مع استمرار العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وموجة الاغتيالات الأخيرة التى نفذتها تل أبيب فى المنطقة، أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب اقليمية موسعة عواقبها ستكون كارثية.
أعرب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، أمس عن «قلقه الشديد» إزاء تصاعد التوتر فى الشرق الأوسط، حيث حث رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى القطاع، بحسب «وكالة رويترز».
فى الوقت نفسه، قال بايدن إنه ناقش مع نتنياهو خلال اتصال هاتفى، الجهود المبذولة لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات الإيرانية بما فى ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مؤكداً على التزام بلاده بأمن إسرائيل فى مواجهة أى تهديدات من إيران.
وأثار نهج الاغتيالات الذى نفذته تل أبيب خلال الأيام القليلة الماضية مخاوف من تحول الصراع فى غزة إلى حرب واسعة النطاق فى الشرق الأوسط.
على جانب آخر أكد جيش الاحتلال أنه هاجم مبنى عسكرى تابع لحزب الله ونجح فى اعتراض هدف جوى مشبوه كان يعبر من الأراضى اللبنانية.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن تقديرات تشير إلى أن إيران قد ترغب فى اطلاق صواريخ من أراضيها نحو إسرائيل.
كل هذه التطورات أدت إلى حالة من الترقب لأى رد وشيك من إيران أو من وكلائها بالمنطقة، ومن بينها اسرائيل التى تعيش فى حالة من الرعب دفعتها لإجراءات تأهب قصوى، حيث كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن استعدادات قوات الاحتلال لأى رد فعل محتمل، من حزب الله وإيران.
وأضافت القناة أن «الطائرات المقاتلة تكثف دورياتها الجوية على الحدود، كما أن العشرات من الطائرات المسلحة الإضافية جاهزة على مدارج الطائرات للدفاع والهجوم».
وكإجراء احترازى، وزعت الحكومة الإسرائيلية هواتف تعمل بالأقمار الصناعية على وزرائها، وليس فقط على أعضاء مجلس الوزراء المصغر «الكابينت»، لضمان استمرارية الاتصال فى حال انهيار شبكة الهواتف المحمولة، فى حال اندلعت حرب مع إيران وحزب الله.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى شدد خلال اجتماع عقد أمس، على التأكد من أن الهاتف مدعوم بمولدات مملوءة بالديزل، لكنه طالب «عدم نشر الذعر.»
كما فتحت السلطات المحلية بعدة مدن فى إسرائيل الملاجئ، وأجرت تدريبات على عمليات الانقاذ وتقديم المساعدة والتبرع بالدم.
فى الوقت نفسه، يجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت مشاورات حول الرد الإسرائيلى على الهجوم المتوقع، حيث صرح مسئول سياسى إسرائيلى بأن حالة التأهب قد تستمر لأيام تحسبا لأى رد انتقامى من إيران أو حزب الله اللبنانى.
وبحسب موقع «أكسيوس»، قال مسئول إسرائيلى كبير إن هناك تقارير أمنية اسرائيلية تتوقع بأن تشن إيران هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل.
من جانبهم وجه نواب فى الكنيست الإسرائيلى تحذيراً للحكومة فحواه أن «خطة الجيش الحالية للتوغل البرى فى جنوب لبنان مغلوطة».
ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن أعضاء اللجنة الخارجية والأمن البرلمانى فى «الكنيست»، قولهم إن «الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأساوى له عواقب غير مسبوقة، لأنها لم تراع الأخطاء التى ارتكبت فى التوغل البرى داخل قطاع غزة».
وأشاروا إلى أنهم «يؤيدون التوغل البرى فى لبنان من حيث المبدأ، لكن الخطة التى عرضت عليهم ستؤدى إلى البلبلة وليس الحسم».
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قد أكد فى وقت سابق، بأن تل أبيب يجب أن تنتظر الرد الذى سيأتى حتماً، تلك التصريحات التى جاءت فى أعقاب اغتيالها فؤاد شكر المسئول عن إدارة عمليات الحزب فى جنوب لبنان.
وقال نصر الله إن المعركة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة على كل الجبهات، مضيفاً فى خطاب له من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت أمام حشد من أنصاره أن «إسرائيل لا تعلم إلى أى مدى تجاوزت الخطوط الحمراء»، فى إشارة إلى اغتيال فؤاد شكر، وكذلك اغتيال إسماعيل هنية فى طهران.
فى السياق، قال رئيس الأركان الإيرانى محمد باقرى إن طهران تدرس حالياً مع الفصائل الموالية لها طريقة الرد على إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، مضيفاً أن «إسرائيل ستندم على ما فعلته».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسئولين إيرانيين قولهم إن القادة العسكريين فى طهران «يفكرون فى هجوم مشترك بطائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف عسكرية فى محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الضربات على أهداف مدنية».
كما ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن هناك مؤشرات بالانتقام العنيف على اغتيال هنية فى طهران، وفؤاد شكر فى بيروت.
ولم تغفل الصحيفة العبرية رد الحوثيين فى اليمن الذين لا يزال لديهم «حساب مفتوح» بعد الهجمات على ميناء الحديدة، لكن الجريدة لم تتطرق إلى تكهنات هذا الهجوم، واصفه ذلك بأنه لايزال غير واضحاً.
ورغم أن التقديرات فى تل أبيب تشير إلى أن الهجوم بقيادة إيران سيكون كبيرا ومنسقا مع «وكلائها» فى الشرق الأوسط، مشابها للهجوم السابق فى أبريل، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن سيناريو آخر يتم التفكير فيه فى «محور المقاومة» الإيرانى هو تنفيذ هجمات منفصلة.
وتوقع مسئولون أمريكيون أن يأتى الرد الإيرانى مشابها لهجوم 13 أبريل الماضى على إسرائيل، لكن قد يكون أكبر وأكثر تعقيدا، وأضافوا أنه من المحتمل أن تشن طهران هجمات من الميليشيات التابعة لها على القوات الأمريكية فى العراق وسوريا.
كما أفاد المسئولون أن «وزارة الدفاع الأمريكية ناقشت مع القيادة المركزية الأمريكية التعديلات التى يجب إجرائها على وضع القوة الأمريكية فى الشرق الأوسط».
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن واشنطن تستعد لإرسال مقاتلات اضافية للمنطقة رداً على التهديدات المحتملة من ايران ووكلائها على إسرائيل.