منذ 7 أكتوبر 2023، وقوات الاحتلال الاسرائيلى تمارس حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا والمدنيين وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودماراً هائلاً فى البنى التحتية والممتلكات، وواصلت القوات الاسرائيلية جرائمها وشهد العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة وشبكة الانترنت المشهد المأساوى فى أواخر يونيو الماضي، حيث أطلقت القوات الاسرائيلية كلباً بوليسياً شرساً على دولت الطنانى السيدة الفلسطينية البالغة من العمر «68 عاماً» وهذا الكلب الشرس نهش ذراعها الأيمن وغرس أنيابه فى لحمها وهشم عظامها وحاولت جاهدة تخليص نفسها من بين أنيابه دون جدوي، ثم سحبها إلى الخارج وهو مازال متشبثاً بذراعها حتى اصطدمت بباب الغرفة، فحاولت ضربه فى أنفه وعينيه حتى استطاعت الإفلات منه وأسرعت إلى داخل الغرفة وأقفلت الباب الخشبى الضعيف وكانت السيدة تسمع بوضوح أصوات قهقهة جنود قوات الاحتلال الاسرائيلى وأوامرهم للكلب بمواصلة الهجوم.
حاولت السيدة المسنة الفلسطينية دولت الطنانى التحدث من وراء الباب وإبلاغ جنود الاحتلال بأنها مدنية عجوز لا تملك سلاحاً ولا تقوى على تشكيل أى خطر.. إلا انها لم تفهم ما يدور بينهم من حديث، فكل كلامهم كان بلغتهم العبرية، أما الكلب فقد لازم باب غرفتها حتى ساعات الصباح مطلقاً عواءه المستمر.
جروح السيدة الفلسطينية كانت تنزف الدم وذراعها يوشك على الانفصال عن جسدها.. ولكنها تمسكت بالبقاء فى البيت ولم تخش الموت.. وقالت: أفضل أن أدفن تحت ركام وحجارة مأواى الذى عشت به طيلة حياتي، على أن أخوض تجربة أهلى السابقة فى اللجوء ابان النكبة، فمن يخرج من بيته يترك روحه بداخله ويبقى جسداً أجوف لا معنى لحياته، وأنا بعد هذا العمر الطويل لا أبحث عن عيش بطعم الحسرة ومرارة الانكسار.
ما تعرضت له السيدة الفلسطينية المسنة دولت الطناني، لم تكن الوحيدة التى تعرضت لهذه الوحشية.. فأمثالها كثيرون.
لقد قال الكاتب الاسرائيلى ايمانويل جروس فى مقال له: إن قتل الكلاب للبشر وسيلة اعتقال قاسية وغير مناسبة ولا يوجد أى مبرر قانونى أو إنسانى لوضع الكلاب على البشر، وان مثل هذا السلوك ينتمى إلى أنظمة الماضى المظلمة.. إن المجتمع الذى لا يحترم كرامة الانسان، والذى يرغب فى استخدام الحيوانات ضد الانسان، مجتمع غير صالح يفقد بوصلته وضميره، ومن الأفضل للجيش والشرطة أن يقوما بمراجعة بروتوكولاتهما المتعلقة باستخدام الحيوانات لتنفيذ الاعتقالات وتفريق الحشود ودون تأخير.
فى الختام، نؤكد لكل المعمورة أن استخدام الكلاب البوليسية ضد الأفراد محظور ويعتبر شكلاً من أشكال التعذيب، كما نص عليه الإعلان لعالمى لحقوق الانسان واتفاقية مناهضة التعذيب عام 1984 والعهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما يعتبر إهانة لكرامة الانسان، لأنه يسبب الخوف والترهيب، خاصة للأطفال وكبار السن.