تابعت بسعادة بالغة نتائج وأداء لاعبينا ولاعباتنا فى المنتخب الوطنى للسلاح بدورة الألعاب الأولمبية الجارية بباريس، ولم تكن النتائج هى السبب الوحيد فى شعورى بالفرحة، بل جاء معها صدق وسلامة توقعاتنا بشأن هذه اللعبة على وجه التحديد، وكيف تطور الأداء والشكل بها على مدار سنوات ماضية، حتى صرنا نترقب الحصول على أكثر من ميدالية أولمبية بها، وهو أمر لم نعتاده من قبل بأى حال من الأحوال.
من تابع السلاح المصرى جيدًا فى السنوات الأخيرة، يتأكد من تطور منتخباته وفرقه ولاعبيه بشكل كبير على كافة المستويات وفى أوقات متقاربة، فتجد اللعبة تحقق أفضل النتائج على مستوى الكبار والشباب والناشئين، وتكاد لا تسمع صوتا لأى من أفراد المنظومة فى مشكلة أو أزمة ما، أى أن التطور الجارى ليس وليد الصدفة، بل كان مخططا له على كافة المستويات حتى تحققت معالمه مؤخرًا.
كنا نترقب تحقيق ميدالية أولمبية فى لعبة معينة، ونعتبر ذلك إنجازًا بكل ما تحمله الكلمة من معان، ولكن أن يقف مسئول ليصرح بأن السلاح يمكنه تحقيق وإضافة أكثر من ميدالية مصرية فى الدورة الأولمبية، فهو دليل قوى وبارز على ما وصلت إليه اللعبة من مستوى يؤهلها لتتصدر العرش الرياضى المصري، وتنتزع الصدارة من غيرها عن جدارة واستحقاق.
لن نتحدث عن أشخاص بعينهم فى هذا الإطار، فليس من المنطقى أن يكون كل هذا نتاج مجهود أو تفكير فرد واحد بالمنظومة، بل ترجمة حقيقية لتعاون الجميع وسعيهم الجاد وراء رفعة لعبتهم وظهورها بالشكل المميز.. ابتداء من الأسر التى تتحمل الأعباء المختلفة لمجرد ميل أولادهم للسلاح دون غيره من الألعاب الرياضية الأخري، وما أكثرهم فى وقتنا الحالي.. حتى أنك تجد الأسرة بأكملها وقد تعلقت باللعبة، فالأب مثلا مدرب سلاح كبير والأم عضو بمجلس الإدارة بالاتحاد المصري، والشقيق الأكبر فى فرع من فروعها والأصغر فى فرع آخر، وباقى أفراد الأسرة ما بين إدارى ولاعب سابق، قس على ذلك العديد من الأسر الكاملة التى ارتبطت باللعبة ووجدت فيها الطريق السهل والممهد للتميز والظهور.
فى النهاية، ثقوا تمامًا أن نماذج محمد السيد وزياد السيسى وحمزة وعامر وآل معتز مدحت وبناتنا الجميلات كثيرة ومتعددة، وتنتظر منا الدعم والمؤازرة حتى نتباهى جميعًا بلعبة أولمبية لنا فيها الغلبة والسيطرة.