كتبها شاعر النيل دفاعاً عن اللسان الجميل بدأ فى البداية أقرب ما يكون إلى البكاء والعويل ثم تحول إلى التأويل والتحليل، وانتهى إلى تقديم البرهان واقامة الدليل.
لم يفكر البطل الآخر فى فتح محل للكفتة والكباب أو أى نوع آخر من الطعام والشراب، أو محل لتجارة الأخشاب والشبابيك والأبواب بل تمنى أن يفتح محلاً لأصحاب العقول وأولى الألباب.
كتب حافظ إبراهيم شاعر النيل قصيدته عن اللغة العربية سنة 1904.
وشاعر النيل من مواليد 24 فبرير 1872 وكانت وفاته 22 يونيو 1932.
يقول فى مطلع القصيد:
وسعت كتاب لله لفظاً وغاية وما ضقت عن أى به وعظات.. فكيف أضيق اليوم عند وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات.
تقول اللغة العربية عن دور اللغات فى تقدم الأم وحضارتها ــ أرى لرجال الغرب عزاً ومتعة وكم عز أقوام ببتر لغات واللغة العربية هى مدرسة الفصاحة والبيان.. وفى الذكر الحكيم.
(كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة)
(المدثر: الآية 51)
وحمر بضم الحاء والميم جمع «حمار»
ومستنفرة: أى خائفة ومذعورة
وقسورة: الأسد ، ولملك الغابة اكثر من خمسمائة اسم ووصف.
وسالم أبورزيز موجه لغة عربية بمدينة مسلاقة الليبية كان يتمنى أن يفتح دكاناً للإعراب يجتمع أمامه محبو اللغة العربية فى صفوف طويلة هذا يحمل آية كريمة وذلك يحمل حديثاً شريفاً وثالث يحمل بيتاً من الشعر أو عبارة من النثر يسألون عن اعرابها وهى خدمة يقدمها بالمجان من يريدها حباً وكرامة للغة العربية.
وكان معجباً بمدرس مصرى يشرح دروس العلوم بلغة عربية سليمة وفصيحة وهو خريج كلية الزراعة جامعة القاهرة ومدينة مسلاقة تابعة لمحافظة الخمس تقع على بعد 7 كيلومترات من البحر المتوسط وهى واحة خضراء فى قلب الصحراء عاش فيها حوالى 300 مواطن مصرى يعملون بها ويعيشون مع أهلها فى قصة حب وصداقة واخوة نادرة.
وقد اختار الشاعر والإعلامى الراحل فاروق شوشة بيتاً من قصيدة حافظ إبراهيم بيتاً يعبر عن عبقرية اللغة العربية فى برنامجه الشهير «لغتنا الجميلة» يقول:
(أنا البحر فى احشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي».
وتاريخ اللغة العربية طويل وحافل بالفصاحة والبيان وينهض دليل على ذلك معلقات الشعر وكلمات قَيسُّ بن ساعدة خطيب العرب فى الأسواق قبل الإسلام التى تفيض بالمعانى الجميلة التى تتوافق مع الفطرة السوية تعددت اللهجات بالعشرات فى أرجاء الجزيرة العربية.
كان اشهرها وافصحها لهجة قريش التى اقامت أسواقاً للشعر والأدب والخطابة منها عكاظ والمحبة والمربد.
وإسماعيل عليه السلام هو أول من فتق لسانه بالعربية المبينة وهو فى مطلع شبابه.
كلف الامام على بن ابى طالب رضى الله عنه عالم اللغة ابوالاسود الدؤلى بتدوين قواعد اللغة العربية «النحو» بعد أن امتدت الفتوح الإسلامية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. حتى يطرحه كل من دخل الإسلام فى جميع البلاد.
ومن قصائد الدؤلى ينسبها البعض للمتوكل الكنانى «وهو كنانى ايضاً»: يا أيها الرجل المعلم غيتره هل لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقم وذى الفنا
كيما يصح به وأنت سقيم
ولا تنهى عن خلق وتأتى مثله عار عليك اذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك فانها عن غيها.
فاذا انتهت عنه فأنت حكيم.