مشوار منتخبنا الأوليمبى فى دورة باريس الأوليمبية الحالية أسهل كثيرا من دورة طوكيو الماضية والتى واجهنا فيها منتخبات إسبانيا والأرجنتين واستراليا وهى أقوى كثيرا من المنتخبات التى نلعب معها فى المجموعة الحالية والتى تضم منتخبات الدومينيكان وأوزبكستان وإسبانيا.
ومع ذلك فإننا غير راضين عن الأداء فى المباراتين اللتين لعبناهما حتى الآن فقد حققنا تعادلا محبطا مع منتخب الدومينيكان المجهول وفزنا بشق الأنفس على منتخب أوزبكستان القوى نسبيا بهدف وحيد.. وتتبقى لنا أصعب مباراة مع المنتخب الإسبانى أقوى فرق المجموعة على الإطلاق وأحد أهم المرشحين للفوز بالميدالية الذهبية.
هذه المباراة مع الماتادور الإسبانى تمثل الاختبار الحقيقى لمنتخبنا وستكشف لنا مدى قدرتنا على الذهاب بعيدا والمنافسة على ميدالية أوليمبية بعد أن حرمنا منها فى مناسبتين سابقتين كنا قريبين فيهما جدا عندما تأهلنا لنصف نهائى أوليمبياد 1928 و1964 وخسرنا واكتفينا بالمركز الرابع!!
بمنتهى الصراحة ما زلت عند قناعتى وأتمنى أن أكون مخطئاً بأن هذا المنتخب لن يتمكن من المنافسة على ميدالية أوليمبية فى ضوء ما شاهدته من أداء فردى وجماعى غير مقنع للفريق بسبب عدم التحضير الجيد للمنافسات من جانب اتحاد المزاريطة المسمى باتحاد الكرة الذى كان كل هم مسئوليه السفر والدولارات لدرجة أن ثلاثة منهم يرافقون البعثة وهم جمال علام وحلمى مشهور ومحمد بركات رغم أن لائحة الدورة الأوليمبية لا تسمح إلا بإدارى واحد فقط لكل لعبة.. وكان يكفى تواجد محمد بركات بصفته المشرف على الفريق ..أما علام ومشهور أكثر من يسافر مع المنتخبات فقد تحمل اتحاد الكرة تكاليف سفرهما واقامتهما وبدل سفرهما وتنقلاتهما الداخلية فى فرنسا.
هؤلاء المسؤولون الذين يتكالبون على السفر كان أولى بهم أن يوفروا هذه المبالغ الكبيرة من أجل توفير احتكاك أكبر للمنتخب قبل المجيء إلى فرنسا.. وكان عليهم أن يهيئوا الأجواء للفريق والتنسيق مع الأندية الأوروبية والمحلية بشكل أقوى لتحقيق مطالب البرازيلى ميكالى بشأن الثلاثى فوق السن.. لكنه اتحاد ضعيف ولا يملك الشخصية أو القدرة فى التواصل مع الأندية الأوروبية وإقناعها بالتخلى عن نجوم مثل محمد صلاح وتريزيجيه ومرموش.. فضلا عن غياب رؤيته المستقبلية من أجل الاستعداد الجيد للدورة الأوليمبية بتطبيق الموسم الاستثنائى وجعل الدورى ينتهى فى يونيو الماضى بدلا أن يظل مستمرا إلى ما بعد انتهاء الدورة الأوليمبية حتى يمنح الجهاز الفنى الفرصة لاختيار الثلاثى فوق السن من الأندية ولعب مباريات احتكاكية أكثر وأقوى من تلك التى لعبها.. لكنه بضعفه رضخ للأندية والرعاة وأنهك اللاعبين بدورى طويل وممل ومنح الأندية المبرر لعدم ترك لاعبيها بسبب المنافسة الشرسة على بطولة الدورى خاصة الأهلى الذى كان يستحق لاعبان منه على الأقل دعم الفريق وهما محمد عبد المنعم فى الدفاع وإمام عاشور فى الوسط.
عموما دعونا لا نبكى على اللبن المسكوب ولا على مسئولى هذا الاتحاد غير المأسوف عليهم.
دعونا نتمسك بالأمل حتى لو كان ضعيفا.. وربما تحدث المفاجأة السارة وغير المتوقعة ويعود هذا الفريق المغلوب على أمره بميدالية أوليمبية!!