مثلت الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة والتى قاربت من دخول عامها الثاني.. حلقة من حلقات المؤامرة الغربية (الإسرائيلية) ليس على الشعب الفلسطينى فحسب.. بل على قناة السويس أيضا.. فهذه الحرب العدوانية بقدر ما خلفت من ربع مليون شهيد وجريح ومهجر من فلسطينى الداخل بل وآلوف البيوت والمؤسسات التعليمية والطبية المهدمة.. بقدر ما هدفت إلى خلق بديل آخر عن قناة السويس كطريق للملاحة الدولية.. وهذا البديل يمثل هدفاً قديماً للاحتلال سرعان ما بدأت الاشارة إليه بعد طول معاناة لطريق السويس سواء من الضربات الجوية لليمن نحو السفن الذاهبة للعدو أو سواء خلق بدائل جغرافية وإستراتيجية للقناة من خلال محاولة إعادة إحياء المشاريع القديمة وعمل قناة بطول 180كم داخل شمال غزة وصلاً لخليج العقبة بالبحر المتوسط مروراً عبر الكيان الإسرائيلى وما يقضمه من أرض فى هذه الحرب العدوانية.. بحجة أن قناة السويس لم تعد آمنة ولابد من خلق البديل الغربى (الصهيوني) لها وهذا البديل هو قناة تسمى (قناة بن جوريون) أحد المؤسسين الكبار للكيان الصهيونى..! هذه المؤمراة رغم فشلها الحالى ورغم تمسك الفلسطينيين بغزة كاملة دون قناة تخترقها ورغم تمسك مصر بقناتها القديمة الجديدة (قناة السويس) ورغم أن المشروع الإسرائيلى وهم كبير إلا أن الأطماع الغربية وتحديداً (اليهودية) يعاد إحياؤها وعلينا أن ننتبه ونحذر!
> التاريخ يحدثنا عن أولى هذه المحاولات التى رفضها المستعمر وقتها قبل حوالى (82 عاماً مضت تحديداً فى العام 1943) لأسبابه الخاصة والتى ليس منها – بالمناسبة – مصلحتنا فماذا عن هذه الأطماع القديمة التى تتجدد بعد العدوان الصهيونى على غزة.
>>>
> أول وثيقة تكشف «مشروعاً بديلاً لقناة السويس واقتطاع رفح والعريش من مصر» قبل إنشاء إسرائيل
كشفت وثائق عن أن بريطانيا درست، قبل 82 عاماً، إنشاء «منطقة تنمية عملاقة» تمتد من جنوب مدينة العقبة الأردنية حتى مدينة غزة، وتشمل مدينتى رفح والعريش فى شمال شبه جزيرة سيناء المصرية.
وتقول الوثائق، وهى الأولى من نوعها، إن رجل أعمال أمريكيا يهودياً صهيونياً من أصل روسى اقترح المشروع على الحكومة البريطانية بقيادة ونستون تشرشل، قبل إعلان قيام إسرائيل فى فلسطين بخمس سنوات.
وتضمن المشروع حفر قناة بديلة لقناة السويس تنهى اعتماد بريطانيا على القناة المصرية فى حركة النقل وخدمة المصالح البريطانية فى الشرق الأوسط.
فى عام 1942، أرسل المهندس المعمارى ورجل الأعمال ويليام إل غوردن، مالك شركة ويليام إل غوردن وشركائه للمقاولات والأشغال العامة، ومقرها مدينة نيويورك الأمريكية، مشروعه المقترح إلى مكتب تشرشل.
وجاء ذلك بعد 25 عاماً من صدور إعلان بلفور، الذى وعدت فيه بريطانيا اليهود بإنشاء وطن لهم فى فلسطين، التى كانت تحت الانتداب البريطاني، وكانت بريطانيا تحتل مصر.
كان محور المشروع، الذى وصفه غوردن بالعملاق، هو إنشاء قناة تمتد من العقبة إلى غزة فى فلسطين. ولذا، فقد سمى المشروع «قناة العقبة»، وتضمن:
أولاً: قناة تبدأ من جنوب العقبة، ببضعة كيلو مترات، على البحر الأحمر، ما يعنى اقتطاع جزء من شرقى شبه جزيرة سيناء، وتنتهى إلى غزة على البحر المتوسط. وتكون القناة العمود الفقرى لخطة لـ «تنمية منطقة القناة» الجديدة. ويبلغ طول القناة 177 كيلو متراً، وعرضها 500 قدم، وعمقها 50 قدماً. ويستغرق حفرها 3 سنوات.
