رسم منتخبنا الوطنى الأول لكرة اليد البسمة على وجوه الجماهير المصرية بعدما استهل مشواره فى دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا فى باريس بالفوز على المجر بنتيجة 35 / 32، ضمن منافسات المجموعة الثانية، وبذلك انتزع منتخبنا أول نقطتين ليكشر عن أنيابه ويبرهن أنه قادم بقوة للمنافسة على ميدالية أولمبية.
جاءت المباراة قوية تحمل الندية والإثارة من الفريقين، إلا أن الجهاز الفنى الوطنى بقيادة كارلوس باستور نجح فى استغلال أوراقه الرابحة فى الضغط على المنافس بالمهارات واللعب النظيف، ومحاصرة دفاعاته الحصينة ونجح فى تهديد مرماه أكثر من مرة وحقق السيطرة الكاملة ليحرم الخيول من التقدم طوال اللقاء الذى لم يحقق سوى تعادلين فقط ليمنح منتخبنا التفوق والسيطرة فى افتتاح مشواره بالأوليمبياد.
انطلق الشوط الأول ببداية هجومية من جانب منتخبنا الوطنى من خلال الضغط المركز من الأطراف، والقلب معتمدًا على الثلاثى يحيى خالد وعلى زين مع يحيى الدرع أمامهم محمد عادل على الدائرة لينجح هذا التكتيك فى الضغط على المنافس وفك شفرة دفاعاته وتحقيق التفوق وفارق ٤ أهداف حتى الدقيقة 12 من هذا الشوط.
فى المقابل اعتمد المنتخب المجرى على التحضير من الخلف والتسليم والتسلم على الدائرة ما بين ريتشاردبودو وفاسكاس صانع الألعاب ونجحا فى تخفيف الضغط من خلال الضغط الهجومى المستمر وإغلاق المساحات.
منح التناغم بين حارس مرمانا محمد على وخط صناعة الهجمات فى التنفيذ الخاطف والمتقن لجميع الموجات الهجومية حتى تحققت بالفعل السيطرة على الملعب وتحجيم الخط الهجومى للمنافس.
ظهر تطور الفكر التكتيكى للمدير الفنى باستور فى كيفية الاستفادة من أوراقه الرابحة وكيفية توظيفها بحيث أشرك سيف الدرع فى ناحية اليسار بدلاً من على زين، ومهاب سعيد فى الناحية اليمنى بدلاً من محمد سند، ليربك حسابات الجهاز الفنى للمجر ويسيطر على الشوط بنسبة 71 ٪ لصالح منتخبنا.
استطاع منتخب المجر من خلال التناغم بين الخط الخلفى والهجوم بين فاسكاس، بانس ايمرى مع ادريانس النجاح فى الضغط على دفاعات الفراعنة، وأحرز دفعة من الأهداف لعمل الريمونتادا والعودة للمباراة حتى انتهى الشوط الأول بتقدم منتخبنا الوطنى 19/15.
فى النصف الآخر من المباراة نجح الإسبانى ريدريجو المدير الفنى للمجر فى تغيير فكره التكتيكى ليضع لاعبين لصناعة الهجمات مع الاعتماد على الدفاع المتقدم مستغلاً بذلك تراجع منتخبنا الوطنى حتى نجح فى تحقيق أول تعادل بعد مرور ربع ساعة من هذا الشوط.
فى المقابل استطاع باستور من إعادة ترتيب أوراقه بسرعة وأشرك طارق كمهاجم ثان على الدائرة بجانب محمد عادل مع نزول كريم هنداوى بالمرمى ليستعيد الغلبة والسيطرة مرة أخرى ويحقق الفارق من جديد ويمتلك زمام المباراة.
ظهر بشكل واضح اعتماد المجر على الهجوم الخاطف بعد تراجعه مرة أخرى من خلال التنسيق الكامل بين ليكاى مع بوكا وفاسكاس مستغلاً تأخر خط دفاع منتخبنا الوطنى إلا أن استبسال الدرع وعلى زين أحبط ذلك.
اعتماد الجهازين على زيادة الضغط من الأطراف لمنح لاعب الدائرة من الارتقاء الجيد والتسديد السهل من خارج منطقة التسعة أمتار مع غلق المساحات أمام هجوم المنافس.
اشتعلت المباراة مع زيادة وتيرة الضغط الهجومى من جانب الفريقين إلا أن الخط الخلفى للمجر الذى اعتمد على الهجوم الجماعى وتعطيل فاعلية مهاجمينا ليحافظ على انتشاره الجيد لكن دون أنياب حقيقية
استمر الفريقان فى تبادل الهجمات من خلال استغلال تقاطعات الخط الخلفى مع فتح الجناحين لمنح الأفضلية فى التسديد ليتأكد التشابه التكتيكى لكليهما مما منح اللقاء ندية كبيرة لتحقيق التفوق.
حاول المنتخب المجرى استغلال تراجع منتخبنا فى بعض اللحظات لاحداث الريمونتادا إلا أن الوقت لم يسعفه لتنتهى المباراة بفوز منتخبنا الوطنى بفارق 3 أهداف.