عندما تولى د.أحمد نظيف رئاسة وزراء مصر عام 2004 كان منشغل التفكير بقضية الدعم النقدى وأيضا كان متحمساً لتطبيقه لكن نظراً لظروف معينة وحسابات مختلفة وتخوف أكثر وأكثر صرف رئيس الوزراء النظر عن الفكرة لكنه ظل يتذكرها بين كل فترة وأخرى حتى غادر مقعده.. ويمكن القول إن د.نظيف أمضى 7 سنوات من حياته وهو يحاول الوصول إلى إقناع الجماهير بموضوع الدعم النقدى دون جدوي..!
وأنا أذكر أننى شخصيا ناقشته كثيراً حول هذا الموضوع لكنى استشعرت أنه أحيانا يكون شديد الحماس وأحيانا أخرى يفضل عدم الحديث بشأنه..!
>>>
الآن وبعد مضى نحو 13 عاماً من رحيل نظيف يتضح لاسيما من مناقشات الحوار الوطنى أن الناس جميعا ولا أريد أن أقول بعضهم يفضلون هذا النوع من الدعم.
مثلا جميع الأحزاب بلا استثناء ترى أنه الأمثل فى تلك الظروف وحجتهم فى ذلك أن الناس فى حاجة إلى سيولة مالية دائمة وبالتالى فإن ما سيتقاضونه من دعم فى هذا الصدد سيعينهم على تغطية بعض احتياجاتهم دون صعوبات جمة بل يمكنهم موازنة حالتهم..!
على الجانب المقابل توجد شريحة من البشر وهؤلاء ينبغى احترام وجهات نظرهم لكنهم فى نفس الوقت ينضمون تلقائياً لإخوانهم المواطنين على أساس أن كل إنسان طائره فى عنقه وهو الوحيد الذى يميز بين المصالح الضرورية وغير الضرورية.
>>>
من هنا أنا متفائل بالنسبة لقضية الدعم النقدى لأنه يعد وسيلة أو أخرى يرفع بهما الفرد أو الأسرة قيمة دخلهما فى الوقت الذى يكون فيه الاثنان فى حاجة إلى أى مبلغ إضافى شهرى أو أسبوعى أو حتى سنوي.
وبمناسبة د.أحمد نظيف فإنه كان بالغ الانحياز لوجهة نظر قوامها أيضا أنه كلما ارتفعت دخول بعض المواطنين نتيجة الاستثمار أو أعمال بعينها أو نشاطات مختلفة تماما فسوف ترتفع تلقائيا دخول الآخرين تطبيقا للمعنى الذى يقول إن الفائدة تعم والخسارة تخص..!
طبعا الفكر الآن مختلف تماما وهو فكر صائب ولا شك حيث يتم توفير جميع مقومات الحياة الكريمة للناس والتى تساعدهم على الاستفادة بالخدمات وبالمزايا والرعاية الصحية وكذلك الوظائف التى تدر دخلا معقولا بل تعمل أيضا على أن تسدد لهم ما يريدونه ويعود إليهم.
>>>
من هنا.. فإن إعجاب الناس فى مصر شكلا أو مضمونا بالدعم النقدى سوف يؤدى إلى نقلات نوعية مستمرة لحياة أفضل لأهل الريف وأبناء الحضر سواء بسواء.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
ليس مستساغا أن أختتم هذا المقال إلا بعد أن أطرح سؤالا:
تُري.. هل ستفقد إسرائيل عقلها أكثر وأكثر وتقوم بضرب لبنان بعنف وشدة وفقا لتهديد سفاح القرن بنيامين نتنياهو الذى أعلن أن المهاجمة الصاروخية لمنطقة «مجدل شمس» بهضبة الجولان السورية المحتلة انتقاما مما حدث من حزب الله والذى تمثل فى مصرع عشرات وجرح عشرات المئات من الإسرائيليين حسب مزاعم نتنياهو.
>>>
فى جميع الأحوال إذا لم تتريث إسرائيل فإنها ستضع نفسها مرة أخرى فى آتون النار لاسيما فى ظل تدخل أمريكا ومصر معا واتفاقهما على ضرورة تهدئة الأوضاع من جديد.. وإلا وقع ما لا يحمد عقباه.
وليس أمام إسرائيل حاليا إلا أن تعيد تقييم مواقفها بعيدا عن التهور والهوس.. والأيام بيننا.
>>>
و.. و.. شكراً