الصحة العامة والصحة البدنية وصحة العقل والقلب تشى بالقوة والنشاط وينعكس هذا على أداء الإنسان أولاً ثم أداء البيئة وأداء الدول فاذا صح البدن كانت الحركة والنشاط وإذا صح العقل جاء الفكر مبدعاً والتفكير سليماً وإذا صح القلب صحت وقويت كل أجزاء وأعضاء الجسد وإذا صح الوجداًن توهجت المشاعر والأحاسيس وأجهزة التلقى داخل الإنسان قلباً وعقلاً وجسداً وتميزت النفس وقويت الروح كوقود للإبداع.. هذه المقدمة تأخذنا إلى «صحة الإبداع» وفى حالة صحة هذا الإبداع يكون التصنيف الإبداعى فى قمة العطاء والحراك والتميز وهذا يدعو إلى « التمهرج « واقامة المهرجانات سواء مسرحيا أو سينمائيا أو فى مجال الاغنية والشعر والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وكافة اشكال وألوان الإبداع وفى حقيقة التاريخ والواقع بدأت فكرة المهرجانات عند المصريين القدماء ثم تمحورت وترسخت عند اليونانيين القدماء مع بدايات ونشأة المسرح حيث كانت الإرهاصات المهرجانية وحال ترسخ المسرح وتوهجه اقاموا المسابقات والمهرجانات المسرحية ودون الدخول فى طبيعة وكينونة وأهداف هذه المهرجانات كان ميلاد التمهرج وإقامة المهرجانات عند قدماء اليونان ثم بعد ذلك فى الدراما الرومانية ثم العصور المتعاقبة وبعيدا عن عصور الظلام ووصولاً لعصر النهضة والحقبة الاليزابيثية ومروراً بالقرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين وحتى يومنا هذا والهدف الواقعى والحقيقى هو الاحتفاء والاحتفال بالإبداع وبصناع هذا الإبداع للتحفيز والسعى وراء التميز والنجاح والحث على العطاء بهدف رقى الإنسان والنهوض بالمجتمعات على الأرض وكافة بلدان العالم بحثا عن التجديد والتطوير والتمهرج هو نوع أصيل للمنافسة لتأكيد النجاح والتميز والترقى والرقى والتباهى والفخر وكل هذا يصب فى الحراك المجتمعى وإثبات الذات تاكيد الوجود ومع اختلاف البيئات والدول والكوائن الأرضية فكل مجتمع أو كل دولة تؤكد وجودها بأصولها وجذورها وتراثها وهنا وكحتمية كونية ينشب الصراع بين الدول كصراع حضارى وثقافى وتراثى وقد يؤدى هذا إلى الصراع العسكرى بغية الهيمنة والسيطرة وإثبات الوجود ومهما كانت الأسباب ودوافعها إلا أن مفهوم المهرجانات هو السعى للنجاح والمسفيد هو العملية الإبداعية جملة وتفصيلاً سواء التمهرج محلياً أو دولياً ويربح مع المبدع يربح المتلقى جمالياً فى اعادة تدوير الفكر وتفعيل العقل وتهذيب الوجدان ورقيه فى بث الخير والهدوء النفسى لذلك ينبغى بل حتميا ان نكون على مستوى الجدية والمسئولية عند إقامة المهرجانات والبعد عن سرطانية المجاملات على ان نضع هدفا نبيلاً لإقامة المهرجانات وهو خدمة الإبداع والنهوض بالإنسان نفساً وروحاً وعقلاً ووجدانا مع التأكيد على النهوض بفنون وثقافة الوطن وبما ان مصر هى المبدعة الأولى وصاحبة المخترع الأول بلد الحضارة والتى صدرت النور والإبداع والعلوم والسعادة للعالم فعلينا الاهتمام بالمهرجانات والأهم من هذا وذاك ترشيد المهرجانات من حيث العدد والماهية ومراقبة بعض المهرجانات غير الرسمية ومراقبة ميزانياتها وجهات الانفاق عليها.. المهرجانات بين الماهية والوجود وهى قضية ستظل معلقة حتى اشعار اخر وفك رموزها وشفراتها و…… ؟!!..