يجب ألا يمر حريق منطقة العتبة الأخير مرور الكرام كما حدث سابقا وأن يعاد النظر إلى هذه المنطقة التى تضم جزءاً من تاريح مصر وممرا إلى العديد من المناطق السياحية الإسلامية والأثرية.. لا شك أن الحريق المتكرر لن يكون الأخير إذا استمر الوضع على ما هو عليه ويؤكد أن الاشغالات مازالت تمثل وجعا فى قلب مصر.. وصداعاً فى رأس متخذ القرار.. وتعمقت أزماتها بمرور الوقت وأستفحلت حتى تخيل البعض صعوبة حلها وتنظيمها وبدت فى معظم الأحيان مستعصية على الحل وهى ليست كذلك إذا كانت هناك إرادة حقيقية من الدولة لوضع حل عملى لها.. خاصة وقد أصبحت القوانين مخترقة لأصحاب المصالح ممن يفترشون الأرصفة ويحتلون الشوارع ومن يرعونهم من أصحاب السبوبة فى الأحياء والمحليات.. جهود تبذل من شرطة المرافق التى يقع على عاتقها مهمة المواجهة.. وكذلك المحافظون ورؤساء الأحياء ولكنها جهود أشبه بمن يحرث بإبرة فى البحر.. فلا فائدة من هذه الجهود إن لم تكن هناك قوانين وإجراءات رادعة للمخالفين وضمير من موظفى الأحياء.
ومع تطور لعبة القط والفأر بين الباعة الجائلين والأحياء وشرطة المرافق.. وسهولة وسائل الاتصال بين البائع وبعض موظفى الأحياء مقابل المعلوم سواء نقدياً أو عينياً أو كلاهما معا لإعلامه أن هناك حملة.. افترش الباعة والمحلات باطمئنان الأرصفة والشوارع وتحولت الشوارع وخاصة بالقاهرة إلى أسواق مفتوحة.. وهناك حملات مكبرة ومصغرة تقوم بها الدولة ولكن سرعان ما يرتد الشارع إلى سابق عهده ويسترد المخالف ما تم مصادرته بالواسطة إذا كان من المحظوظين أو بعد دفع الغرامة غير الرادعة وترجع ريمة لعادتها القديمة.. لابد من تنظيم الباعة الجائلين من خلال رؤية شاملة وواضحة وشفافة.. وإعادة الرونق والجمال للشارع المصرى الذى يئن ويتوجع ويتألم مما أصابه من قبح وتشويه وتسيب وتلاعب سواء فى غفلة من المسئولين أو من خلال أصحاب المصالح ورجال السبوبة وما أكثرهم.. وإذا أراد رئيس حى أن يفعل لأنجز وحول القبح إلى جمال.. والمشيب إلى شباب.. ولكن للأسف أغلب رؤساء الأحياء قابعون فى مكاتبهم المكيفة جالسون على مقاعدهم الوثيرة.. الشيء الوحيد اللافت للنظر بالقاهرة وجود جهود ملموسة من هيئة النظافة والتجميل سواء فى نظافة الشوارع مقارنة بالفترة السابقة أو فى تنسيق الحدائق ولكن كل ذلك يهدر أمام قبح الاشغالات.. لذلك يجب أن تعمل الحكومة الجديدة من خلال وزيرة التنمية المحلية والمحافظين ورجالهم فى الأحياء على أرض الواقع للقضاء على الاشغالات فى إطار منظومة واضحة معلومة.