منذ الخامس عشر من ابريل عام 2023 تقبع السودان فى دوامة من الفوضى تزايدت فيها الأزمة الانسانية والخسائر المروعة التى خلفها النزاع على المدنيين فى جميع أنحاء البلاد. وعانت السودان خلال الشهور الـ15 الماضية كابوسا، يبدو أنه سيطول فى ظل عدم وجود بوادر على إنهاء الصراع.. رغم كل المحاولات التى يتم بذلها من مصر وآخرها مؤتمر القوى السودانية، ثم محاولات الأمم المتحدة.. مصر تحديداً تشعر بضخامة الأزمة وكارثية الوضع وتتحرك بكل السبل لإيقاف نزيف الدم السودانى وعودة الاستقرار للبلد الشقيق وإنقاذه من الغرق فى الفوضى، لكن مع كل خطوة تقدم تعود آلة الحرب للوراء من جديد.. والذى يدفع الثمن هو المواطن السودانى.
حيث أصبحت حياة ملايين السودانيين من الرجال والنساء والأطفال بالاضافة الى ذوى الاحتياجات الخاصة معلقة على المحك مع استمرار القصف فى المناطق المكتظة بالسكان، مما يتسبب فى إلحاق أضرار واسعة النطاق وطويلة الأمد بالمدنيين وتعطيل الخدمات الأساسية التى يعتمدون عليها بشدة. وتسبب النزاع الدائر فى السودان فى مقتل وجرح الآلاف وتشريد الملايين، وخلق وضعا كارثيا فى خضم الجمود الذى يعترى المشهد السياسى وفشل المحاولات الرامية لوقف إطلاق نار دائم بين الطرفين.
مصطفى محمود ووكالات الأنباء:
يواجه السودان الآن خطر المجاعة بسبب الأحداث المتسارعة داخليا، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمى 14 منطقة فى السودان، يسكنها ملايين، على شفا المجاعة، منذ بداية الحرب. تمر الأيام على كثير من السودانيين، ساكنهم ولاجئهم ونازحهم، دون طعام، ولا يُنتظرهم سوى الأسوأ فى قادم الأيام، لا سيما مع قلة الزرع بعدما تعاقبت على البلاد ثلاث سنوات جدباء انقطع فيها المطر. ويعتمد كثير من السودانيين على المطر الموسمي، فإذا انقطع، فلا ماء ولا زرع.
تركت الحرب نصف السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يواجهون أزمة جوع وبحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أى دولة أخرى فى العالم. ويقول خبراء من الأمم المتحدة أن الجوع حل محل العنف باعتباره المحرك الأكبر لموجات النزوح من دارفور حيث تكثر العراقيل أمام توصيل المساعدات.
قال شبل صهبانى ممثل منظمة الصحة العالمية فى السودان للصحفيين بعد زيارة للاجئين من منطقة دارفور- التى خرج منها نصف عدد النازحين فى تشاد: «جميع اللاجئين الذين التقيت بهم قالوا إن سبب فرارهم من السودان هو الجوع».
ويقول جون ماكوني، مدير منظمة «الرؤية العالمية» فى السودان، بعدما عاين الأزمة: «نعتصر حزنًا ألا يجد السودانيون قوت يومهم مع شعورهم بالعجز وقلة الحيلة لحالهم الذى لا يخفى على أحد».
بينما يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن الجوع كان يضرب السودانيين بجانب الحرب بسبب التغير المناخى وارتفاع أسعار الغذاء والاضطرابات السياسية، واحدًا من كل شخصين فى السودان يحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ويتحمل الأطفال العبء الأكبر من هذه الأزمة المدمرة، حيث يهدد العنف والجوع نموهم البدنى والمعرفى ما يهدد حياتهم وآفاقهم المستقبلية، مع حرمان جيل كامل من التعليم والصحة.. بل إن عدد الأطفال النازحين فى السودان يفوق عددهم فى أى مكان آخر فى العالم، حسب مفوضية اللاجئين.
حيث يواجه نحو 9 ملايين طفل خطر النقص الغذائي، منهم أكثر من 700 ألف طفل دون سن الخامسة على وشك الهلاك جوعًا، مع نقص الرعاية والمأوي، خاصة لارتفاع درجة الحرارة إلى ما يُقرب الخمسين، حسب تقارير أممية كثيرة.
يقول المدنيون إن المقاتلين استولوا على جميع السلع الغذائية التى كانوا ينتجونها محليا فى دارفور. وكشفت منظمة الهجرة إنه -مع امتداد نطاق عمليات قوات الدعم السريع فى جنوب شرق البلاد فى الأسابيع القليلة الماضية- نزح أكثر من 150 ألفاً آخرون من ولاية سنار، كثيرون منهم للمرة الثانية أو الثالثة بعد مداهمات قوات الدعم السريع للأسواق والمنازل فى البلدات الصغيرة والقرى بالولاية.
