أصاب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عندما أصدر توجيهاته الفورية لجميع الوزارات، والهيئات بعدم التجديد للمساعدين والاستشاريين بعد بلوغهم سن المعاش، وقد تم رفض التجديد فعلاً لمن بلغوا سن التقاعد فى وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية.
الهدف بطبيعة الحال هو الحد من مشكلة التكدُّس الوظيفي، وتقليص النفقات وتوجيهها إلى الضرورات الملحة للوزارات مع الاستعانة بالشباب فى المناصب التى تحتاجها للابتكار وتقديم حلول غير تقليدية.
قرار جرئ يستحق التحية وليس أقل من متابعته فى الوزارات والهيئات حتى تتحقق الثمار المرجوة وأهمها غلق باب المجاملات وترشيد الانفاق.
دعونا نتكلم بصراحة وشفافية فالوطن يحتاج إلى المكاشفة، والمصارحة وهى أحد أهم أركان البناء الجيد والمفتاح الحقيقى لمصر الجديدة التى يقودها القائد الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى تشجع وتدعو إلى ذلك ومن قال بغير ذلك ففى قلبه مرض وعلى عينه غشاوة. من المصارحات التى أصبحت فريضة غائبة هي: أن الاستعانة بالمستشارين للعمل بعد بلوغ سن التقاعد لم يعد له جدوى وكانت عبئاً واستنزافا لموارد الدولة والمستشار هنا كان مسئولاً سابقاً على رأس إحدى الهيئات أو الوزارات الخدمية، وفور بلوغه سن التقاعد يتم استصدار قرار له تحت مسمى استشارى أو مساعد وهى نكتة ثبت زيفها فالقوانين والقرارات التى تحكم منظومة العمل فى كل الهيئات والمؤسسات واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، وبالتالى لسنا فى حاجة إلى هذا المسمي، ودعونا نصارح أنفسنا ماذا قدم هؤلاء الاستشاريون للجهات التى يعملون بها لسنوات؟! وما هو الجديد؟
هل ابتكر أحدُهم فكرة جديدة، وإذا كان عبقرياً فلماذا لم يقدَّم عصارة فكره وخلاصة تجاربه عندما كان مسئولاً كبيراً؟!
صحيح أن فئة الاستشاريين تقلصت بعض الشيء عن ذى قبل، ولكنها للأسف ما زالت موجودة وهناك من يستعين بهم مما يُكلِّف ميزانية الدولة أعباء كبيرة نحن أحوج ما نكون إليها وقد يقوم بعمل المستشار هذا شابٌ مُتميِّز من أوائل الخريجين مع صقلهم من خلال التدريب المحكم، والمرتب، والمنظم برعاية جهات متعددة والحمد لله أننا نمتلك أجهزة رقابية لها سمعتها الدولية وتتمتّع بمكانتها المرموقة فى كل المحافل الدولية، والمنظمات المعنية، وتضم هذه الأجهزة بين صفوفها كوادر متميزة، ومرموقة تقوم بمهمة التدريب وتأهيل كل التخصصات المطلوبة دعونا نتكاشف هل من المعقول الاستعانة بفئة المستشارين وهناك طابور طويل من الخريجين لا يجد فرصة عمل مناسبة مع أن فيهم ومنهم شباباً مؤهلاً وراقاً ويحمل أعلى الشهادات التى تخول لهم العمل كمساعدين واستشاريين، ونستطيع من خلال الاستعانة بهم الترسيخ العملى للمواطنة الحقيقية التى يجب أن تكون منهاجاً عملياً فى كل تصرفاتنا.
الجمهورية الجديدة قادمة لا سيما إذا صدقت النوايا، وتُوِّج العمل الجاد بالاخلاص، والصفاء وهذا ليس بعسير. دورات مكثفة للشباب فرصة لاستنطاق الكوامن وكشف المواهب وتقديمها للقيام بدور الاستشاريون ومن يستعان بهم. مصر ولادة وقادرة على تخطى كل الصعاب.. وما ذلك على الله بعزيز.
حفظ الله مصر أرضا، وشعباً، ورئيساً.