صدمة كبيرة ضربت الأوساط الرياضية بأولمبياد باريس والشارع الرياضى المصرى بعد إعلان استبعاد الملاكمة يمنى عياد من المنافسة بسبب زيادة وزنها على ميزان المنافسة مما دفع اللجنة المنظمة لاستبعاد اول ملاكمة مصرية فى التاريخ تتأهل للأولمبياد وأول لاعبة يتم استبعادها فى نفس الوقت فى سابقة لم تحدث من قبل.
اشتعلت الأجواء سواء داخل أروقة البعثة الوطنية بباريس وكذلك بين الجماهير داخل مصر وأصبح هناك بحث عن الأسباب الحقيقية أو المتوقعة لهذه الحادثة الفريدة من نوعها.. وتم عرض هذه الواقعة على بعض خبراء التحكيم وأبطال مصر فى الأولمبياد عدة سنوات متتالية للوقوف على حقيقتها.
كشف شريف العريان الأمين العام للجنة الأوليمبية النقاب عن بعض الأسباب التى من المتوقع أن تكون سببا من الأسباب التى أدت إلى زيادة وزن يمنى عياد 700 جرام فى ليلة واحدة وهى إما تناولها بعض الوجبات وشرب المياه بعد دخولها لغرفتها أو أن يكون الميزان الذى قامت اللاعبة باستخدامه داخل غرفتها غير قانوني.
أضاف أن اللاعبة خضعت للميزان الساعة 12 صباحا وقبل المنافسات بساعات وتم خضوعها للوزن مرة اخرى قبل المباراة ولكن للأسف تم اكتشاف زيادة وزنها 700 جرام مؤكدا أن الجهاز الفنى للمنتخب كان قد أطمأن على الملاكمة واغلق باب الغرفة عليها حفاظاً على سلامتها.
يرى عبدالعزيز غنيم رئيس الاتحاد أن اللاعبة يمنى تتحمل مسئولية استبعادها عن المنافسة بعد زيادة وزنها لأن اللجنة التى قامت بقياس وزنها حتى ليلة المباراة بمقر الإقامة للاعبة وكان الميزان 54 كجم وهو الوزن الذى يسمح لها بخوض المنافسات فى الميزان المحدد لها لكن فوجيء الجميع خلال إجراء الميزان الرسمى فى البطولة أن الوزن 54 كجم و700 جرام زائد وهو أمر يخص اللاعبة حيث أنه يوجد صورة لميزان اللاعبة داخل غرفتها فى اليوم السابق لخوض المنافسة وكان 54 كجم.
قال أنه لن يتم ذبح اللاعبة كما يعتقد البعض، ولكن ستتم معاقبتها فى حالة الإدانة، مشيراً إلى أن يمنى عياد لاعبة صاعدة وينتظرها مستقبل كبير، ولكن يجب محاسبتها حتى لا تقع مستقبلاً فى ذلك الخطأ مجددا.
حاولت «الجمهورية» التواصل بشتى الطرق مع يمنى عياد إلا أنها رفضت التعليق على الأمر من قريب أو بعيد خاصة وأنها تعيش حالة من الصدمة والانهيار لعدم تحقيق حلمها بالمشاركة فى الأوليمبياد..
من جانبه كشف محمد بيومى خبير اللوائح الموقف القانونى ليمنى عياد حيث أكد إن الاتحاد مسئول عن وزن اللاعبين كى يصنفوهم فى أى وزن يلعبوا به والاتحاد على علم بكل لاعب يشارك تحت أى وزن.. كما أنه قبل المباراة بساعتين يتم وزن اللاعب ولا بد من التأكد أنه تحت الوزن الذى يلعب فيه، ولو تم اكتشاف أنه أكثر من الوزن المسجل فيه يلعب فى وزن مختلف.. ومن ثم فإن ما حدث هو مسئولية الاتحاد لأنه المسئول عن توفير الأطباء الذين يحددون نظام التغذية لها
كما أن خبراء اللعبة كان لهم رأى آخر.. أكد الملاكم الدولى محمد هيكل أن استبعاد يمنى عياد من منافسات أولمبياد باريس هو صدمة وكارثة كبيرة لم تحدث من قبل لاسيما فى الملاكمة المصرية والتى يجب على المسئولين لاسيما وزارة الشباب والرياضة التحقيق فى هذه الواقعة ومحاسبة المقصرين لأن مصر أكبر من أن تتكرر مثل هذه الكارثة مرة أخري.
أضاف أن يمنى لا تنتمى أصلا لاتحاد الملاكمة وإنما تنتمى لاتحاد المواى تاى لكنها استطاعت الحصول على بطولة الجمهورية وإفريقيا فى الملاكمة والتأهل للأولمبياد وهذا يعنى أن خبرتها فى الملاكمة رغم وصولها للأولمبياد ضعيفة جدآ مثل اللاعبين الذين تم إعدادهم منذ الصغر على لعبة الملاكمة.
أوضح هيكل أن هذا الأمر لايعنى أنها المسئولة الوحيدة عن هذه الكارثة لأن مدربها مسئول مسئولية كبيرة فى هذه الكارثة لأنه فى عالم الملاكمة هناك مراقبة دورية لوزن اللاعب من قبل الجهاز الفنى واللاعب نفسه قبل دخول ميزان المنافسة واستدراك أى خطأ.
يرى هيكل أنه يتوقع أيضا أن السبب فى استبعاد اللاعبة هو تعمد زيادة الوزن للهروب من مواجهة منافستها الاوزبكية بطلة العالم لاسيما وأن الرد سيكون أنها لا تنتمى لاتحاد الملاكمة فى الأصل.
أكد الملاكم الدولى رمضان عبدالغفار نجم منتخبنا الوطنى السابق أن استبعاد يمنى عياد من منافسات أولمبياد باريس كارثة لا يمكن القبول بها ويجب التحقيق فى هذه الواقعة ومعاقبة المتسببين فيها حتى لا تتكرر مرة أخري.
أضاف أنه لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى اللاعبة وحدها فهناك الخبير الكوبى راؤول ديسباجين إزاك ومدرب ومدرب مساعد يقومون بمتابعة الملاكمين لحظة بلحظة للحفاظ على الوزن كما هو معتاد فى عالم الرياضة وذلك من خلال وزن اللاعب على ميزان التجربة للتأكد من الوزن قبل الدخول على ميزان البطولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة فى حال وجود وزن زائد حيث تتم إعادة اللاعب للتدريب مرة أخرى لتحقيق الوزن المطلوب لأن البطولة تقبل نقص الوزن حتى 100 جرام ولكن لا تقبل زيادة ولو نصف جرام لذا فالمدرب هو المسئول الأول قبل اللاعبة التى تشارك لأول مرة وليس لديها خبرة.
أوضح أن ما حدث لا يمكن أن يكون وليد اللحظة لذا يجب فتح تحقيق موسع لأن ما حدث من الممكن أن يترتب عليه عدم ممارسة الملاكمة مرة لأنه لم يحدث من قبل أن يذهب ملاكم ولا يشارك حتى ولو كان خصمه اقوى منه لأن عدم المشاركة سيحرمها من الحصول على شهادة المشاركة بالأوليمبياد لعدم دخولها القرعة وارتداء القفازات وهذا يعد كارثة.