تبنى أعضاء الكونجرس الامريكى لوجهة النظر الإسرائيلية التى طرحها نتنياهو أمامهم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل ماضية فى مشروعها الاستعمارى المبنى على تنفيذ أكبر عملية إبادة جماعية للشعب الفلسطينى واستهداف قيادات محور المقاومة بدعم أمريكى صريح دون النظر لمخاطر ما قد يودى إليه من اشتعال النيران فى الإقليم كله للتأكيد على مشروعها التوراتى «إسرائيل الكبري» فضلا عن ترميم صورتها الذهنية التى تحطمت يوم ان نفذت حركة حماس عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى والتى طالما أسستها على قوة الردع العسكرى واليد الطولى للموساد التى تستطيع أن تصل إلى أبعد ما يتصوره أحد.
رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى النتن ياهو عاد من الولايات المتحدة الامريكية مزهوا بأكاليل النصر المزعوم الذى ظن أنه حصل عليه من حفلة التصفيق المبالغ فيها من أعضاء الكونجرس خلال كلمته، وتأكيدات الإدارة الأمريكية أنها ستفعل المستحيل لحماية الكيان الإسرائيلي، وبدلا من أن ينصت لصوت العقل ويعلن البدء فى صفقة التبادل أشعل المزيد من النيران فى لبنان وإيران وغزة.
فى الشمال على الحدود مع لبنان حاول أن يستغل حادثة سقوط صاروخ بمجدل شمس المحتلة للتحرش بحزب الله اللبنانى فوقع فى أول أخطائه فى توسيع دائرة العدوان وتغيير قواعد الاشتباك ليصل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لاستهداف أحد قادة حزب الله اللبنانى الكبار- فؤاد شكر- وهو الحادث الذى سيصب المزيد من الزيت على النار المتأججة، فحزب الله اللبنانى لديه مخزون ورصيد كبير من الصواريخ والعناصر البشرية المدربة فضلا عن خطوط إمداد طويلة تمكنها من الاستمرار فى الحرب سنين طويلة إذا ما اندلعت الحرب الحقيقية.
فى إيران استهدفت إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس والذى كان يمثل خط الاتصال المباشر مع قادة المقاومة فى غزة فى عملية التفاوض، وذلك خلال مشاركته فى حفل تنصيب الرئيس الإيرانى المنتخب فى العاصمة طهران، ضاربا عرض الحائط بجهود الوسطاء لوقف العدوان وبدء صفقة التبادل بين حركة حماس والكيان الإسرائيلى والقضاء على أى بادرة لوقف الحرب وهو ما أعتقد أنه سيؤدى بقادة المقاومة إلى المزيد من التعنت والاستمرار فى المقاومة مهما كانت التضحيات.
إسرائيل تعتقد بجرائمها أنها حينما تلجأ إلى مثل هذه الأساليب من القتل والاستهداف أنها سوف تردع الباقين وأنها إذا اغتالت حسن نصر الله ذاته أو حتى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية فهى تراهن على تراجع تلك القيادات عن خياراتها التصعيدية خوفا على حياتهم ولكنها لا تعلم أن هناك الملايين الغاضبين قد يدفعهم هذا الغضب للانخراط فى عمليات عسكرية ضد الكيان الإسرائيلى ردا على ما يقوم به من جرائم وحشية.
فالأيام القادمة حبلى بالمزيد من الأحداث السـاخنة التى ربما قد تجر الشرق الأوســط للمزيد من أنهار الدم التى ستطال الكيان الإســرائيلى بلا شك مهما حاول الاحتماء بالإدارة الأمريكية.