ما جاء فى حفل افتتاح أولمبياد باريس حدث جلل يفتقد تماماً للبناء الأخلاقى وأصابنا جميعاً ببالغ الأسى والاستنكار ونحن نرفض الإساءة والإهانة لرموز المسلمين والمسيحيين ولمقدساتهم لأن الإساءة إلى سائر الأديان عواقبه وخيمة.
انطلق مؤخراً المؤتمر التاسع للأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء فى العالم الذى تعقده دار الإفتاء المصرية ووفقت دار الإفتاء فى اختيار موضوع المؤتمر والذى جاء بعنوان»الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع».
رفض الجميع فى المؤتمر ما حدث فى حفل افتتاح أولمبياد باريس من تعرض غير لائق لمقام سيدنا المسيح عيسى ابن مريم- عليه السلام- وقد أدانه الأزهر الشريف وإمامنا الأكبر، وأدانته دار الإفتاء المصرية وأعلنت وزارة الأوقاف صراحة الإدانة البالغة لهذه الإهانة، وأدانه الحبر الأكبر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وأدان هذا الحدث مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك.
كما ادان تلك التجاوزات رعاة الكنيسة المعمدانية الإنجيلية والأساقفة والمطارنة المصريون فى أمريكا وكندا والكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا وتوالت ردود الفعل المنكرة فى الرأى العام الدولى مما دفع منظمى الأولمبياد إلى حذف الفيديو ودفع المتحدثة باسم الأولمبياد فى مؤتمر صحفى إلى أن تعتذر قائلة وإذا شعر الناس بأى إساءة فإننا متأسفون حقا، نعم نشعر بالإساءة فإن الإساءة لنبى واحد من أنبياء الله- عز وجل- ورسله كالإساءة لهم جميعاً، فقد قال نبينا ومولانا محمد- صلى الله عليه وسلم- الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وإنى أولى الناس بعيسى ابن مريم.
وانتهز المشاركون فرصة المؤتمر وأعلنوا أنه لا يمكن التقدم إلى تعارف جاد بين الحضارات فى ظل الاستهانة أو الإهانة للرموز والمقدسات الدينية وطالبوا كافة القيادات الدينية فى العالم انطلاقاً من هذا المؤتمر الموقر إلى حملة توعية شاملة تتعامل مع هذه الأزمات بمنتهى الرقى اللائق بقيم الأنبياء الكرام، القيم التى تطفئ نيران الفتن وتنشر فى مختلف المنابر الفكرية والثقافية ووسائل التواصل والسوشيال ميديا تعريفاً صحيحاً بسيدنا محمد وبسيدنا عيسي- عليهما صلوات الله وتسليماته- وبما جاءا به من الهدى والنور والإكرام للإنسان والتجمل بالأخلاق مع المعتدى والمسيء..وهذه فرصة طيبة ليبدأ العالم مرحلة جديدة من نبذ العنف والكراهية والتحلى بالأخلاق والتسامح وأعتقد ان الرسالة قد وصلت اليهم بشدة هذه المرة وعرفوا جيدا أنهم من يبدأون بالإساءة وان العالم الإسلامى كله يقف لهم بالمرصاد.
سوف تظل مصر منارة العلم والوسطية الدينية وهذا ظهر بوضوح فى أزمة أولمبياد باريس فمنذ اللحظة الأولى أعلنت كافة المؤسسات الدينية المصرية رفضها التام لهذه الأفكار الشاذة التى تعبر عن نفوس مريضة تهدف إلى هدم كل القيم والمبادئ وللأسف الشديد يريدون نشر تلك الأفكار الهدامة إلى مختلف الدول وخاصة الدول العربية ولكن مؤسساتنا الدينية تقف لهم بالمرصاد.