هل أصبحت الثانوية الأزهرية «بعبع» الطلاب.. وهل دخلت امتحانات الثانوية الأزهرية دائرة القلق لكل بيت مصري.. أم هل أصبحت صفحات السوشيال ميديا بمثابة سيف مسلط على رقاب انضباط الثانوية الأزهرية التى يحرص عليها الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر.. ويبقى السؤال: هل يستجيب القائمون على العملية التعليمية لضغوط محركات السوشيال ميديا.. أم يسيرون فى طريقهم لعملية التصحيح لمستقبل طلاب الأزهر؟
رصد نتائج الثانوية الأزهرية على مدى السنوات الماضية يكشف أن نسبة النجاح دائماً فى مربع الخمسين بالمائة ففى عام 2020 – 2021 بلغت نسبة النجاح العامة 51.25 ٪ بنسبة 61.65 ٪ فى القسم العلمى 46.50 ٪، فى القسم الأدبي، وقد بلغ عدد المتقدمين فى ذلك العام 106 آلاف طالب وطالبة، وفى عام 21-22 بلغت النسبة العامة للنجاح فى الثانوية الأزهرية «57.31 ٪»، فى الأدبى «50.97 ٪»، وفى القسم العلمى «68.55 ٪»، وبلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحان «107» آلاف طالب وطالبة، بينما بلغت نسبة النجاح فى دفعة 22/23 «52.38 ٪»، 46.63٪ فى القسم الأدبي، 59.34 ٪ فى القسم العلمي، وفى دفعة العام الحالى للثانوية الأزهرية بلغت نسبة النجاح العامة 50.50 ٪، 60.87 ٪ فى القسم العلمى و42.06 ٪ فى القسم الأدبي.
قيادات الأزهر لهم رؤية مهمة فى هذا الأمر، طرحوها لـ «الجمهورية» مؤكدين أنهم لن يخضعوا لابتزاز كتائب السوشيال ميديا الذين يريدون تخريب العملية التعليمية، بهدف تحقيق رغبات وعواطف شخصية يديرها أصحاب «السناتر» التعليمية ممن لا يشغلهم سوى جمع أكبر قدر من الأموال على حساب مصلحة ومستقبل الوطن فى تخريج طالب لديه القدرة على الابتكار وليس مجرد شهادة لا تترجم حقيقة حاملها.
أوضح قيادات الأزهر أن النتائج تعبر عن الواقع وأن تطوير التعليم الأزهرى يسير بخطى ثابتة وإشراف الإمام الأكبر، أضافوا أن لجنة تطوير المناهج تنعقد بصفة مستمرة لمراجعة الآليات التى يجب أن تتضمنها العملية التعليمية بصورة هادئة لا تحدث الضجيج الذى يؤثر على استقامة العملية الدراسية، مؤكدين رفضهم المبالغة فى إطلاق أوصاف غير واقعية على نسبة النجاح فى الشهادة الثانوية الأزهرية.
أشار قيادات الأزهر إلى أن نسبة النتائج لا تصيبهم بالذعر وإنما تجعلهم يطمئنون على أن المستهدف الذى وضعوه منذ سنوات يسير فى الاتجاه الصحيح حتى يكون خريج الأزهر من التعليم الأساسى قادراً على أن يقتحم المجال الجامعى بقدرة على الإبداع وليس مجرد آلة تلقين، فالقصة ليست بنسبة نجاح مرتفعة وإنما قدرة على تقديم طالب يمتلك قدرات حقيقية، مشددين على أنهم بدأوا الطريق وسيواصلون السير حتى نهايته لأن ما يفعلونه يصب فى رؤية مصر 2030 إضافة إلى أنه يحقق رؤية الأزهر فى معالجة القصور الذى أصاب العملية التعليمية خلال فترات سابقة بالحرص على إظهار نتائج إيجابية لإرضاء الرأى العام بينما تم تصدير آلاف من الطلاب إلى الجامعة وهم لا يجيدون الكتابة الصحيحة، مما أسهم فى كارثة انتهت بفشلهم بعدما استنفدوا مرات الرسوب بالجامعة، لكنهم قبل الفشل أسهموا فى التأثير على فرصة المتميزين من خلال مزاحمة فى المقاعد والمعامل ومناهج الدراسة والبحث، لكنها مزاحمة لا تحقق الجدوى بل مجرد إثبات حضور، والدولة الآن ترفض سياسة المجاملة على حساب المخرج النهائي.
أضافت قيادات الأزهر أن التطوير والتصحيح لا يعارضه سوى راغبى العيش فى الأوضاع الخاطئة، لذلك فإنهم اعتادوا الهجوم منذ تصديهم لمحاولات الغش الجماعى فى المحافظات المختلفة، لدرجة أن بعض المحافظات كانت توصف بأنها «بعبع» المراقبين حيث كان الأهالى يمارسون فيها محاولات «غش» جماعي، لكن الأزهر وقياداته بالتعاون مع الشرطة استطاعوا منع تلك المهاترات، وتم استحداث طرق لتأمين الامتحانات تمنع تسريبها عبر منصات الغش الإليكتروني، ولأننا أغلقنا «حنفية» التحايل فلن نجد من يصفق لنا سوى أصحاب الضمائر أما غيرهم فإن هجومهم علينا لن يهدأ.