وقفة فكرية هامة.. نود ذكرها قبل أن نستكمل آيات الله.. «لبنى إسرائيل».. وذلك لنرى نوعية وكمية وكيفية.. «جحودهم بها».. بل ولندرك سبب ذاك الجحود.. الذى تميز به.. «اليهود».. الذين كفروا من بنى إسرائيل.. وباتوا هم والذين أشركوا.. «أشد عداوة للذين آمنوا».. وكأنهم تخيروا.. «ابتلائيا».. أن يكونوا عضد داعم.. «لإبليس».. وحزبه من شياطين الإنس والجن.. فيما قدره الله من.. «ابتلاء عبودي».. على الذين أمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله.. «واليوم الآخر».. نعم.. «تخيروا ذلك».. «وقالوا سمعنا وعصينا».. «93/ البقرة».. بل.. «يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا».. «79/ البقرة».. بل.. «أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون . وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون»..»٨٨/ البقرة».. نعم.. «تخيروا ذلك».. وحينئذ.. يقول الله تعالي.. «ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم».. «105/ البقرة».. وحينئذ.. نكرر عظة وتحذير الله لنا الذى يقول.. «أفتطمعون أن يؤمنوا لكم».. «75/ البقرة».. ؟؟
ربما ما سبق يكون.. «سببًا».. كاف لجحودهم.. ولكن ليس هذا ما تعمدنا ذكره من سبب.. «فكري».. نراه يكمن فى الفارق العظيم بين.. «الحلم والعلم سياسيًا».. والجمع بينهما.. حكما فى الأرض والناس.. حكما يأتى بعمارة الأرض بما ينفع الناس.. «دنيا وأخرة معا».. نعم.. فدون تلك النتيجة السياسية يصبح الحكم.. «باطل».. بطلان يشهد عليه.. «خراب الأرض وضرر الناس».. وذاك حكم لا نقض له قط.. «إلا نقض اليهود والذين أشركوا».. والذى يشهد على بطلانه.. «فساد كفره».. عالم اليوم بما فعلوه.. «وما زالوا فاعلين له».. من جريمة.. «إبادة جماعية متعمدة».. للمدنيين من أطفال ونساء ورجال الفلسطينيين.. «بقطاع غزة والضفة»..
انظر أيها القارئ العزيز.. لإحكامات العزيز.. «العليم الحكيم الرحيم سبحانه».. الذى جعل عبادته فى الأرض.. اختيارًا اختبارًا أي.. «ابتلاءً».. سببا لخلق الجن والإنس.. سببا لخلق من هم من نار ومن هم من طين.. «معًا باستواء العدل».. نعم.. انظر لسياسة تلك العبادة.. «لمن كتب على نفسه القدسية الرحمة».. وبها رفع وأقام.. «الحلم على العلم».. حكما سياسيا.. نعم.. فالحلم من الرحمة التى وسعت كل شيء.. أما علم خلقه وخاصة الإنس منه لهو.. «قليل».. نعم.. فالله سبحانه يقول.. «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا».. «85/ الإسراء».. بل ويقول.. «إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون».. «74/ النحل».. ولذا رتل علمه ترتيلا فى كتبه السماوية حتى اكتمل لمن يشاء وتمت نعمته.. «دينا إسلاميا لله».. اكتمل وتمت نعمته لم أتى الله.. «بقلب سليم».. فقال الله له.. «أسلم فقال أسلمت لرب العالمين».. «١٣١/ البقرة».. هكذا كان.. «إبراهيم».. الذي.. «وفي».. فجعله الله للناس.. «إماما».. بل واتخذه.. «خليلا»..
انظر أيها القارئ العزيز.. «لذاك الإمام».. لتكاملية اكتمال إسلامه لله.. حين دعا الله بأن.. «هب لى من الصالحين»..»100/ الصافات».. فماذا وهب الله له.. وهب الله له.. «غلام حليم».. على شاكلته فقد كان إبراهيم.. «أواه حليم».. «75/ هود».. ثم وهب له على كبر.. «غلام عليم».. وهكذا اكتمل فى إبراهيم وذريته من بعده.. «الحلم والعلم».. فطرة واختيارا سياسيا فى الأرض والناس.. «لمن شاء إسلاما لله».. ولذا أمر الله المتقين.. بألا يموتن إلا وهم مسلمون.. وبذاك الأمر وصى إبراهيم بنيه ويعقوب.. الذى وصى بنيه بألا يموتن إلا وهم مسلمون.. وبنى يعقوب هم.. «بنى إسرائيل».. وقد اكتمل ذاك التكامل.. «الإبراهيمي».. بذرية كل من.. «إسماعيل الحليم واسحاق العليم».
مثال الحليم إسماعيل.. ما الذى يمكننا أن.. «ندعيه أو ندركه».. عن ما تحتمله نفس.. «فتي».. لم ير أباه قط.. مهما حدثته أمه هاجر المصرية.. «عنه».. وعن دعوته لهما قبل أن يرحل عنهما.. «37/ إبراهيم».. وما إن عاد لهما يقول لابنه.. «أنه رأى فى المنام أنه يذبحه».. ويسأله عن رأيه فى ذلك.. فيقول له.. «قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين»..»102/ الصافات».. فلما أن كاد أباه أن يذبحه.. «أنجاه الله وفداه بذبح عظيم».. نعم.. «هكذا صبر الحلم وحلم الرحمة وأجر الرحمن».. اعتقد.. أن من يسلم للحق.. يهديه الحق لحق علمه السياسى فى الأرض والناس.. نعم.. وسبحانه الله فى فضل كريم عطاياه للحليم.. «نبوة».. وعلى فترة من العباد المخلصين.. يجعل من ذريته من هو.. رحمة للعالمين وخاتم المرسلين.. «محمد».. عليه وعلى رسل الله أجمعين الصلاة والسلام.. والحمد لله رب العالمين..
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة مهمة
لا يأتى من سياسة الحليم.. «إلا كل نعيم».. واستدامة حمد لرب العالمين.