النزوح
وتسببت المجاعة بالسودان فى أكبر عملية نزوح فى العالم حيث نزح أكثر من 10.7 مليون سودانى – أى أكثر من 20 ٪ من السكان، سواء داخليا أو فى الدول المجاورة، خاصة النساء والأطفال، حيث يفر الملايين بسبب الهجمات المروعة التى تسببها الأطراف المتحاربة، وفقا لما أكده جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
أشارت المنظمة إلى أن عدد النازحين داخليًا بلغ 7.9 مليون شخص منذ اندلاع النزاع الحالي، منهم ما يزيد عن مليون نازح كانوا قد نزحوا فى البداية قبل الحرب، وعانوا من نزوح ثانوى منذ نشوب الحرب. وأضافت المنظمة أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا يُشكلون 52 ٪ من النازحين داخليًا، حيث فر 35 ٪ منهم من الخرطوم و29 ٪ من شمال دارفور.
حسب المتحدث باسم الحكومة السودانية جراهام عبد القادر، فإن «أكثر النازحين من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد النساء 4 ملايين امرأة نازحة، بينما بلغ عدد الأطفال النازحين 3 ملايين». وأفاد عبد القادر بأن 90 ٪ من النازحين من ولاية الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور.
ويعيش معظم النازحين فى ظل أوضاع إنسانية غاية فى القسوة، بعد فقدان أعمالهم وضعف الاستجابة الإنسانية لمتطلباتهم فى وقت تتزايد أزمة الجوع فى البلاد، بالاضافة الى معاناتهم من التطهير العرقى والقصف العشوائى والعنف الجنسى والاتجار بالبشر والاحتجاز التعسفى والتجنيد القسرى والنهب.
اللجوء الخارجى
وتؤكد مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إن الدول المجاورة للسودان تعيش أيضا واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات اللجوء وأكثرها تعقيدا على مستوى العالم. ومن بين أكثر من مليونى شخص فروا من البلاد، لجأ نحو 1.8 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، مثل أغلبهم اتجه إلى مصر ثم جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وهذه الأرقام حتى 31 مارس الماضي، وفقا للمفوضية.
الارقام تؤكد ازدياد عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين فى مصر 5 أضعاف، بمعدل يومى يتراوح بين ألفين و3 آلاف لاجئ وطالب لجوء قصدوا مرافق استقبال المفوضية فى القاهرة الكبرى ومدينة الإسكندرية. وتقدر السلطات المصرية عدد الذين عبروا الحدود حتى الآن بنحو 450 ألف سودانى على الأقل.
وتشهد تشاد المحاذية لحدود السودان الغربية أكبر تدفق للاجئين فى تاريخها، حيث تم نقل معظم اللاجئين إلى مواقع جديدة وموسعة، لكن أكثر من 150 ألفا منهم ما زالوا فى مناطق حدودية، وسط ظروف غير صحية تتسم بالاكتظاظ، وفقا للمفوضية.
فى جمهورية أفريقيا الوسطي، وصل أكثر من 2200 شخص من السودان مارس الماضى وحده إلى مناطق يصعب الوصول إليها، وتعوق التحديات اللوجستية إيصال مواد الإغاثة إليها. أما إثيوبيا فقد أبلغت عن استمرار وصول لاجئين جدد تجاوز عددهم مؤخرا 50 ألف شخص.
وخلال العام الماضي، استقبلت أوغندا 30 ألف لاجئ سوداني، بما فى ذلك أكثر من 14 ألفا منذ بداية العام. ويأتى أغلب السودانيين الواصلين من الخرطوم، وهم من الحاصلين على المستوى الجامعى من التعليم.
الصحة
أما عن الحالة الصحية فحدث ولا حرج، تتفشى فى السودانيين الأمراض المُهلكة، مثل الكوليرا والملاريا والحصبة وحمى الضنك، بعدما انهارت الخدمات الصحية. وتصف فيكى هوكينز المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود الأزمة الإنسانية فى السودان بأنها الأكثر تضررًا فى العالم الآن.
قالت هوكينز إن الحرب تروع الناس ترويعًا كبيرًا، مع ارتفاع حالات العنف العشوائى والقتل والتعذيب والاغتصاب والتحرش، والهجوم المستمر على العاملين فى مجال الصحة وتعرض المرافق الطبية للنهب.
