فى أوقات الأزمات التى فرضتها تداعيات صراعات دولية وإقليمية طاحنة، والتى تلقى آثارها الصعبة وظلالها القاسية على الشعوب، هنا يخفت صوت الشجاعة، وربما تتوارى كلمات الحق والانصاف لكن الحق، هو أفضل طريق لبناء الوعى الحقيقي، ومد جسور الموضوعية، والحقيقة أن من يتأمل الأوضاع والصراعات فى العالم، ويتصفح دفتر أحوال الحرائق المشتعلة فى المنطقة، ويمعن النظر والبصر فى الجوار على كافة الاتجاهات الإستراتيجية ليجد أن مصر يحيطها طوق من النار، بل وفى البر والبحر، لكن هل سألنا أنفسنا لماذا تنعم مصر بالأمن والاستقرار، وسلامة ووحدة أراضيها، وأمن حدودها ولماذا يأتيها الباحثون عن الأمن والأمان من كل فج عميق، ولماذا لا يسأل المواطنون أنفسهم هل من الأفضل أن تعانى بعض الوقت ولفترة عابرة، لظروف طارئة بسبب تداعيات أزمات وصراعات وحروب دولية وإقليمية فرضت علينا، أم ندخل أتون جحيم الفوضى والخوف والذعر، أو مثل ما تعانيه شعوب فقدت نعمة الوطن، وباتت تتحسر وتلعن نفسها، وباتت أيضاً رهينة فى معسكرات للاجئين، أو حياة التيه والعدم، والجوع والحرمان، والإهانات أو الرحيل والهجرة فى متاهات الهلاك فى بحار ومحيطات، يعيشون مطاردين يسألون الدول إلحافا، بعد أن فقدوا عشرات الآلاف من أبناء وطنهم، أو أهاليهم، قتلاً وغرقاً؟.
أعظم ما فى الرئيس عبدالفتاح السيسى قدرته المبكرة على استشراف وقراءة المستقبل، والإدراك أن مصر دولة مستهدفة، وأن هناك تهديدات ومؤامرات ومخططات أبداً لن تنتهي، قرر هذا القائد العظيم أن ما حدث فى عقود سابقة، وفى الفوضى التى كادت تسقط البلاد فى يناير 2011 وحكم الإخوان المجرمين بأن كل ذلك لن يتكرر مرة أخري، وغير مسموح له أن يتكرر، لن ترى مصر مرة أخرى فى حالة ضعف أو استكانة أو عوز، هذا القائد العظيم والاستثنائى الذى نوجه له التحية هو السبب الأساسى والرئيسي، بعد المولى عز وجل فيما نعيشه من أمن وأمان واستقرار، فى ظل منطقة تشتعل، وجوار اندلعت فيه الحرائق دون إطفاء وعالم يتطاحن، ويخوض حرب تكسير العظام بلا رحمة، أدرك الرئيس السيسى أن يُمكٍّن مصر من القوة والقدرة لأنه السبيل الوحيد لحماية هذا الوطن والشعب، الحفاظ على وجودة تأمين حدوده وسيادته ومقدرات شعبه، وموارده الوجودية، أيقن أن القوة تمنع العدوان، وتحول دون تحقيق الأطماع أو نفاذ المؤامرات والمخططات، اختار سلام الأقوياء، وأن الحكمة هى من تدير القوة والقدرة، وأن القوة لا تعنى إطلاق العنان للتصريحات والتهديدات ولكنها القوة تعنى ثقة فى النفس وفى القدرة على الفعل والتنفيذ على أرض الواقع، تلك هى الحقيقة التى يدركها العدو والصديق على حد سواء فالأمم والدول والأوطان تحميها قوة الردع والحسم، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من القوى القادر على رد الصاع صاعين، ولديه القدرة على الوصول إلى قلب وعقل العدو، ومن يتأمل تعبيرات وعبارات وكلمات الرئيس السيسي، يدرك أن رؤيته استندت على ركائز مهمة، فالرئيس لم يقل عبارته الشهيرة «إن مصر كلما سعت للتقدم حاولوا كسر قدميها» إذن هو قارئ عظيم للتاريخ، لذلك قرر أن يوفر الحماية الفائقة، والقوة الكافية لحماية المشروع الوطنى المصرى لتحقيق التقدم، لأن بناء مصر وتمكينها من القدرة الشاملة المؤثرة وصعودها إلى منصة التقدم سوف تثير جنون وشرور أعدائها، لذلك لا سبيل إلا القوة المانعة لشرورهم.
