علاج 4 ملايين مصاب بالمجان.. والتكلفة 5.5 مليار جنيه
أدهانوم: 80 مليون شخص يعانون عالمياً
عز العرب: نقل تجربتنا للبلدان المجاورة دليل نجاح كبير
يحتفل العالم 28 يوليو من كل عام باليوم العالمى لالتهاب الكبد والذى يوافق ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروخ بلومبرج الحائز على جائزة نوبل الذى اكتشف فيروس التهاب الكبد الفيروسى «ب» وطور اختباراً تشخيصياً ولقاحاً للفيروس.
يهدف الاحتفال إلى التوعية بالمرض ودعم مرضى التهاب الكبد الفيروسى ولتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة المرض لتحقيق أهداف التخلص من المرض فى العالم بحلول عام 2030 خاصة أنه يعد السبب الرئيسى السابع للوفيات فى جميع أنحاء العالم وهو المرض المعدى الوحيد الذى تتزايد فيه الوفيات عالمياً ويقدر أن هناك 354 مليون شخص لا يزالون يعيشون مع هذه العدوى التى تهدد الحياة ويموت شخص واحد على الأقل بسبب المرض كل 30 ثانية.
وقد جاء تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى للشهادة الذهبية فى القضاء على فيروس سى من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم العام الماضى كأول دولة على مستوى العالم تتويجا لجهود سنوات من العمل للقضاء على المرض الذى نهش أكباد المصريين لعقود طويلة وقد صوت أعضاء اللجنة الدولية بمنظمة الصحة العالمية بالإجماع بالموافقة على حصول مصر على الشهادة الدولية فى القضاء على فيروس سي.
قالت المنظمة ان بلوغ المستوى الذهبى يعنى أن مصر أوفت بالمتطلبات التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات إلى المستويات التى تؤهلها للقضاء على المرض وأن مصر شخصت 87 ٪ من المتعايشين مع التهاب الكبد C وقدمت العلاج لـ 93 ٪ من المصابين به.
أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن الشعب المصرى عانى لعقود طويلة من فيروس التهاب الكبد «سي» والذى أصبح من المشاكل الصحية المتوطنة فى مصر وإن علىالإشهاد الدولى لإكمال مسار القضاء عليه هى شهادة على الصمود والدعم غير المحدود المقدم من رئيس الجمهورية وأن ما حدث قصة نجاح يجب أن تروى حيث كان لدينا 14 مصابا بفيروس سى بين كل 100 مصري.
أضاف أنه فى أول أكتوبر 2018 انطلقت المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى من خلال حملة قومية للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى «سي» .
ونجحت فى الوصول إلى صفر إصابات وقد ساهمت فى إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج الفيروس ومضاعفاته التى تصل سنويا إلى 64 مليار جنيه بالكشف المبكر عن المرض وعلاجه مما دفع منظمة الصحة العالمية لإعلان مصر أول دولة خالية من الفيرس بعد ان كانت تحتل المركز الأول فى معدل الإصابات والمبادرة غيرت من مفاهيم الصحة العامة والأولويات الصحية وكيفية علاجها وأهلت مصر لكى تخطو خطواتها العملاقة نحو الإشهاد من منظمة الصحة العالمية وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 5.5 مليار جنيه منها 2.5 مليار تكلفة المسح و3 مليارات تكلفة العلاج كما تم تجهيز المعامل المركزية بـ 41 جهاز «PCR» وزيادة قدرة العمل يوميا من 8 آلاف إلى 35 ألف عينة وتشكيل غرفة عمليات مركزية مرتبطة بالمحافظات تضم 20 ألف فرقة.
أوضح أن المبادرة نجحت فى فحص 80 مليون مواطن وعلاج 4 ملايين بالمجان ونسبة الشفاء تجاوزت 98 ٪ وفحص 11 مليوناً و635 ألفا من طلاب المدارس وحماية 150 ألفاً من الإصابة بالفيروس سنويا وانخفاض معدل الإصابات بأكثر من 92 ٪ سنويا وانخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لـ100 دولار فقط.
بينما أشاد الدكتور تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالمسيرة التى قطعتها مصر من بلد يعانى من أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل الانتشار من 10 ٪ إلى 0.38 ٪ فى أقل من 10 سنوات هى مسيرة مذهلة وهذا أقل ما توصف به لقد قدمت مصر للعالم نموذجا يحتذى به.
أضاف إنه بفضل هذه المبادرة نجحت مصر فى خفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة 97 ٪ بين المواطنين وأن 80 مليون شخص فى العالم يعانون الإصابة بفيروس سى متمنيا القضاء على هذا المرض فى جميع دول العالم مثنيا على دعم الرئيس السيسى للعمل الصحى والتزامه على جميع المستويات.
فى حين يقول الدكتور محمد على عز العرب مؤسس ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد إن أعداد المصابين بفيروس سى أصبحت منعدمة بعد توفير العلاج بالمجان وخطة طبية وفق المعايير العالمية وأصبحت التجربة المصرية فى مكافحة فيروس سى يحتذى بها عالميا وتم نقلها إلى بلدان مجاورة فى القارة الافريقية بعد إشادة منظمة الصحة العالمية بها ووصفها بأضخم عملية مسح طبى فى التاريخ وكان للإرادة السياسية دور كبير فى نجاح المبادرة التى كشفت أن نسبة من لديهم أجسام مضادة للمرض 3.8 ٪ من عينة البحث ومن لديهم «pcr» إيجابى نحو 2.8 ٪ ويمثلون مليونا و540 ألف مواطن وتم علاجهم جميعا.
بينما أكد الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن مصر حققت نجاحاً كبيراً بعد أن كانت تصنف أنها أعلى نسبة فى الإصابة بالفيروس والبعض تحدث عن أن هناك 20 مليون مصرى مصاب به حتى جاءت مبادرة رئيس الجمهورية «100 مليون صحة» التى بدأت فى 2018 حيث تم عمل مسح قومى لـ 80 مليوناً بالإضافة إلى 12 مليونا من طلبة المدارس باستخدام الكواشف السريعة داخل 4000 مركز على مستوى الجمهورية.