الوعى هو أهم مقومات نجاح وبناء الأمم، ووعى الشعوب دائمًا يهزم الفتن والشائعات والأكاذيب آفات نمو المجتمعات وتطويرها، للأسف هناك دول كثيرة انهارت بسبب نقص الوعى وفقدان التواصل السريع والتصدى لفتن المغرضين هذا السلاح الخطير الذى يلجأ له هؤلاء للنيل من استقرار البلاد والعباد.
لابد أن ندرك جيداً أن مصر الحبيبة من الدول التى يستهدفها أصحاب النفوس المريضة بحملات مغرضة لتشويه الصورة الجميلة خاصة فى هذه الأيام بعد فشل كل محاولات اسقاطها ودخولها فى نفق مظلم كما يبغى البغضاء، لا شك أن النجاة والإنقاذ من كل هذه الممارسات جاء بحفظ الله أولًا، ثم بوعى الشعب وحكمة القائد، لكن فى الحقيقة الأمر يحتاج إلى يقظة دائمة وعقل مفكر وآليات أخرى متجددة خاصة فى ظل الثورة الهائلة التى أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا»، هذه الثورة التى خلقت من العالم قرية صغيرة وحققت طفرة تنموية كبيرة، لكن للأسف «لدغتها بالقبر» تستطيع تدمير دول بأكملها وخراب بيوت وأسر كثيرة، هى سلاح ذو حدين والفيصل بينهما الوعى للمرة المليون.
حقا الأمر خطير جدًا ولابد من إدراك الأمور جيدًا وأن الحروب القادمة لا تأتى إلا من هنا من الانتشار السريع للشائعات وترويجها بغرض استهداف اقتصاد الدول وتركيع شعوبها.
للأسف مصر لم تسلم من هذه الآفة حيث تتعرض يوميًا لكم كبير من الأكاذيب التى يطلقها أعداء الوطن فى الداخل والخارج كان آخرها أكاذيب روجتها صفحات السوشيال ميديا ونفتها الحكومة وكان من بينها انحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية، الأمر الذى يؤدى أو ينبئ بحدوث أعاصير مدمرة، هذه الهلوسة التى يروج لها الأشرار يستهدفون من خلالها تشويه المناخ العام لمصر ليصبح مناخها طارداً للسياح الأجانب ورؤوس الأموال خاصة الأجنبية المباشرة وبالتالى يحدث إنهيار اقتصادنا القومي، أيضًا شائعة استحداث تصميم فنى جديد لجواز السفر المصرى مثل هذه الأفكار الشيطانية تستطيع وحدها هدم أقاليم ودول كثيرة فى ظل غياب الوعي.
نعم الدولة قطعت شوطًا كبيرًا فى عمل بنية تحتية تخاطب الوعى وتتصدى للشائعات ووقف ترويجها، لكن لابد من تسريع وتيرة التوافق مع التطور الرهيب فى ثورات السوشيال ميديا المتلاحقة والمتلونة خاصة التى تستهدف خراب البيوت على المستوى المحلى والعالمي، هذا التوافق يتطلب جهوداً أكبر من الدولة وخلق منصات تنهاهض وتطارد الشائعات فى مهدها.