حينما أشاهد أى مشاحنة بين مواطن وآخر نتيجة أسباب واهية فى الشارع أبرزها أولوية مرور بالسيارة مثلا أو نتيجة اختلاف فى وجهات النظر حول مباراة كرة قدم.. أو فى طابور لقضاء حاجة من الأمور الحياتية أو لسبب عارض يمكن أن يمر باعتذار بسيط.. أو بابتسامة حتى ولو غير صافية أو بالعفو عند المقدرة، أتيقن أن ما طرأ على بلدنا فى السنوات الأخيرة أطاح بجزء كبير من قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.. وأيضا أحلامنا وأولوياتنا وجعلنا ننزلق إلى درجات متدنية فى تعاملنا مع بعضنا البعض أو حتى فى تعاملنا مع الدولة.. وأصبح كل منا يتربص للآخر ويتصيد له أقل الأخطاء.. بعد أن كان ميثاق تعاملنا قوله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمي».
هناك من يعرف الحق والحقيقة.. ولكنه يريد العبث فى عقولنا وتقسيم صفوفنا وتشتيت أفكارنا وتشويه تاريخنا والتشويش على إنجازاتنا.. خاصة شبابنا الذى يجب أن يدرك ويؤمن أن مصر بلد كبير وعريق..لها خصوصيتها وقيمتها ومكانتها وريادتها وزعامتها.. مرت بها أنواء ورياح وأعاصير وصعاب وأزمات وكوارث لكنها كانت دائما ومازالت وستظل عصية أبية عفية على كل من يتربص بها وتتغلب على كل الصعاب وتتخطاها وتقهرها لتؤكد دائما أنها أكبر من أى تحد.. وأعمق من أى مؤامرة دنيئة وخسيسة من خلال دول وأفراد أو سائل الإعلام مسمومة سواء مقروءة ومسموعة ومرئية.. وإلكترونية.. لتأجيج وتهييج المواطن ضد الدولة وتناسوا أن الإعلام حينما يكون سوياً نقياً وأداة توثيق يظل شاهدا على العصر ويبقى فى ضمير الأجيال المتعاقبة وأداة تنوير وتبصير.. وصدق فيهم قول العلى القدير «الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون» صدق الله العظيم.
هناك من يتلاعب بعقول شبابنا بما يذيعونه ويبثونه وينشرونه ويصبغونه باتجاهات سياسية وميول اجتماعية.. وقيم ذاتية.. ويطوعون ما تسطره أقلامهم.. وتصوره كاميراتهم.. وتذيعه ميكروفوناتهم ليخدم أغراضهم الدنيئة.. لتزييف الحقائق واهدار الإيجابيات.. وتعظيم السلبيات.. والتشكيك فى التصريحات وطغت قيمهم المشبوهة وآراؤهم الشخصية المغرضة على ما يبثونه للمواطنين قد يكون الغرض منها تصفية حسابات شخصية من خلال جماعة منحلة.. أوتلبية وتنفيذ خطط لهدم الدولة.. أو سداد لفاتورة تم سدادها لشراء ذممهم ليحققوا أهدافاً خبيثة.. يحاربون شباب مصر بأبشع الوسائل بلا قيم ولا أخلاق ولا مبادئ.
يجب أن يتكاتف الجميع.. دولة ومؤسسات وإعلاما وأحزابا وجمعيات أهلية وأسرا وكافة المخلصين من أبناء هذا الشعب الصامد الأبى وأن نكون على قلب رجل واحد لإعادة القيم السمحة للمجتمع المصرى وأن نكون مرة أخرى كالجسد الواحد.