التصعيد هوعنوان المشهد الحالى فى الشرق الأوسط، ومنذ اندلاع حرب غزة وكل يوم هناك تصعيد بين إسرائيل والمقاومة فى لبنان واليمن والعراق وسوريا، وبعد اغتيال إسماعيل هنية فى إيران والانفجار فى الضاحية الجنوبية فى بيروت، توشك إيران على القيام بضربة انتقامية ضد إسرائيل للمرة الثانية، وهناك استعدادات عسكرية أمريكية وإسرائيلية لصد الهجمة المتوقعة، وباستطلاع آراء الخبراء العسكريين لمعرفة مدى هذه الضربة الإيرانية .
قال اللواء د. نصر سالم المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، ان إيران تمتلك ترسانة اسلحة وقادرة على الرد الموجع لإسرائيل على حادثة اغتيال اسماعيل هنية، وإسرائيل سوف تدافع عن نفسها، متوقعا ان لا تقوم إيران حاليا بهذه الضربة، لأنه ليس من مصلحتها ان تدخل حرباً مفتوحة فى المنطقة، وهى تسابق الزمن لإنهاء تصنيع القنبلة النووية قبل الانتخابات الأمريكية، وان تكون فى صالح المرشح الجمهورى دونالد ترامب الرئيس السابق لانه سوف يكون أكثر شراسة فى حماية مصالح أمريكا فى المنطقة، واكثر مساندة ودفاعًا عن إسرائيل.
اوضح ان إيران يجب ان يكون لها رد فعل، وخاصة على المستوى على الشعبي، لذا فإن التصعيد الحالى هوحرب نفسية من أجل الردع، والايحاء للمنطقة بأن إيران تخيف المنطقة، وأن هناك ضربة كبرى محتملة، وتمتلك القنبلة النووية، وتزيد من أدواتها، وتكون لديها قدرة على الردع وفرض سياستها.
سالم يرى ان هناك أربعة سيناريوهات متوقعة للرد الإيراني، اولها الرد الوردي، وهوما يتوقعه بأن تظل التهديدات بالرد الموجع وحرب نفسية دون تنفيذه، فيحدث استنفار إسرائيلى وتخوفات، وهى مكلفة جدا اقتصاديا، والسيناريوالمخيف وهوالوصول الى الحماقة وبأن توجه إيران ضربة موجعة بالفعل، وهوما تريده إسرائيل، ويريده نتنياهومن اجل صرف الانظار عن حرب غزة، لان تبعاتها على الكيان كبيرة وخاصة فى محكمة العدل والجنائية الدولية ومجلس الامن، وسوف تكون خسائر الحرب كبيرة، وتعطل الحلم الإيرانى لامتلاك سلاح نووي، والمعركة ليست معركتها، والسيناريوالثالث، وهو السيناريوالشيعى أوالضربة الاسوأ، وهوما تحدثت عنه الصحف الغربية، ان تكون هناك ضربة من محاور المقاومة فى نفس الوقت، وهنا سوف يتم استنفار المنطقة كلها، والخسائر سوف تكون غير محدودة، والسيناريوالرابع المحتمل، وهوتوجيه ضربة كارتونية، مثلما حدث فى المرة السابقة .
سالم يشير إلى ان مصر توقعت هذا السيناريو الاقليمى مبكراً وحذرت من الانجراف اليه لكن للاسف لم يدرك أحد حجم الخطر ولم يستمعوا للنداء المصرى .
قال اللواء محمد الغباري، ان ما يحدث حاليا مجرد تمثيلية سمجة ومكررة، من اجل تنفيذ خطة الشرق الاوسط الكبير، وان هذه هى اللحظة المناسبة لهم، والتصعيد فى صالح بقاء القواعد العسكرية وزيادة انتشارها فى المنطقة، وإيران هى الفزاغة التى تجعل من امريكا مندوب الحماية من شرها، وإسرائيل وإيران لديهما علاقات على مدى التاريخ، وهناك تعهدات فى 1950 من إيران بحماية الدولة اليهودية.
قال ان الاساطيل والطائرات والاسلحة الأمريكية التى تم نشرها، موجودة فى الأصل فى البحر المتوسط وفى النقب، وكل ما فعلته أمريكا انها قامت بإعادة نشرها.
اضاف ان ما نراه اليوم على الشاشات هوالتقسيم الجديد للمنطقة، ومصر ليس غائبًا عنها كل هذه المحاور، وتعمل على تغليب المصلحة الوطنية، وعدم المساس بالامن والاستقرار، والتهدئة.
قال اللواء طارق البرقوقى خبير استراتيجى ان الهدف الرئيسى للغرب هوعدم استقرار المنطقة، وهدف رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، الاستمرار فى الحرب، حتى الوصول الى الانتخابات الأمريكية.
مضيفاً ان مصر لديها قيادة حكيمة استطاعت ان تحمينا من كل هذه الأوهام الاقليمية والصراعات، ولدينا اليات للردع، والجيش المصرى قادر على مواجهة اى تهديدات، قد تهدد الأمن القومى المصرى ان مصر قيادة وشعبا لديهم الوعى بالتطورات، ويدركون كيف يتم وزن الأمور بميزان من ذهب، فقد كان موقفنا ثابت من القضية الفلسطينية، وذلك برفض التهجير ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وتقديم المساعدات اللازمة، والحفاظ على الاستقرار.