«الكابنيت» يفِّوض نتنياهو وجالانت بقرار الانتقام
فى إطار ترقب الرد الإسرائيلى على هجوم مجدل شمس فى الجولان المحتل الذى يزعم الاحتلال أنه مسئولية حزب الله اللبناني، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن اجتماع مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) انتهى بتفويض نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت باتخاذ قرار الرد على حزب الله، كما زار نتنياهو موقع سقوط الصاروخ فى بلدة مجدل شمس فى الجولان السورى المحتل.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المجلس حدد الهدف الذى سيُهاجم فى لبنان وإن التقديرات ترجح أن يكون محدودًا وقوى التأثير، لكنها قالت إن الهجوم لم يُعرض على وزراء الكابينيت الأمنى والسياسى خشية تسريبه.
وأوضح التقرير أن خيارات الرد تستهدف البنية التحتية مثل الجسور ومحطات الكهرباء والموانئ أو ضرب مستودعات أسلحة حزب الله أو استهداف قادة كبار بالجماعة.
وزعم مسئول عسكرى إسرائيلى كبير إن إسرائيل تريد إيذاء جماعة حزب الله اللبنانية لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسئولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر عدة أيام.
من ناحية آخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى اتصال هاتفى مع رئيس إسرائيل أهمية منع تصعيد الصراع. وأوضح المتحدث أن بلينكن والرئيس الإسرائيلى بحثا الجهود الرامية للتوصل لحل دبلوماسى يسمح للمواطنين على جانبى الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.
من جانبه، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى وقف مستدام لإطلاق النار على جميع الجبهات، وجاء فى بيان صادر على الموقع الرسمى لمكتبه أنه أجرى اتصالات دبلوماسية وسياسية، فى إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان.
كما جدد عبد الله بو حبيب وزير الخارجية والمغتربين فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية تأكيد تمسك بلاده بقرار مجلس الأمن 1701، محذرًا من وقوع هجوم كبير للكيان الإسرائيلى على لبنان إذ سيؤدى إلى تدهور الوضع فى المنطقة واشتعال حرب إقليمية.
يأتى ذلك بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية، عن مسئول مقرب من نتنياهو، أن رد إسرائيل سيكون مختلفًا عما كان عليه الوضع منذ بداية المواجهة مع حزب الله. ونقلت القناة عن مسؤولين من إسرائيل أن كل خطط الرد ستؤدى إلى قتال مع الحزب الله سيستمر أيامًا على الأقل.
وفيما يتعلق بالمخاوف الدولية، دعت ألمانيا الأطراف كافة إلى منع التصعيد بعد هجوم مجدل شمس، كما حثت مع إيطاليا رعاياها إلى الإسراع فى مغادرة لبنان.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية عن تأخير عودة بعض رحلاتها القادمة إلى بيروت دون توضيح. وشمل التأجيل الرحلات القادمة من الدوحة وجدة والدمام ودبى ولندن وكوبنهاجن.
وعلقت الخطوط الجوية السويسرية رحلاتها إلى لبنان حتى 5 أغسطس، كما علقت مجموعة لوفتهانزا الألمانية الرحلات إلى بيروت احتياطيًا، وعلقت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا الفرنسية رحلاتها من بين باريس إلى بيروت والعكس اليوم الثلاثاء وأمس كما علقت الأردن الرحلات الجوية فى نفس الفترة.
كما أعلنت شركات الطيران الألمانية «لوفتهانزا» والنمساوية «أوستريان» إلغاء رحلات إلى إسرائيل.
من جهة أخرى قُتل شخصان وأصيب ثلاثة، منهم طفل، فى غارتين لمسيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى «جنوب لبنان أمس، فيما دوت صافرات الإنذار فى الجليل الغربى مع إعلان جيش الاحتلال اعتراضه مسيّرة أُطلقت من الأراضى اللبنانية.
وأعلن حزب الله عن قتل فرد آخر فى الغارة التى استهدفت سيارة على أطراف بلدة ميس الجبل جنوبى لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن مسيرة إسرائيلية قصفت سيارة ودراجة نارية بين بلدتى ميس الجبل وشقرا.
وأضافت الوكالة أن مقاتلات ومسيّرات إسرائيل أغارت على بلدة مركبا حيث قصفت منزلًا دون وقوع إصابات، كما أغار على بلدة «رب ثلاثين».
من جانبه قال حزب الله إنه قصف موقع البغدادى الإسرائيلى بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على قصف الاحتلال بلدة شقرا فى جنوب لبنان.
كما شهد جنوب لبنان تحليقًا مكثفًا لمسيرات إسرائيلية فى مهام استطلاعية لرصد الأوضاع بالجنوب اللبناني، ونشرت قوات يونيفيل دورياتها بكثافة فى جنوب لبنان لحفظ الأمن ودعم السكان المحليين.