كان لقاء حول مكانة مصر الأزهر والإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر ود.أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بعد عودة شيخ الأزهر من رحلته الآسيوية التى حققت نجاحاً منقطع النظير التى كان من أهدافها دعوة علماء الازهر لشرح ما يحدث فى غزة أمام العالم.
كان استقبال د.الطيب للأزهرى يحمل كل معانى الحفاوة والترحاب ودليلاً على أن المؤسسة الدينية واحدة لا ثانى لها وأثبت للدنيا أن الأزهر شامخ بعلمائه وقوته العلمية والدعوية الرصينة فى العالم شرقاً وغرباً، فالأزهر لا يعرف الفرقة ولا التشرذم ولا التحزب، وإنما يدعو إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله وإعلاء كلمة الحق وتمهيد الطريق أمام كل حائر ضال من أجل بناء الوطن وعلو قدره أمام المجتمع الدولي.. فللأزهر دور بارز وتاريخ حافل ومُشَّرَف على مر تاريخه الطويل.. حيث كان ومازال وسيظل شامخاً عال الهمة بشيخه وعلمائه الأوفياء، فهو المسجد الجامع والجامعة كعبة العلم وقبلة الدارسين من جميع الدول الاسلامية وغير الاسلامية الذين يفدون إليه من كل حدب وصوب لينهلوا من معينه الصافى ويعلموا أقرانهم فى أوطانهم خيرى الدنيا والدين.
كان لقاء «الشيخين» له أكبر الأثر على نفوس المواطنين.. وأكبر دليل على أن المؤسسة الدينية واحدة لا ثانى لها هدفها رفع شأن الدعوة والدعاة ولم شمل أئمة الأوقاف الذين هم زرع الازهر الذى غرس فيهم حب العلم النافع الذى لا يعرف التعصب ولا التشدد، وإنما غرس فيهم التيسير واللين ونبذ التطرف والعنف وعلمهم أن حب الأوطان من الإيمان، كما دعاهم إلى محاربة الشائعات المغرضة، التى ترمى إلى زلزلة كيان الأوطان المستقرة.
«الازهري» عالم جليل ومحدث بارع له باع فى الدعوة لم يكن يوماً بعيداً عن مؤسسة الأزهر.. حيث كان أستاذاً بكلية أصول الدين وواعظاً فى رواق الأزهر الشريف وواحداً من أبرز العاملين على نشر الفهم المستمد من التراث الاسلامي، له تاريخ فى مجال الدعوة وخطبة الجمعة بجامع السلطان حسن وله العشرات من المحاضرات والدروس فى رواق الاتراك بالأزهر الشريف، وهو الذى عمل على إحياء أفكار ونظريات إسلامية أصيلة التى روج لها من خلال كتبه ومحاضراته ومؤتمراته العلمية داخل مصر وخارجها، التى قامت على وسطية الازهر السمحة، فإسناد وزارة الأوقاف له ليس عملاً مستغرباً.. حيث سبق له العمل بالدعوة كما له علاقة جادة بمعظم قيادات الأوقاف قبل قيادته كربان لسفينتها.. والدليل أنه منذ توليه القيادة، فكر فى لقاء أستاذه وشيخه د.أحمد الطيب شيخ الازهر الذى استقبله بكل حب وحفاوة، وهذه هى شيمة العلماء الأجلاء الذين يقدرون العلم وأهله، خاصة إذا كان هذا العالم من تلاميذه النجباء، فالقيادى الناجح هو الذى يلتقى أستاذه ليتشاور معه ويتعلم منه فن القيادة وكيفية محاربة الفكر المتشدد والتطرف البغيض والإلحاد المشين الذى طل علينا برأسه ووأد الفتنة فى مهدها وكيفية التعايش مع الآخر فى أمن وأمان وسلم وسلام، لتعيش مصر عزيزة شامخة قوية لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يشق صفها.
الازهر الذى يتولى قيادة المؤسسة الدينية وحده وباقتدار محلياً وعالمياً، لما له من رصيد كبير من الحب والتقدير لدى الدنيا كلها باختلاف معتقداتها وأطيافها، فهو الذى ملأ الدنيا علماً وفقهاً، فيه تخرج العلماء وتدرب الوعاظ والدعاة لرفع قدرتهم العلمية حتى يتمكنوا من مواجهة التيارات الفكرية الجارفة المنحرفة، التى تتعرض لها أوطانهم.
لقاء الطيب والازهري، وضع المغرضين فى حيرة من أمرهم وقطع الطريق أمام ضعفاء النفوس الذين خططوا لشق الصف وزرع الألغام فى طريق المؤسسة من أجل زعزعة استقرارها وتقويض بنيان مصر الشامخ القوى بقيادته وجيشه وشعبه الاوفياء.
كان هذا اللقاء بغرض تلاحم وتماسك المؤسسة الدينية التى لم تنفصل يوماً ما لتستطيع أن تصل بالأمة إلى شاطئ السلامة والخروج بها من خضم المحيط ومعترك الأمواج المتلاطمة إلى شاطئ الله رب العالمين من خلال الحب والإخاء والعيش مع الآخر دون ضغينة ولا شحناء، لتظل مصر قوية عزيزة بأزهرها ورجالاته الذين يشهرون سلاح الفكر المستنير ضد فلول الارهاب الأعمي، لتظل مصر عزيزة قوية شامخة بأزهرها صاحب الدبلوماسية الناعمة فى كل أرجاء العالم، فالأزهر له سفراء فى آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، فالأزهر والأوقاف مؤسسة واحدة يعملان معا لإعلاء راية الدين والوطن، بل والدنيا بأسرها.. فـ «الطيب» له قدره وله مقداره وله خبرته فى إدارة المؤسسة الدينية.. للشيخين كل إعزاز وحب وتقدير.