أيام قليلة وتحتفل مصر بالذكرى التاسعة لصناعة المعجزة المصرية وافتتاح قناة السويس الجديدة فى السادس من أغٍسطس عام 2015، وهو يوم فارق وتاريخ غير عادى فى حياة المصريين لأنه أعاد لهم الامل والتفاؤل والرغبة فى العمل والانجاز، وذكرياتنا معه تدعم النفوس وتبعث فيها الأمل فى مواجهتنا للتحديات والأزمات والصعاب التى نقابلها ونعايشها بفعل فاعل أعاننا الله على تجاوزها.
مشروع قناة السويس الجديدة هو مثال فى الإرادة والتحدى ولا شك ان ما تحقق فيه يعد من الإنجازات التى لم تحدث فى أى دولة فى العالم، وجاء بفضل الرؤية الكاشفة التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدما حشد المصريين أمام هدف قومى بمصداقية برزت نتائجها فى طريقة تمويل المشروع، إضافة إلى الروح التى سادت بالعمل على قلب رجل واحد ولخصت بداية لتحد أكبر فى بناء الثقة فى قيادة حكيمة، وكذلك بناء الثقة فى المصريين انفسهم لتحطيم كل الصعاب والتوجه نحو الانجاز وتقوية الاقتصاد المصرى الذى كان على وشك الانهيار، وكانت الرسالة الأهم ان المشروع أعطى درسا للعالم ان المصرى لا يقهر وإن اراد نفذ على أكمل وجه، ولكى نستغل هذه الروح علينا ان نتخذ المشروع نموذجا لنا وان نعلم جيدا ان بداية الغيث قطرة وان الارادة والعزم هما العاملان المهمان فى تحقيق المستحيل.
الحقيقة ان توظيف هذه الروح واستمرارها أصبح ضرورة ملحة فى الفترة الحالية نظرا لما تتعرض له دولة 30 يونيو من مؤامرات وأزمات مفتعلة، وحتى نستطيع تعظيم العوائد الاقتصادية لكافة المشروعات القومية الكبرى التى تمت على أرض المحروسة خلال العشر سنوات الماضية، وهذا بالتأكيد يتطلب الاستمرار فى التحلى بالعمل الجاد على قلب رجل واحد والتخلى عن السلبية والاتكالية وتطوير الفكر الادارى والتشريعى خاصة فيما يتعلق بالقوانين الجاذبة للمستثمرين، وبطريقة أسرع كى تفرز حالة من الرضا والطمأنينة لدى المستثمرين المحليين والأجانب، وأيضا الاستمرارفى ممارسة الضغط على القيادات التنفيذية من الوزراء ومتابعتهم وتكليفهم وحسابهم اولاً باول لضمان ارتفاع منسوب الدافعية للإنجاز وبقاءه أطول فترة ممكنه، وخلق حالة من التناسق بين الجهات التنفيذية والمواطن وجعل المواطن فى صدارة الحدث حتى يتحول بدوره إلى عنصر ضغط على المسئول، وهذا يستلزم أستثمار «روح 6 أغسطس» التى نجحت فى تحقيق انجازعظيم وارتفاع سقف الطموحات لدى المصريين الذين يفاجئونك بأرادتهم وعزيمتهم وانجازهم عندما يكون الإنجاز مستحيلا.
كذلك لا ينكر احد ان الروح التعبوية العالية التى تحلى بها المصريون خلال تلك الفترة تبرز أهمية الدور الإعلامى فى حث المصريين على المشاركة بدورهم فى عملية التنمية الشاملة خاصة انهم يتمتعون بروح التفاؤل التى تعكس رغبتهم فى المشاركة فى التنمية، وهو ما يفرض الاستمرار فى القيام بالدور الحقيقى للاعلام وممارسة المهنية وتوجيه الخطاب الإعلامى بوعى لكافة فئات الشعب لتهيئة المواطن لاستقبال وفهم قرارات الادارة السياسية.
كلمة فاصلة:
ببساطة..الرئيس السيسى كان واضحاً وصادقاً منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية فى أن الاقتصاد المصرى كان يحتاج لعملية جراحية مؤلمة وتحملها المصريون عن طيب خاطر و ثقة فى شخص الرئيس ورغبة منهم فى إعادة بناء دولتهم، ومن هنا تأتى أهمية استنفار روح 6 أغسطس بالتفانى والاتقان فى العمل لكل فرد فى مجاله وتحمل المسئولية فى بناء الوطن حتى نجنى جميعا الثمار فى ظل حالة المصداقية والثقة بين الشعب والقيادة السياسية.. حفظ الله مصر وأهلها.