أضافت أنه منذ مايو الماضى تعرضت المستشفيات و المرافق التى تدعمها منظمة أطباء بلا حدود للقصف أو الغارات الجوية خمس مرات على الأقل فى أم درمان والخرطوم والفاشر، مما أدى إلى مقتل عاملين فى مجال الصحة ومرضى منهم أطفال.
وجهت هوكينز نداءً عاجلًا إلى أطراف الصراع لضمان حماية المدنيين والعاملين فى المجال الإنساني، وحث الدول الشريكة المعنية والهيئات الإقليمية على زيادة الضغط عليهم فى السودان للالتزام بتعهداتها. كما دعت الأمم المتحدة والقطاع الإنسانى إلى توسيع نطاق المساعدات فى التغذية والسكن والمياه والصرف الصحي.
فى سياق متصل، وصف الرئيس الدولى لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، الوضع الصحى فى السودان، بأنه «الأسوأ على الإطلاق» وقال ان الوضع يتدهور بسرعة كبيرة فى ظل التحديات المعيقة للتحرك، وقلة عدد الجهات الإنسانية الدولية الفاعلة على الأرض، ومحدودية التمويل المخصص للاستجابة من قبل الدول المانحة.
أضاف كريستو أن أكثر من 70 فى المائة من المرافق الصحية توقفت عن العمل، وأن مستوى سوء التغذية فى ازدياد، متوقعاً ارتفاع انتشار حالات الإصابة بالملاريا والأوبئة، مثل الكوليرا، مع بدء موسم الأمطار. وأشار إلى أن النزاع أدى إلى تفاقم سوء التغذية الحاد بين الفئات الأشد حاجة مثل الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. وقال كريستو إن المرافق الصحية المتبقية فى السودان تعانى من الضغط الشديد، ما يهدد بخروجها عن الخدمة، بسبب ازدياد انعدام الأمن والقتال العشوائى والهجمات والنهب.
وصف كريستو أنماط النزوح وسوء التغذية والاحتياجات الإنسانية الأخرى بأنها «مقلقة للغاية»، إذ إن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى عدد كافٍ من السكان، مضيفاً ان هناك حاجة إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية، ويتطلب ذلك توفير ضمانات للحماية من جميع الأطراف المتحاربة.
وفقاً للرئيس الدولى لـ«أطباء بلا حدود»، فإن واحداً من كل 3 مرضى يعانون من إصابات ناجمة عن الحرب تم استقباله من قبل المنظمة، وغالبيتهم من النساء والأطفال، داعياً أطراف القتال إلى «بذل ما فى وسعهم من جهود لضمان حماية السكان المدنيين»..
أوضح كريستو أن المنظمة توفر الرعاية الصحية المنقذة للحياة لجميع المحتاجين فى السودان، مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة بعدم التحيّز لأى جهة. وبشأن حصول منظمة «أطباء بلا حدود» على الأذونات والتصاريح للقيام بعملها، قال: «توجد صعوبات فى إجراءات التخليص جراء القيود التى تفرضها الأطراف المتحاربة، وهو ما يجعل جلب الإمدادات عملية مكلفة وطويلة»، مشيراً إلى أن الغارات الجوية دمرت البنية التحتية ونقاط الوصول، ما أسهم فى تباطؤ العمليات، حيث أصبح يستغرق دخول البضائع إلى البلاد عدة أسابيع.
أكد أن كثيراً من المنظمات الإنسانية والتجارية التى ترغب فى إدخال البضائع إلى البلاد لا تحتمل وجود تعقيدات وانعدام الأمن الذى يتسبب فى ارتفاع تكلفة استيراد الإمدادات. وأوضح أن الأطراف المتحاربة تقيد إيصال المساعدات فى مناطق محددة بوضع العراقيل، ونأمل فى أن تضع فى الحسبان ضرورة الاستجابة والتعاون لتيسير وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المتضررين من المدنيين فى مناطق النزاعات.
التعليم
وعن التعليم، يواجه ملايين الطلاب والتلاميذ فى السودان مصيرا غامضا مع استمرار الحرب، حيث تعطلت العملية التعليمية كليا فى ظل نزوح واسع ودمار كبير للمؤسسات التعليمية، كما تحولت مئات المدارس فى المناطق الآمنة لمعسكرات تأوى الفارين من القتال.
حُرم 19 مليون طالب من التعليم، وهم نحو 90 ٪ من طلاب السودان، وفقًا لتقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليونيسيف. كما تحولت كثير من المدارس فى جميع أنحاء البلد إلى ملاجئ أو تضررت، مما أدى إلى تصعيب جهود استئناف الأنشطة التعليمية وتأمين بيئات تعليمية آمنة للطلاب.