توقع غوردن أنه بهذه المواصفات، ستكون «قناة العقبة فريدة من نوعها» لأنها ستكون «أطول وأوسع وأعمق من أى قناة حالية مثل قناتى السويس وبنما».. وأكد أنها «تفادى عيوب قناة السويس».
ثانياً: منطقة تنمية شرقى القناة، وتقع فى داخل أراضى فلسطين التاريخية. وهى قطاع من الأرض عرضه نحو 8.5 كيلو متر، وطوله 177 كيلو متراً، بطول القناة المقترحة. وستكون كل بوصة «منتجة»، تأخذ شكل «قرية زراعية»، أو «بلدة للمشاريع والأعمال»، أو «منفذ للمنتجات الزراعية»، أو «مدينة كبيرة للصناعة والتجارة».
ثالثاً: منطقة تنمية غربى القناة تتسع لتشمل جزءًا من شمال وشمال غربى سيناء. ووفق خرائط غوردن المقترحة، فإنها تمتد فى داخل حدود سيناء على البحر المتوسط لتشمل رفح المصرية والعريش.
رابعاً: خط سكة حديد ذو اتجاهين يحتضنان ضفتى القناة الجديدة.
خامساً: خط سكة حديد ثانٍ يبدأ من منتصف القناة الجديدة إلى نقطة الحدود المصرية التى اقترح غوردن أن تكون ما بعد رفح حتى العريش.
سادساً: طريق أسمنتى وسط المنطقة الغربية، وفى منتصفها، يتفرع إلى فرعين الأول يتجه إلى غزة، والثانى إلى العريش.
وأطلق رجل الأعمال الأمريكى على بعض المدن الكبيرة التى سوف تنشأ فى منطقتى القناة الجديدة أسماء مثل غزة الجديدة، بئر السبع الجديدة، العقبة، وينستون (رئيس الوزراء البريطاني) وفرانكلين (الرئيس الأمريكى فرانكلين رزوفلت).
>>>
وفى أبريل عام 1943، أى بعد عام من الدراسة، تلقى غوردن رسالة من مدير مكتب تشرشل تقول: «أبلغك بأنه (تشرشل) يأسف، إذ إنه فى ظل الظروف الحالية، ليس بإمكانه أن يعطى هذا المشروع التشجيع الذى تطلبه».
لم يعطِ البريطانيون، وفق ما جاء فى الوثائق، غوردن أسباباً محددة لرفضهم دعم مشروعه.
غير أنه بعد أربع سنوات أعيد فتح الملف مرة أخري. فلم تكد تمر ستة شهور على إعلان انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وقيام إسرائيل، حتى شرع مكتب شئون المستعمرات وإدارة شئون الشرق الأوسط فى وزارة الخارجية فى بحث إمكانية ترك حامية بريطانية دائمة فى أى من مناطق فلسطين، ووضع ترتيبات للدفاع عن قناة السويس. وفى هذا السياق، أعيد طرح فكرة قناة العقبة – غزة، واحتمال إنشاء ممر بريطانى فى صحراء النقب.
وحسب برقية داخلية موجهة إلى وزارة الخارجية، قال سير جون روبرت تشانسلر، مدير إدارة المستعمرات إنه «جرى دراسة مشروع قناة غزة – العقبة. غير أن التفكير كان هو أن الصعوبات الهندسية بالغة للغاية، ويحتاج المشروع العديد من ملايين (الجنيهات الاسترلينية) لتطبيق الفكرة».
>>>
> رفض المشروع وقتها.. لكن الفكرة الصهيونية (الغربية) ظلت قائمة ولاتزال أحد المستهدفات الكبرى للعدوان على غزة (عام 2024) بعد ثمانين عاماً من المشروع الأول.. هو قناة السويس والأمن القومى المصرى وإنهاء القضية الفلسطينية بـ (التهجير) وفرض التدمير لغزة بالكامل وتحويلها من (جغرافيا) إلى (تاريخ وذكري).. وهذا ما لم يستطعه ولن يستطيعه الصهيونى مهما تجرأ وعلا!
«ملاحظة هامة على الهامش: وزارة التنمية المحلية ووزارة البيئة تبذلان جهوداً كبيرة لاصلاح الشوارع و(رئاسة الاحياء) بمقاهيها غير المرخصة وأرصفتها المتكسرة وإمكانياتها الكبيرة لا تفعل شيئاً فقط (إدارات المخلفات على تنوعها وكثرتها) تنام فى العسل ولا تفعل إلا ما يريده البلطجية.. (حى المعادى نموذجا) سنعود إليه فى كل هذه التفاصيل ولا عزاء لرؤساء الاحياء».