزب الله سيشنان هجومًا منسقًا أو سيعملان بشكل منفصل.
أضافوا أنهم يعتقدون أن إيران وحزب الله ما زالا يعملان على وضع اللمسات النهائية على خططهما العسكرية وإقرارها على المستوى السياسي. ويتوقع المسؤولون أن يكون انتقام إيران من نفس قواعد الهجوم الذى شنته إيران فى 13 أبريل الذى استهدفت طهران فيه جنوبى إسرائيل وخاصة قاعدة سلاح الجو «بنيفاتيم»- ولكن من المحتمل أن يكون أكبر فى نطاقه – كما يمكن أن يشمل أيضا حزب الله فى لبنان.
فى المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن بلاده على «مستوى عالٍ جداً» من الاستعداد لأى سيناريو «دفاعى وهجومي. واعتبر نتنياهو، أن «إسرائيل تخوض حربا متعددة الجبهات ضد محور الشر الذى تقوده إيران ونحن نضرب كل واحدة من أذرعها بقوة.
واضاف، «مستعد لقطع مسافة طويلة من أجل تحرير كافة المختطفين مع الحفاظ على أمن إسرائيل.واستكمل نتنياهو، «أؤكد أن حماس غير مستعدة للقبول بأى آلية تمنع مرور الأسلحة والمسلحين إلى شمال قطاع غزة. وأشار، إلى أن «حماس هى من تمنع التوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين برفضها للخطوط العريضة وليس نحن».
الى ذلك، كشفت صحيفة إسرائيلية أن الجيش بدأ بالتشويش على نظام تحديد الموقع العالمى «جى بى اس»فى منطقة تل أبيب بهدف تحييد التهديدات، كما فعل سابقا عندما أطلقت إيران وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة ردا على قصف قنصليتها فى دمشق فى أبريل الماضي.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية إن بدء تشويش نظام تحديد الموقع العالمى أثار مخاوف من هجوم إيرانى وشيك، كما حدث قبل 4 شهور، وما تبعه من رد إيرانى بإطلاق 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل.
كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أنه فى ضوء «احتمال التصعيد الإقليمى من جانب إيران أو شركائها ووكلائها»، أمر وزير الدفاع لويد أوستن «بإدخال تعديلات على الموقف العسكرى الأمريكى بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على شتى الحالات الطارئة.
قال البنتاجون إن الولايات المتحدة ستنشر مزيداً من السفن الحربية التى «تحمل صواريخ باليستية دفاعية» و»سرباً إضافياً من الطائرات الحربية» لتعزيز وجودها العسكرى فى المنطقة.
فى الوقت نفسه، أعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن عن أمله فى أن تتراجع إيران عن تهديدها بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية فى طهران.وقال بايدن ردا على سؤال من الصحفيين عما إذا كانت إيران ستتراجع عن موقفها، «آمل ذلك. لا أدري.
خوفًا من التصعيد بين تل أبيب وطهران، حثت فرنسا وبولندا رعاياهما على مغادرة إيران وإسرائيل ولبنان فى أسرع وقت ممكن، وسط تصاعد حالة التوترات فى المنطقة مؤخرًا.
وطالبت الخارجية الفرنسية رعاياها فى إيران بالمغادرة بسرعة، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد الصراع، خاصة أن إيران وحلفاءها اجتمعوا قبل أيام لمناقشة الردود المحتملة على إسرائيل.
كما دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة لبنان «فور الإمكان» فى ظل المخاوف من اشتعال الوضع فى المنطقة على خلفية الحرب فى غزة. وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية فى توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان أنه «فى سياق أمنى متقلب جدا، نلفت مجددا انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زالت هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان.
بعد فرنسا، نصحت بولندا رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل وإيران، مع استمرار تصاعد التوترات فى المنطقة.. حيث ذكرت وزارة خارجيتها أنه: «فيما يتعلق بعدد متزايد من السياح البولنديين الذين يزورون لبنان وإسرائيل وإيران، نود أن نكرر أننا نصحنا منذ فترة طويلة بعدم السفر إلى هذه المنطقة بأى شكل من الأشكال بسبب الوضع الأمنى غير المستقر.
كذلك، نصحت كندا مواطنيها بتجنب جميع أنواع السفر إلى إسرائيل، قائلة إن الصراع المسلح فى المنطقة يهدد الأمن وقالت الحكومة الكندية فى توجيهات للسفر أصدرتها لرفع مستوى التحذير من السفر إلى إسرائيل: «الوضع الأمنى قد يتدهور أكثر دون سابق إنذار».
من جهتها، أعلنت السويد إغلاق سفارتها فى بيروت، ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد وفى مؤشر على القلق المتزايد، أوقف العديد من شركات الطيران رحلاته إلى مطار بيروت، ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس. ومددت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من الاثنين. كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 أغسطس.
كما أعلنت شركة طيران أوروبا الإسبانية، إلغاء رحلاتها بين مدريد وتل أبيب فى الفترة من 4 إلى 7 أغسطس «بسبب الوضع فى إسرائيل، ولأسباب خارجة عن إرادة طيران أوروبا»، حسبما قالت صحيفة الإسبانيول.