يجد 5 ملايين طفل أنفسهم محاصرين فى مناطق النزاع النشط، وهو ما يعرضهم لخطر فقدان الوصول الحاسم إلى التعليم وخدمات الحماية الأساسية، وفق منظمة إنقاذ الطفولة.
ومع تمدد القتال خارج العاصمة الخرطوم، أصبحت أغلب مؤسسات التعليم العام فى المناطق المتأثرة بالنزاع غير جاهزة لاستقبال الطلاب بسبب تدميرها جراء القصف أو استخدامها منصة للحرب أو ثكنات عسكرية.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف» فان السودان أصبح موطنا لأسوأ أزمة تعليمية فى العالم. حيث تعرض الأطفال لأهوال الحرب. الآن، بعد أن أُجبروا على الابتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلميهم وأصدقائهم، فإنهم معرضون لخطر الوقوع فى فراغ سيهدد مستقبل جيل كامل.
ورغم محاولات ولايات آمنة وبعيدة عن الصراع استئناف العام الدراسي؛ الا أن معيقات عملية التعليم حالت دون ذلك؛ وعلى رأسها عدم توفر الكتاب المدرسى حيث لم تصل نسخته للمدارس العاملة فى السودان ولا تلك التى فتحت أبوابها للطلاب خارج البلاد، كما يعانى المعلمون من عدم توفر الرواتب.
المرأة
فى أى منطقة نزاع، لا تختلف أوضاع النساء عن الرجال، لكن حينما تشتد الحرب تجد المرأة نفسها ضحية صراعات لا يد لها فيها. وكان للمرأة السودانية نصيب كبير من الأوجاع بعد أكثر من عام على الحرب الدائرة هناك، حتى أن الأمم المتحدة أصدرت بيانا يحمل عنوانا قاسيا زاد من مرارة الوضع «حرب على أجساد النساء والفتيات» فى إشارة إلى العنف الجسدى الذى تتعرض له السودانيات.
ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسى فى حالات النزاع، براميلا باتن إلى وقف العنف الذى تتعرض له النساء فى السودان، داعية إلى توفير التمويل لدعم الناجيات.
جاء هذا فى البيان الذى أصدره مكتب المسؤولة الأممية بعد زيارة رسمية إلى تشاد فى الفترة ما بين 14 و18 يوليو الحالي، لتقييم الوضع فى إقليم وداي، الذى يأوى أكثر من 620 ألف لاجئ سوداني، يمثل النساء والأطفال حوالى 90٪ منهم، الذين فروا من الأعمال العدائية الجارية فى السودان.
استمعت الممثلة الخاصة إلى روايات عن العنف الجنسى التى تورط فيها العديد من الجناة، واستخدام العنف ضد النساء والفتيات بدوافع عرقية، واختطاف النساء للحصول على فدية من أفراد أسرهن، واستهداف الناشطات بمن فيهن أولئك اللاتى يقدمن المساعدة والدعم للناجيات.
اجتمعت شهادات السودانيات اللاجئات على أن التحدى الأكبر لديهن هو الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما فى ذلك أى شكل من أشكال المساعدة القانونية أو الوصول إلى العدالة، ودعم سبل العيش.
كما أكدن أن الافتقار إلى الرعاية المتخصصة، بما فى ذلك الرعاية الصحية العقلية والنفسية والاستشارات المتعلقة بالصدمات، وعدم كفاية الموظفين، والمرافق الصحية غير المجهزة بشكل جيد، استمرت فى خلق حواجز أمام الدعم الكافي.
قالت باتن إنه «لم تتمكن الناجيات من العنف من الإبلاغ عن حالاتهن أو الحصول على مساعدة منقذة للحياة بسبب حجم الأزمة، والمسافة إلى المنشآت الصحية وندرة وجودها، فضلا عن العار والوصمة المتجذرة فى الأعراف الاجتماعية الضارة».
نبه البيان إلى أن الافتقار إلى الأمن فى المخيمات، وتداول الأسلحة ووجود رجال مسلحين، يزيد من تعريض النساء والفتيات لأشكال مختلفة من العنف. ودعت باتن مجتمع المانحين الدوليين إلى مضاعفة مساهماتهم لدعم أولئك الذين هم فى أمس الحاجة إلى المأوى والأمن والمساعدة.
فى السياق، أفادت مبادرة القرن الأفريقى لمساعدة النساء المعروفة باسم «صيحة» والتى تقوم بتوثيق أعداد المفقودات، بأن عدد النساء السودانيات المفقودات فى ارتفاع مستمر منذ بداية الحرب فى ابريل 2023، مؤكدة أن العدد يتضاعف باستمرار نظراً لتجنب التبليغ عن المفقودات خشية من العار.