من أهم ما تقوم عليه ..«الإدارة السياسية».. لقطر أو دولة أو أمة متحالفة.. هما عنصران لا ينفك أحدهما عن الآخر.. «وهما الإنسان والعلم».. أى كانت نوعية وكمية وكيفية العلم.. الذى إن كان علم حق ..صار المنتج الإدارى عمارة للأرض بما ينفع الناس.. ودون ذلك تتسم الإدارة بعبثية الجهالة الذاتية الإنسانية ..«وتدنى منتجها».. نعم.. فمن أصول إدارة علم الحق.. القائمة على حقيقة أن الإنسان دائما ما يكون ..»معرضا».. للأغيار التى يمكنها إصابة ..»حكمته العلمية».. فقد نشأت فكرة تحصين ..»علم الإدارة».. بأن يصبح مخزون .. «مؤسسات».. مرهون عملها برباط التكاملية فيما بينها.. وحينذاك.. تصبح الإدارة السياسية ..«وقراراتها».. حكم مؤسسات ..ودون ذلك تصبح وتمسى الإدارة السياسية ..»ومؤسساتها».. عبارة عن حكم أغيار ..«فرد إنسان».
كنت ..«ومازلت».. أؤمن علميا بأن ..«مسمى البرلمان».. هو بر آمان أهم ..»المؤسسات».. التى يعبد فيها ..»الحق».. ويصان بها ..»علمه».. ولذا لا يجب ولا يحق الانتساب لقدسية تلك المؤسسة ..«إلا كل عليم متخصص».. مؤمن إيمانا راسخا ..«بحق علمية».. التدافع بحرية الرأى والتعبير.. «والاختيار الجماعي».. حتى يكون المنتج ..»دستور».. تشرع بحكم قوامته ..القوانين الحاكمة لكلية الإدارة السياسية بنوعياتها.. نعم.. هكذا الحكم الذى به تعمر الأرض بما ينفع الناس.. وهكذا ترسيخ معنى ..«الأمن القومي»..
تعمدت تقديم ما سبق.. عساه يشفع لى إن قلت ..»لقد هالنى نفسيا سياسيا».. ما حدث يوم الأربعاء.. الموافق الرابع والعشرين من شهر يوليو.. «بعامنا الحالي».. داخل وخارج ..«برلمان».. الولايات المتحدة الأمريكية المسمى ..»بالكونجرس».. والجامع لعضوية مجلس النواب والشيوخ.. وما هالنى وأنا لست أمريكياً ..«بل مصرى وأشرف بذلك».. هو النقض الشديد بما حدث لما تدعيه تلك الدولة من ..«حكمة إدارة سياسية».. وقطبية عالمية.. «بعالم متعدد الأقطاب».
والآن.. ما الذى حدث من .. «حق وباطل».. داخل ذاك البرلمان ..«الكونجرس».. الذى بدا بصفة عامة غالبة ..«كمسرح».. شعبى أقيم فى ..«حارة».. قد استأجرته..«عصابة».. لتقيم عليه مسرحية هزلية تستهدف منها.. محاولة تبيض سوداوية واقعها السياسى العملي.. بمكذوب تمثيل الاحتيال والبهتان على أنه حق قد أغار الباطل على ..«صلاحه».. ونفعه السياسى فى الأرض ..فكيف تم إخراج تلكالأحداث.. (ا) حشد ..«جوقة».. مستأجرة من خارج عضوية المكان.. مهمتها التهليل والتصفيق ..«المستمر».. لبطل تلك المسرحية كلما ذكر ..«كذبة».. أو ادعى بهتانا.. أو قدم مثالا أتى به من وحى خياله ..«المريض».. (ب) من هو بطل تلك المسرحية ..«إنه رئيس العصابة».. المدان بعدل قضاء ..«محكمة العدل الدولية».. بجريمة إبادة جماعية ..نعم.. إنه رئيس وزراء دولة ..«إسرائيل».. بنيامين نتنياهو.. الذى يتغذى على السحت.. ويمتهن تحريف الكلم عن مواضعه.. ولا يتناهى عن منكر فعله.. (ج) امتنع عن حضور تلك .. «المهزلة المسفه».. أكثرية الكرام من أعضاء ..«الكونجرس».. نوابا جمهوريون أو ديمقراطيون أو شيوخ ..«كانوا».. ولهم منا على ذلك كل التحية .. فقد صانوا كرامة دولتهم القطبية عالميا.
أما الأحداث خارج المسرح فكانت.. (ا) حشد كبير جدا من القوات ..«الأمنية».. وأظن أن أكثرهم كان ..«يلعن».. الحدث وبطله ومن جاء بهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية ..«وبرلمانها».. (ب) حشود كثيرة من ..«الذكور والإناث».. منكل الأعمار والأحزاب والطوائف الشعبية الأمريكية الأصيلة.. وجميعهم يهتفون ..«منددين».. بتلك المسرحية التى نالت من ..«كرامتهم والكرامة الإنسانية».. هكذا كانت نداءاتهم وكذا ما تحمله ..«لافتاتهم».. (ج) من أكرم ما شد انتباهى ..«وحاز على تقديري».. ذاك الجمع الكبير العدد من ..«بنى إسرائيل».. وقد تقدمهم الكثير من ..«الأحبار والربانين».. بزيهم المميز وقبعات رءوسهم المعروفة.. وأن أحد أطفالهم كان يحمل العلم الفلسطيني.. وجميعهم تشاركوا مع باقى الحشود ..«فى رفض الحدث».. والتنديد به ومن عواقبه.. وهؤلاء أظن أنهم ممن ..«هادوا».. وليسوا من اليهود.. نعم.. أظن أنهم ممن قالوا ..«لله رب العالمين».. إنا هدنا إليك.. (156/ الاعراف).. فوعدهم الله بالجنة أجرا ..«وبالدنيا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. مثلهم فى ذلك مثل الذين أمنوا والنصارى والصابئين ..(62/ البقرة).
رغم ماهية علمى السياسى بعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بإسرائيل.. إلا أننى أود أن أنصح لها.. واحذرها من مغبة سوء تلك العلاقة ..«وذاك التبنى الأعمي».. بمثال حق قرآنى ..رغم فارق التشبيه الشاسع والعظيم ..بين موسى القوى الأمين والولايات المتحدة .. وبين مقام مصر الكريم ومقام الولايات المتحدة المزعوم دوليا.. فقد كان سبب خروج موسى من مصر ..»وهو خائف يترقب من أن يتم قتله».. هو تبنيه لحماية ..«مجرم غاوى يهودي».. من بنى إسرائيل ظنا منه أنه واحد من شيعته.. أى ..«واحد من الذين هادوا من بنى إسرائيل».. فلتحذر الولايات المتحدة من غواية نتنياهو ..»إسرائيل» ..التى تجرها إلى حيث الخروج من مقامها الدولى حيث ..«لن ينفع الندم حينذاك».. واعتقد أن عقلاء الولايات المتحدة يفهمون واقعية ذاك الاحتمال ..«والتحذير».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
ليست الولايات المتحدة الأمريكية بحكمة بريطانيا التى أنشأت إسرائيل بالشرق العربي…