تعودنا فى كل عام وفى مثل هذه الأيام أن نترقب الإعلان عن حركة الترقيات والتنقلات لضباط الشرطة حيث تتباين المشاعر بين التهنئة لمن تم تصعيده أو نقله من موقع إلى موقع آخر أو من استمر فى مكان عمله.. والتعاطف مع من تمت إحالته للتقاعد من منطلق إنه أوفى العطاء خلال سنوات عمله.. ولكل هؤلاء وهؤلاء أقول ان التغيير من سنن الحياة وأن المناصب لا تدوم وإنه من المهم أن يتقبل كل منا القرار الذى صدر بشأنه.. فمن أوفى العطاء عليه أن يستعد لمرحلة جديدة فى حياته يحاول من خلالها أن يحقق ما عجز عن تحقيقه إبان فترة عمله وأن يستمتع بالحياة وأن يعتبر القادم هو بداية وليست نهاية…وأما من بقى فى الخدمة فعلية ان يستكمل مشوار الكفاح والنجاح وأن يجتهد لتطوير الأداء وأن يضع ميزان الجهد والعدل والإنسانية صوب عينيه وأن يعمل لصالح الوطن والمواطن الشريف وان يكون عوناً لكل من يلجأ إليه وفى ذلك فليتنافس المتنافسون فى إطلاق طاقات الإبداع والفكر فى مواجهة الجريمة ومكافحتها بل ووأدها قبل وقوعها إن أمكن ذلك.
أما إذا نظرنا بشكل موضوعى لحركة تنقلات هذا العام لوجدنا،
انها فقد شهدت الدفع بدماء جديدة من القيادات الشابة كذلك تفعيل دور العنصر النسائى بالوزارة من خلال تعيين قيادة نسائية فى وظيفة مساعد الوزير لقطاع حقوق الإنسان وهنا تجدر الإشارة الى اهتمام وزير الداخلية بتطوير المؤسسات العقابية والاستمرار فى هذا النهج تطبيقاً للمعايير والقوانين الخاصة بحقوق الإنسان وفق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبتمبر 2021 والتى تضمنت ضرورة إعادة النظر فى الفلسفة العقابية وهو الأمر الذى كان محل اهتمام كبير من قبل وزير الداخلية منذ أن تولى المسئولية.
كذلك الحال فقد كان اهتماماً كبيراً بطلبة كلية الشرطة تطبيقاً لفلسفة الوزارة حيث يتم تقسيم وتخصص الطلبة منذ السنة الثالثة على أعمال المرور والأمن العام والحماية المدنية والأمن المركزى وهو الأمر الذى جعل هناك اتجاهاً محموداً فى تطبيق المعايير الموضوعية عند توزيع الطلبة حال تخرجهم وأيضاً عند خضوعهم عقب ذلك لحركة التنقلات وفقاً لما تم تدريبهم عليه أثناء دراستهم ومن هنا جاء تجديد الثقة مساعد أول الوزير لأكاديمية الشرطة والذى أحدث بها تطوراً و طفرة غير مسبوقة.
أعلم جيداً مدى الحرص والدقة التى يعمل بها وزير الداخلية خاصة فيما يتعلق بحركة التنقلات السنوية ومدى مراعاته للعدالة والمساواة وتطبيق المعايير المطلوبة التى تهدف إلى وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب لتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك.
اليوم وقد استقر جميع القيادات والضباط فى مواقعهم الجديدة أود أن أقول لهم إن أمن البلاد وتأمين العباد أمانة فى أعناقهم وهم بلا شك جديرون بتحمل هذه الأمانة وأن ثقة الوزارة فى اختيارهم يجب أن تجعلهم لا يبخلون بأى جهد أو وقت للتأكيد على هذه الثقة.. وأن المرحلة التى يمر بها الوطن حالياً لاشك وإنها مرحلة صعبة تتطلب اليقظة التامة والتعامل بكل حزم وحسم تجاه محاولات الخروج على القانون.. كما أن محاولات أهل الشر فى إحداث الفتنة والوقيعة والإرهاب لن تنتهى والجريمة ايضاً لن تنتهى طالما هناك حياة على الارض ومن هنا فإن عليهم مسئولية كبيرة لاستكمال النجاحات التى حققها زملاؤهم وقياداتهم سواء من بقى منهم فى المواقع المختلفة أو من أوفوا العطاء.
أما رسالتى لمن أوفوا العطاء أقول لقد إنتهت مأموريتكم فى حفظ أمن وسلامة الوطن على خير وأوجه لهم الدعوة لاستقبال حياة جديدة مختلفة يجب أن يتقبلها بصدر رحب ويتعايش مع الواقع الجديد وأن يحاول أن يستمر فى العطاء فى مجالات أخرى من مجالات الحياة وأن يكون فخوراً بما قدمه لوطنه خلال سنوات خدمته وأن يكون على ثقة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وأخيراً إلى وزير الداخلية أقول.. أعانك الله على ما حملك أنت ورجالك الأوفياء لتحقيق رسالة الأمن والأمان استكمالاً ودعماً لمسيرة البناء الصعبة التى يقودها بكل الإخلاص والصبر والعزيمة الرئيس عبدالفتاح السيسي.