الأمن والاستقرار الذى تحظى به مصر، وسط الحرائق المشتعلة، والصراعات المتصاعدة، والاضطرابات والأطماع المتنامية وفى أتون الفوضى والإرهاب والخراب والدمار فى الجوار، هو نعمة تستحق الشكر وتوجيه التحية لقائد عظيم واستثنائى ورؤيته التى حمت مصر من الفوضى والأطماع والمؤامرات.. لذلك لا يجب أن ننظر إلى أزمات عابرة سوف ترى سبيلها وطريقها.
للزوال بل ننظر إلى ما نعيشه من نعم ومزايا إستراتيجية ووجودية أبرزها الحياة فى وطن قوى وقادر على حماية الأرض والحدود والشعب، والمقدرات لذلك فإن ما حققه الرئيس السيسى فى هذا الإطار يعد أحد الأمجاد الخالدة التى جنبت مصر مصير دول المنطقة وحافظت على وجود هذا الوطن وأمنه واستقراره، وضمان الاستمرار فى تنيذ المشروع الوطنى لتحقيق التقدم، وتعظم القوة والقدرة.
انظر إلى ما حوته رؤية الرئيس السيسى قبل أكثر من 10 سنوات واربطها بما يحدث فى تلك الفترة الدقيقة فى المنطقة والعالم، لتخرج بنتيجة لا ريب فيها إنها رؤية إستراتيجية، قرر أن يخلص مصر من الفوضى والإرهاب ويعيد لمصر هيبتها وقوتها، ويبنى دولة المؤسسات، ويمكِّن الدولة الوطنية من التوهج بطموح بلا حدود، وإرادة لا تعرف التراجع، ولعل قرار الرئيس السيسى التاريخى والوجودى والإستراتيجى فى تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم، وتزويده بأحدث منظومات التسلح، برؤية متسعة أدركت حجم التحديات والتهديدات والمخاطر وتنبأت بمستقبل المنطقة، واستشرفت اشتعال المنطقة، وأيقنت أن مصر دولة مستهدفة ومطلوبة، من قوى الشر وأنها الجائزة الكبري، والهدف الأساسى من وراء ما يحدث الآن من صراعات وإشعال للحرائق، وتوتير للبر والبحر.
الرئيس السيسى ارتأى أن مصر العظيمة، يجب أن يكون لديها جيش دولة عظمى تليق بأمجادها، وامتداداتها، وطموحاتها وتاريخها، ويتسق مع حجم التهديدات والمخاطر، لذلك ترى الأساطيل المصرية العظيمة، لتأمين البحار المصرية، وما بها من مقدرات، وما قد يوجد فيها من تهديدات وأيضاً فكر ورؤية إقامة القواعد العسكرية الحديثة والعصرية، لحماية الاتجاهات المصرية الإستراتيجية، وأيضاً حاملات الطائرات الهليوكبتر، وأحدث المقاتلات من الجيل الرابع المتقدم، والأسطول الجوى العصري، ومنظومات الدفاع الجوى لحماية سماء وعمق الدولة المصرية.
ليس شرطاً أن تدخل الحرب حتى تتمكن من امتلاك القوة الفائقة، ولكنها واجبة لمنع الحرب والعدوان، وتحقيق الردع فنحن نعيش عصر الأقوياء.
مفهوم الرئيس السيسى للقوة والقدرة ليس قاصراً على الجانب والبعد العسكرى فحسب، ولكنه مفهوم شامل، يتضمن قوة البناء والتنمية والإنجازات والإصلاح فى كافة المجالات القوة الاقتصادية، وقوة الإنسان المصرى وقوة الوعي، والاصطفاف، ووضع المواطن على رأس الأولويات وتخليصه من المعاناة وتمكينه من الرعاية الصحية والتعليم الجيد، ومواكبة العصر، وكذلك القضاء على الظواهر السلبية المسيئة لوطن عظيم وأمة مصرية جديرة بكل العشوائيات، وتوفير الأمن والاستقرار فى وطن قوى وقادر، يحترم شعبه، ويجاهد ويكافح للارتقاء بحياته، حتى فى أشد أنواع الأزمات والتحديات.
تحية للرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الذى أنقذ وحافظ على مصر، ويبنى حاضرها ومستقبلها.
تحيا مصر