افتتحت أمس منافسات النسخة الثالثة والثلاثين من دورة الألعاب الأوليمبية المقامة فى باريس فى احتفالية تاريخية خرجت عن المألوف والمتعارف عليه على مدار تاريخ افتتاحيات الأوليمبياد رغم هطول الأمطار.
ويتمثل الخروج عن المألوف فى أنه كان من المتعارف عليه أن يقام الافتتاح على مضمار الملعب الأوليمبى بدخول اللاعبين رافعين الأعلام لكن فى تلك النسخة تم اصطحاب المشاركين فى الأوليمبياد على قوارب مرت فى نهر السين مما أضفى لمسة من الرومانسية والجمال على الحدث.
ولكن المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد، فإلى جانب العروض الفنية والرياضية التى أقيمت على ضفاف النهر شهدت سماء باريس عرضًا جويًا ساحرًا أضاف لمسة من الإثارة والحماس على هذه الليلة الاستثنائية.
وسخّرت باريس العديد من الموارد البشرية والمادية واللوجستية لإنجاح حفل افتتاح هذه الألعاب التى تستضيفها فرنسا للمرة الثالثة فى تاريخها.
وكانت بداية الحفل ظهور نجم كرة القدم الفرنسى الشهير زين الدين زيدان يركض عبر باريس فى مقطع فيديو مسجل مسبقاً ليصل بالشعلة إلى مترو الذى تعطل ليسلمها إلى أطفال صغار يركبون قارباً عبر نهر السين.
بعدها بدأت القوارب فى الدخول .. ورفع الثنائى أحمد الجندى لاعب الخماسى الحديث وسارة سمير لاعبة رفع الأثقال العلم المصرى ليتوالى على إثرها دخول البعثات من مختلف دول العالم.
شهد حفل الافتتاح الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة بحضور زعماء ورؤساء الدول والحكومات والشخصيات العامة والرياضية.
وقبل بدء مراسم الإفتتاح، تعرضت خطوط السكك الحديدية الفرنسية لأعمال تخريب كبيرة، وفق ما كشفت عنه أمس شركة السكك الحديدية الفرنسية «إس إن سى إف».
وقالت الشركة إن هجوماً تخريبياً واسع النطاق حدث قبيل ساعات من افتتاح الدورة الأولمبية، مما أدى إلى شل شبكة القطارات السريعة الأكثر ازدحاما فى البلاد، وأنه جار تحويل جميع القطارات فائقة السرعة المتوجهة إلى باريس، والقادمة منها إلى الخط الكلاسيكى مما سيطيل زمن الرحلة بحوالى ساعة ونصف الساعة.
أضافت الشركة أنه تم إلغاء عدد من الرحلات، وأن هذا الوضع قد يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على أقل تقدير حتى يتم إجراء الإصلاحات اللازمة.
من جانبها، أعلنت السلطات الفرنسية أن فرقاً فنية تقوم بتصليح الأضرار بخطوط القطار التى طالتها الحرائق المتعمدة.
كما أعلنت الشركة الفرنسية المشغلة للقطارات فى بيان أنه عُثر على مواد حارقة بمحيط أحد خطوط القطار السريع، موضحة أن أعمال التخريب شملت حرقاً متعمداً لعدد من خطوط القطارات السريعة، من أجل إلحاق الضرر بمرافق الدولة وشل حركة القطارات فى البلاد، مما جعل حركة المرور على الخطوط المتضررة تتعطل بشدة، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.
ونقلت وكالة رويترز أن حركة قطارات «يوروستار» من بريطانيا إلى باريس قد تعطلت، مما أسفر عن إلغاء عدة رحلات واستغراق أخرى وقتا أطول، وسط أنباء عن تأثر نحو 800 ألف مسافر جراء الهجمات وأعمال التخريب.
من جانبها دعت «إس إن سى إف» الركاب إلى تأجيل رحلاتهم والابتعاد عن محطات القطارات.
على صعيد متصل، كشف رئيس وزراء فرنسا جابرييل أتال، أن أعمال التخريب طالت ثلاثة خطوط قطار رئيسية تتجه لباريس، فيماأعلن وزير النقل الفرنسى كليمان بون، أن الهجوم على خطوط القطار السريع حدث عند الرابعة صباحا، واصفاً هذه الأعمال بأنها «عمل إجرامى مشين».